الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مسار العائلة المقدسة.. يضيء وجه الوطن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مجئ السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى مصر من أهم الأحداث التى جرت على أرض مصرنا الغالية فى تاريخها الطويل، وقد احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، السبت الماضي، بالفيلم الوثائقى «مسار العائلة المقدسة فى مصر»، وكذلك إصدار كتاب عن نفس الموضوع، وكلاهما الفيلم والكتاب من إنتاج دير الشهيد مارجرجس للراهبات بمصر القديمة وإلقاء الفنان ماجد الكدوانى وإخراج الدكتور بيتر ميمى.

وتمت ترجمة الكتاب إلى ست لغات هى الإنجليزية والإيطالية والفرنسية والروسية والألمانية والإسبانية، كما تم عمل دوبلاج للفيلم باللغات ذاتها، وشارك أيضا فى الترجمة عدد من الطوائف المسيحية وعدد من الجهات الحكومية والأثرية وغيرها من الجهات الأخرى.

وطبقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالاهتمام بمسار العائلة المقدسة فى مصر، ليكون ذلك المسار إحدى رحلات الحج العالمية، وتعمل وزارة السياحة والآثار جاهدة لإحياء المسار وعلى رأسها الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار الذى ألقى كلمته بالاحتفالية، نيابة عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وأوضح العنانى أهمية هذه المناسبة على الصعيدين التاريخى والدينى. بالإضافة إلى ذلك، أكد على أهمية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومكانتها التصويرية، مضيفا أن العائلة المقدسة أهدت أماكن مختلفة فى مصر ببركاتها خلال رحلتها التى استمرت 3 سنوات ونصف.

وأوضح العنانى آخر المستجدات بخصوص مشروع طريق رحلة العائلة المقدسة بما فى ذلك ترميم المبانى والمواقع الأثرية فيه، بالإضافة إلى تطوير المراكز التى تقدم الخدمات السياحية.

كما أعلن أن الوزارة تعمل على تسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة ليتم إدراجه فى قائمة اليونسكو للتراث العالمى إلى جانب تسجيل كنائس وادى النطرون الأربع. لذلك هناك حملة ضخمة للترويج لها.

وقال قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شاهدنا صفحة من كتاب تاريخ وهذه صفحة جميلة نفتخر بها ليست فقط على مستوى كنيستنا، بل على مستوى مصرنا الحبيبة وكنيستنا التى أسسها كاروزنا القديس مارمرقس الرسول. وهذا افتخار للكنيسة وافتخار أيضا لمصر، حيث إنها البلد الذى اختارها السيد المسيح ليحتمى فيها، فكانت هذه النعمة وهذه البركة.

وأضاف البابا تواضروس هذا الإصدار الحديث عن «مسار العائلة المقدسة فى مصر» والذى قامت به الراهبات القبطيات لدير الشهيد مارجرجس بمصر القديمة، تحت إشراف الأم تاماف تكلا رئيسة الدير، هو عمل نفتخر به جميعًا.

وكشف البابا تواضروس عن أن هذا العمل الكبير، والذى صدر فى سبع لغات، جمع بين الصورة والكلمة والشرح التفصيلى لمواضع تنقلات العائلة المقدسة فى مصر شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، حيث باركت الأرض والنهر فى تجوال استمر أكثر من ثلاث سنوات ونصف فى بدايات القرن الأول الميلادى. وبصورة منفردة نالت مصر هذه البركة العظيمة، إذ صارت بلادنا موطنًا ثانيًا بعد فلسطين للسيد المسيح والقديسة مريم العذراء والقديس يوسف النجار، وانفراد مصر بهذه البركة جعلها بالحقيقة أرضًا مقدسة، وهذه البركة مستمرة وممتده فى حياة المصريين حتى يومنا هذا وإلى انقضاء الدهر.

كما قام الدير بتصوير جميع محطات رحلة العائلة المقدسة، والتنسيق مع فريق عمل متميز لإخراج فيلم وثائقى عن هذا المسار ومحطاته من الآثار القديمة والعمائر الحديثة فى كل محطة مما جعل هذه المشاركة «الكتاب والفيلم» عملا متكاملًا تشارك به الكنيسة مجهودات الدولة المصرية فى الأهتمام بهذا المسار دينيا وسياحيا واجتماعيا وتقديمه للعالم كله.

وفى نفس السياق قال الأنبا دانيال أسقف المعادى، سكرتير المجمع المقدس: رحلة العائلة المقدسة تعتبر مثل الحج المسيحى إلى القدس وهكذا، وهو من الأماكن المشهورة فى العالم ونأمل أن يكون لها صدى كبير فى العالم كله من حيث الزيارات فى كل مكان، والحقيقة دائما قداسة البابا تواضروس الثانى بيتحدث دائما عن نهر النيل أنه هذا الشريان الأساسى التى يجرى فى كل أرض مصر وكل المصريين يتجمعون حوله ولو شاهدنا مسار العائلة المقدسة بعد عبورها من أرض سيناء وهى تتخذ هذا المسار «مسار النيل» وتسير على ضفافه شرقا وغربا حتى تصل إلى الصعيد والعودة، فشريان الحياة النيل فى مصر رافقه شريان الحياة الروحية التى جاءت ممثلة فى العائلة المقدسة التى زارت مصر، وأتمنى أن يأخذ هذا المسار مجهودا واهتماما كبيرا وتطبيقا فعليا على أرض الواقع فى أسرع وقت.

وفى نفس السياق قال الأب بولس ساتى للفادى الأقدس المدبر البطريركى للكلدان ورئيس الطائفة فى مصر، وهو أحد المكرمين من قبل البابا تواضروس، لمساهمته فى الترجمة والتسجيل الصوتى باللغة الألمانية لكتاب «مسار العائلة المقدسة فى مصر» لـ«البوابة»، إنه سعيد لمشاركته فى هذا الحدث التاريخى وممتن بهذا التكريم بصحبة فريق العمل.

وأضاف: العمل استغرق 3 أسابيع لترجمة النص، وأؤكد على تعايشى واندماجى برحلة العائلة المقدسة بعمق عندما بدأنا فى الزيارات والعمل من المواقع الفعلية فى نقاط المسار كلها من الشمال للجنوب، وشاهدت بعينى العمل المسكونى المسيحى الإسلامى فى اخراج هذا العمل الجليل بهذه الصورة التى سوف تعد الفريدة من نوعها وسوف تكون موسوعة لإثراء العالم أجمع، وأثق أن هذا العمل سيجذب أنظار العالم أجمع إليه.