الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خلال ندوة السياسة الخارجية الأمريكية في عهد "جو بايدين".. قراءة مستقبلية.. عبدالرحيم علي: لا قلق من وصول الديمقراطيين للرئاسة.. كمال: مصر لها أهمية إستراتيجية.. توفيق: الإخوان "قلة مكروهة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابع الندوة: أحمد سعد – محمد أبوستيت – عمر رأفت – محمود الشورى
تصوير: علاء القصاص – محمد سويلم – محمد صلاح – أشرف سليم

نظمت مؤسسة "البوابة نيوز" ومركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو" اليوم الأربعاء، ندوة عن السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدين".. قراءة مستقبلية.
شارك في الندوة السفير عمرو حلمي مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية وسفير مصر الأسبق في روما، والسفير محمد توفيق سفير مصر السابق في واشنطن، والدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعبد الرحيم علي رئيس مجلسي إدارة وتحرير "البوابة نيوز"، ورئيس مجلس إدارة "سيمو"، وبحضور داليا عبد الرحيم رئيس التحرير التنفيذي للبوابة نيوز، وأدار الندوة الكاتب الصحفي مجدي الدقاق.
ناقشت الندوة، عدة محاور حول ردود الفعل الدولية لعودة الحزب الديمقراطي الأمريكي للحكم وحقيقة ترحيب الجماعة الإرهابية بانتخاب بايدن، وموقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه تصاعد العمليات الإرهابية في أوروبا، والمخاوف من امتدادها في دول العالم.
وتناولت توجهات السياسة الخارجية الأمريكية للإدارة الجديدة تجاه قضايا الشرق الأوسط، خصوصا الأطماع التركية والإيرانية في المنطقة، والأزمات في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
من جانبه قال الدكتور عبدالرحيم علي، رئيس مجلسي إدارة وتحرير "البوابة نيوز"، ورئيس مجلس إدارة "سيمو"، إنه لا يرى أي خطر من وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن والحزب الديمقراطي إلى السلطة.
وأضاف "علي"، أن جماعة الإخوان الإرهابية ستفشل في استغلال وصول الديمقراطيين وبايدن إلى السلطة من أجل التحدث عن المعتقلين وحقوق الإنسان في مصر؛ نظرًا لأن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث عن هذا الأمر كثيرًا في أماكن عدة، ومنها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مناسبة أخرى مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في القاهرة، وأكد حينها أن مصر لديها أجندة خاصة في التعامل مع حقوق الإنسان وحقوق التعليم والسكن.
وأوضح إن جماعة الإخوان الإرهابية ستحاول استغلال فوز الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، للعب على مرتكزات كانوا يركزون عليها طوال الأربع سنوات الماضية الخاصة بفترة ولاية الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب.
وتابع أن الإخوان عملوا خلال الفترة الماضية على تقديم مستندات للرئيس الأمريكي ووزير الخارجية ضد مصر، وكونوا مجموعات عمل خاصة تعمل ضد القاهرة، ولكنهم فشلوا في نهاية الأمر.
وأشار إلى أن مجلس الشيوخ الفرنسي أصدر تقريرًا مكونا من 500 صفحة شديد اللهجة فيما يتعلق بالإخوان وما تسببته تنظيماتهم من أعمال إرهابية في فرنسا.
وأضاف أن تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان قلقة من وصول الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن إلى السلطة.
وقال، إن أردوغان ممثل للإخوان في العالم بأسره، ولذا فليس في صالحه نجاح بايدن بالانتخابات الأمريكية.
وأكد أن بايدن صرح من قبل بأن أردوغان طاغية، كما أنه يدعم المعارضة التركية، للإطاحة بالرئيس التركي.
وأوضح أن الإخوان يحاولون استغلال وجود الديمقراطيين في السلطة للعب على بعض المرتكزات التي طالما كانوا يلعبون عليها طوال الأربع سنوات الماضية لكنهم فشلوا.
وتابع أن مجلس الشيوخ في فرنسا أصدر تقريرا من 500 صفحة، بلهجة شديدة وقاسية تُحمّل الإخوان وتنظيماتهم مسئولية ما يسمى في فرنسا بـ" الانفصالية"، والدعوة إلى العنف والإرهاب.

