"وصايا".. كأنه شعر باقتراب لقاء ربه؛ استيقظ العم "محسن م" الرجل الخمسيني؛ داخل شقته الكائنة بمنطقة المنيب بدائرة قسم شرطة الجيزة؛ أمس الأول؛ في حالة من الرضا والطمأنينة كعادته ولكنه كان حديثه متغير بعض الشيء ؛ حيث لقن كل أبناءه بوصية شملت وصاياه على الاقتراب من الله والبعد عن الرزائل والسير على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ وكأنه شعر بأقتراب لقاءه من ربه.
"موعد الصلاة".. مرت الساعات الأولي من اليوم كما اعتاد العم محسن وأهلية بيته وخرج لصلاة الظهر ثم عاد ومع اقتراب موعد صلاة العصر خرج ليلتقي أحد قرائنه ليذهبا سويا إلى المسجد لأداء فريضة الصلاة؛ وبعد الانتهاء من الصلاة وفور خروجه من صحن المسجد شاهد أطفال يلهو فوق لعبة المراجيح.
"خلي بالك يا ابني انت وهو السور هيقع".. بهذه الكلمات صاح العم محسن أثناء ارتداءه حذاءه امام المسجد؛ في ثلاثة أطفال كانوا يلعبون فوق لعبة المراجيح؛ لم ينصت الأطفال لذلك الحديث؛ فهرول العم محسن نحو الأطفال وابعدهم من جوار السور ولكن في تلك اللحظة لم يستطع إنقاذ نفسه وشعر بأنها النهاية وسقط السور عليه حاول الأهالي إنقاذه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا باصابته.
البداية بتلقي المقدم مصطفى عبدالله رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة بمديرية أمن الجيزة؛ إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها مصرع أحد الأشخاص أسفل سور بمنطقة المنيب بدائرة القسم؛ وبالاتتقال والفحص تبين العثور على جثة "محسن م" في العقد الخامس من عمره؛ وبسؤال أهليته وشهود العيان أقروا بقيام الضحية بإنقاذ 3 أطفال كانوا يلعبون فوق لعبة المراجيح بجوار سور ايل للسقوط بعد خروجه من صلاة العصر ومصرعه فور ابعاد الأطفال وشهد الجميع له بحسن الخلق ؛ ولم يتهموا أحد في ذلك وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفي تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بالدفن؛ وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وأخطر اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.
