لأول مرة نرى المستطيل الأخضر وعشاقه من مشارق الأرض حتى مغاربها، يبكون، على رحيل أسطورة هز موته قلوب كل من لمس وشاهد الساحرة المستديرة، إنه الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، الذى توفى أمس الأول الأربعاء، عن عمر ناهز الـ 60 عاما، إثر تعرضه لأزمة قلبية.
التصقت به الكرة كما لو كانت حبيبة كانت معه حينما تخلى عنه الجميع، منحته كل شيء وانصاعت له وصنعت منه ملكا، يقذفها بعيدا في الهواء وترتد إليه ليدللها ويصوبها كيفما يشاء، رسم بها كل أشكال الفنون حتى قيل عنه أنه ساحر مفتون، يتغزل ويغازل حبيبته ويقبلها أمام كل العيون، ليصبح اسمه أشهر من كل فلاسفة الإغريق، إنه مارادونا.
اهتم العالم بأثره بوداع أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، حيث وصفته الصحافة الإنجليزية بـ "الأسطورة الخالدة"، وعليه قالت الصحف الإسبانية "الإله رقم 10 مات"، وعلى نفس النهج قالت الصحف الفرنسية "الإله مات"، بينما قالت الصحف الإيطالية "مارادونا حي في قلوبنا وذاكرتنا دائمًا".
وكان الرئيس الأرجنتينى ألبرتو فرنانديز، قد قرر إعلان الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام، وعمل جنازة رسمية، يستضيفها القصر الرئاسى في العاصمة بيونس آيرس الحدث، والسماح لجميع أفراد الشعب بالحضور لوداع أعظم لاعب في تاريخ راقصى التانجو.
كما قرر لويجي دي ماجيستريس عمدة مدينة نابولي الإيطالية، إطلاق اسم دييجو أرماندو مارادونا على ستاد سان باولو الخاص بنابولي، الذى لعب في صفوفه.
واجتمع كل نجوم الكرة إداريين كانوا أو لاعبين، على أن وفاة الأسطورة الأرجنتينة خسارة كبيرة للساحرة المستديرة، وخبر حزين.
