السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

وش إجرام| "أبناء إبليس".. حكاية مقتل سيدة المصنع على يد شقيقين في العبور

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على أحد المقاهي البسيطة، جلس شقيقان يبحثان أوضاعهما المالية المتردية، يشكو الأول حاجته للمال، وتراكم الديون علي الثاني، وملاحقة الديانة له، ليدخل أكبرهم سنا والذي يعمل بأحد المصانع في حالة من الصمت امتدت دقائق أعقبها كلمات خرجت من بين فكيه كالرصاص: "أنا لقيت حل لكل مشاكلنا.. هنعمل مصلحة هنكسب منها فلوس كتير".
بهذه الجملة أخبر صاحب الـ40 عاما شقيقه الاصغر عما يدور في عقله، إذ اختمرت في ذهنه فكرة شيطانية بدأ في شرحها للثاني والتي حملت مفاجئة برغبته في السطو على المصنع الذي يعمل فيه وسرقة مالكه، فجاء الجواب من الثاني: "معاك في أي مصلحة"، لاسيما وأن الأمر سيدر عليهما أموالًا طائلة دون تعب أو كد، لم يتردد الشيطان الصغير في قبول العرض، فالكلمات التي نطق بها شقيقه كانت بمثابة البساط السحري الذي سينقلهم من الأرض إلى السماء لتبدأ رحلة الثراء السريع، ثم طلب منه الاول مغادرة المكان والجلوس في مكان هادئ بعيدا عن أعين الأهالي خوفا من تلصص أحدهم وإفضاح سرهم أو إبلاغ الشرطة.
بعد مرور يومين علي جلسة المقهي ألتقي الشقيقان داخل إحدي الشقق السكنية ببعضهم، لوضع اللمسات الأخيرة قبل انطلاق إشارة البدء في تنفيذ الفكرة وتحديد ساعة الصفر لتنفيذ الخطة، والتي تعتمد علي الدخول للمصنع باستخدام نسخة من مفتاح البوابة الرئيسية للمصنع أعدها صاحب الفكرة مسبقا، قائلا للثاني:" حارسة المصنع ست عجوزة ومش هتحس بينا وإحنا بنسرق"، وبالفعل تحرك الشقيقان نحو الهدف ونحجا في الدخول كما رسموا الخطة جيدا، حيث استطاعوا اقتحام وكسر مكتب مالك المصنع والاستيلاء علي بعض المسروقات، وعقب ذلك قاموا بالاختباء داخل غرفة " حارسة المصنع"، حتى الصباح خشية ضبطهما ليلًا، إلا أنهما فوجئا بدخولها، فقاما بتكبيلها وتكميمها للسيطرة عليها، إلا أنها توفيت فهربا بالمسروقات باستخدام سيارة استولوا عليها من داخل المصنع.
بلاغ للشرطة
مع اقتراب عقارب الساعة من السابعة صباحا، مطلع الاسبوع الجاري، هنا بدائرة قسم شرطة العبور، كان النقيب محمود عليوة، معاون مباحث القسم، يتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم، ليعود بعدها إلى مكتبه لاستكمال عمله في فحص قضية قيد التحقيق، ليقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا عن بداية ساخنة ليوم عمل جديد: " في جثة سيدة عثروا داخل داخل أحد المصانع يا فندم"،
، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التى تلقفتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، الرائد يوسف الشامي، رئيس مباحث القسم، ليأمر بسرعة الانتقال للوقوف على ملابسات الواقعة.
علي الفور استقل معاون المباحث عربة الشرطة "بوكس" قاصدًا محل الواقعة، طوال الطريق، ثمة شيء دار في عقل الضابط الشاب بأن الأمر لن يتوقف عند العثور علي جثة في ظروف غامضة فقط، بل أن هناك لغزا يجب الوقوف عليه لفك طلاسم الواقعة، وهو الأمر الذي تحقق لدى وصوله برفقه زميله النقيب إسلام يسري، معاون مباحث القسم، في أقل من ١٠ دقائق لمسرح الجريمة مع القوة المرافقة له، وفور وصوله، عاين الضابط الشاب مسرح الجريمة، وأطلع الرائد يوسف الشامي، رئيس المباحث، على ما يدور بمسرح الحادث، وأن الجثة ل"سيدة" تبلغ من العمر 55 سنة، حارسة بالمصنع، وعثر عليها داخل إحدى غرف المصنع مكبلة اليدين والقدمين من الخلف بشريط قماش، ومعصوبة العينين ومكممة الفم بإيشارب، ووجود كسر بباب مكتب مالك المصنع وبعثرة محتوياته وسرقة سيارة خاصة بمالك المصنع و2 شاشة تليفزيون و20 ألف جنيه، ليوجه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها، وبعد ها دقائق وصل فريق من النيابة العامة لمسرح الحادث، لمناظرة جثة الضحية، ومباشرة التحقيقات بالقضية.
وبالعودة لقسم شرطة العبور، تحولت وحدة مباحث القسم إلى غرفة عمليات، اجتماع مغلق دام لساعات، ناقش خلاله الرائد يوسف الشامي مع معاونيه خطة البحث لتحديد هوية المتهمين للإيقاع بهما، وسط متابعة مستمرة من اللواء حاتم حداد مدير مباحث القليوبية، والعميد خالد المحمدى رئيس مباحث المديرية.
ساعات من العمل المتواصل، قضاها رجال البحث الجنائي في جمع المعلومات والتحريات للوصول لهوية الجناة، لم يتسلل يأس أو ملل إلى فريق البحث، ثمة يقين يسود تحركاتهم، وأن الله سيبعث لهم طوق نجاة تنحل معه تلك العقدة، حتى جاءت على لسان النقيب محمود عليوة :" الشكوك تحوم حول أحد العمال بالمصنع يا يوسف بيه، وذلك ما ذلك ما توصلت إليه تحرياتنا خلال جمع المعلومات من العمال بمسرح الجريمة"، ليبدا فريق البحث بتكثيف التحريات حول المشتبه به، وعقب تقنين الإجراءات القانونية، نجحت قوة أمنية في ضبطه هو وشقيقه ليدلي باعترافات تفصيلية عن جريمته، حيث أقر المتهم الأول أنه نظرًا لعمله بالمصنع محل الواقعة عقد العزم على سرقته، واتفق مع شقيقه على ارتكاب الواقعة، مشيرًا إلى أنه يوم الواقعة وبالاشتراك مع شقيقه، دخلا للمصنع باستخدام نسخة من مفتاح البوابة الرئيسية للمصنع أعدها مسبقا، وكسر باب مكتب مالك المصنع والاستيلاء على المسروقات.
وعقب ذلك قاما بالاختباء داخل الغرفة محل العثور على الجثة حتى الصباح خشية ضبطهما ليلًا، إلا أنهما فوجئا بدخول المجنى عليها، فقاما بتكبيلها وتكميمها للسيطرة عليها، إلا أنها توفيت فهربا بالمسروقات باستخدام السيارة المستولى عليها، وبمواجهة المتهم الثانى أيد ما جاء باعترافات شقيقه، وتم بإرشاد المتهمين ضبط جميع المسروقات، وتحرر محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات اللازمة، وإحالتهم لنيابة العبور التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ليسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي أضحت حديث الساعة في منطقة العبور بمحافظة القليوبية.