وقال الدكتور محمد كمال أستاذ العلاقات الخارجية بجامعة القاهرة، إن "البوابة" مركز أساسي في الحركة الثقافية والسياسية في مصر، حيث لعبت دورا كبيرا في 30 يونيو.
وأضاف في ندوة البوابة نيوز عن العلاقات الخارجية لجون بايدن بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية، أن النتائج لم يتم اعتمادها بشكل رسمي حتى الآن، والمعلن حتى الآن أرقام سياسية.
وأوضح أن المرشح من حقه طلب إعادة الفرز والولايات تنظم ذلك بحسب لوائحها الداخلية، ويمكنه أيضا اللجوء للقضاء.
وتابع أن 6 يناير إعلان النتيجة النهائية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن هناك تجربة سابقة في عام 2000 بإعلان فوز بوش الابن برغم أن منافسه أعلن الفوز.
وأوضح كمال، أن هناك لبايدن اهتمامات داخلية في الولايات المتحدة، أهمها فيروس كورونا كأزمة صحية، والاقتصاد حيث إن الفيروس المنتشر دمر الاقتصاد الأمريكي.
وأشار إلى أن المهمة الثالثة هي توحيد الصف الداخلي من الانقسام الجاري الآن في الولايات المتحدة، حيث إن هناك عددا كبيرا صوّت لترامب وعلى بايدن التعامل معهم وإقناعهم به.
وأكد أن السياسة الخارجية لن تكون من أولوياته في ظل ما يجري في الداخل الأمريكي، كما أعلن عدة مبادرات منها العودة لمنظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للبيئة، ودخول المسلمين لبلاده.
وقال: إن بايدن سيعتمد على المؤسسات؛ لأنه ابن الدولة ومؤسساتها، على عكس ترامب.
وأضاف أن علاقة مصر بالمؤسسات الأمريكية خاصة الدفاع والأمن القومي جيدة جدا، ويعرفون أهمية مصر الإستراتيجية.
وأوضح أن الأسماء التي يتم تداولها في الإعلام معقولة ومنطقية ولها علاقات طيبة مع مصر.
وتابع أن الشرق الأوسط منطقة لن يكون لها أولوية في ملفات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، ومصر أكثر دولة مستقرة في المنطقة مشيرا إلى أن مصطلح صفقة القرن سيختفي من الساحة وسيحل محله حل الدولتين.
وأشار كمال إلى، أنه سيكون هناك اهتمام محدود بسوريا وليبيا بالإضافة إلى اهتمام إنساني في اليمن، مؤكدا أن مصر لها أهمية كبيرة في المنطقة وفي سياسات بايدن المستقبلية، ونحن نتعامل مع إدارة عاقلة ولها خبرة كبيرة.

وقال السفير عمرو حلمي، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وسفير مصر الأسبق في روما، إن هناك تطورات هائلة نشهدها حاليا أثناء الانتخابات الأمريكية، كما أن لدينا هواجس وخوفا من تولي إدارة أمريكية ديمقراطية من جديد.
وأضاف عن العلاقات الخارجية لجو بايدن: "هذه الهواجس تعود إلى تبرير الديمقراطيين من قبل التدخل في سياسة بعض الدول، والنقطة الثانية: دعم تصعيد الإسلام السياسي لأنه في وجهة نظر الديمقراطيين يقف في وجه الإسلام، ودعم تركيا باعتبارها نموذجا للإسلام الوسطي".
وأشار إلى أن التطورات التي حدثت في العالم جعلت هذه الأمور من الصعب أن تتكرر مرة أخرى، موضحًا أن تركيا لم تعد هذا النموذج المعتدل فهناك ملاحظات عديدة على ممارسات تركيا، كما أن الحروب والتدخل في الدول أثر بشكل كبير على الشعوب وزاد عدد المشردين واللاجئين على مستوى العالم، كما أن الإسلام السياسي سقط في مصر والعديد من الدول التي باتت ترفض الحكم الديني والذي من الممكن أن يؤدي إلى تراجع الديمقراطية.

وقال السفير محمد توفيق، سفير مصر السابق في واشنطن، إن الإدارة الأمريكية ستكون مستعدة للاستماع إلى وجهة النظر المصرية، متابعا: "نحن كمصر ثابتون على موقفنا في دعم استقرار المنطقة".
وتابع عن العلاقات الخارجية لجون بايدن بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية، "عندما نتحدث عن الوضع الاستراتيجي المصري فنحن الأكثر استقرارا في المنطقه ولكننا نواجه تحديات كبيرة، منها أن تكون مصر مركزا إقليميا كبيرا للطاقة وأن نحول الطاقة إلى مجال للتعاون الإقليمي، وقد تحركنا في هذا الإطار بشكل فعال ولكن في المقابل هناك تحركات تركيا لإحباط ما تقوم به مصر في هذا الصدد".
وأكد سفير مصر السابق في واشنطن، أن أمريكا لا يمكن أن تتخلى عن مصالحها في الشرق الأوسط، لكن التوجه هو تخفيض تواجدها في المنطقة، وما ينتج عنه من تكلفة تعدت 8 تريليونات دولار، فضلا عن الخسائر البشرية في الجيش الأمريكي، مضيفًا أن ذلك لا يعني سحب مصالحها بالكامل.
وردًّا على سؤال "هل يعني تخفيف أمريكا من تواجدها في الشرق الأوسط التخلي عن مصالحها؟" أوضح أنه على سبيل المثال عوضت أمريكا دورها في ليبيا وغيابها بإعطاء الضوء الأخضر لتركيا للتدخل ومساعدتها لنقل الإرهابيين.
وأوضح توفيق، أن النقطة المتعلقة بإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن لأمريكا من عدمها أمر محسوم، لافتا إلى أن بايدن سيعيد دور المؤسسات للولايات المتحدة وسيكون له رؤية في إدارة البلاد فقط.
وقال: إن الإخوان غير محبوبين في أمريكا ولا يجرؤ أي سياسي أمريكي أن يربط نفسه بالإخوان.
وردًّا على سؤال "هل وجود بايدن يعتبر بمثابة قبلة الحياه للإخوان؟" أوضح أنه عندما طلب مرسي مقابلة أوباما رفض تماما رغم أن الأخير هو من طلب مقابلة السيسي، مضيفًا أنهم وسط الجالية المصرية والجالية المسلمة فهم قلة مكروهة.

وقالت داليا عبد الرحيم، رئيس التحرير التنفيذي لـ"البوابة نيوز"، إن الإدارة المصرية إدارة حكيمة، وتعرف كيف تتعامل مع السياسة الخارجية.
وأضافت أن مصر تستطيع الآن رفض تواجد السياسات السابقة، كما أثنت على تحركات مصر الخارجية خلال الفترة السابقة.
وأوضحت داليا عبدالرحيم، أن التخوف من سياسة بايدن وتأثيرها على الشرق الأوسط هي تخوفات مشروعة، وخاصة أن بايدن من داخل الإدارة الأمريكية والتي لها دور كبير في دعم جماعة الإخوان المسلمين ولكن الآن الوضع مختلف، وضع مصر الدولي أصبح مختلفا وبالفعل حجزت وضعها بين الكبار، وبالتالي سيكون التعامل معها بشكل مختلف، حيث إن مصر هي حجر الزاوية لاستقرار المنطقة والذي سيكون من ضمن أولويات السياسة الأمريكية، حيث إنهم يحاولون تحقيق أكبر قدر من الهدوء في المنطقة.
ماذا سيفعل الإخوان تجاه ذلك؟ بالتأكيد سيحاولون عرض نفسهم مرة أخرى على الإدارة الأمريكية، ولكن الوضع مختلف؛ لأن مصر الآن مصر الآمنة لا يستطيع أحد الضغط عليها عن طريق عدة قضايا معروفة خاصة حقوق الإنسان والأقليات والمرأة؛ لأننا قطعنا شوطا كبيرا من التطور في هذه الملفات، والرئيس السيسي تكلم بصرامة ووضوح تام في أكثر من مناسبة حول هذه القضايا، ولم تصبح هذه القضايا الآن ورقة ضغط علينا.