السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الشاعر محمد زناتي في حواره لـ«البوابة نيوز»: مسرح العرائس ينجح دائما فيما يفشل فيه واقع الحياة.. الشعر قادر على بعث الحياة وخلق صورة للفضاء المسرحي.. أعكف على مسرحية جديدة بمسرح الطليعة

المؤلف المسرحى محمد
المؤلف المسرحى محمد زناتى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«رقعة فى قلب رقعة وتعدى الأيام.. بحلوها ومرها وتعلمنا كمان.. رقعة فى قلب رقعة وأنا بغزل الأحلام.. أحلام شبه قلبى منقوشة للإنسان.. أحمر وأزرق وأصفر وبرتقالى جنان.. بغزلها حتة حتة وأسيبها للزمان.. وأعيشها على قدى وأنا طويلة البال.....» بهذه الكلمات التى دونها الشاعر والمؤلف المسرحى محمد زناتى والذى يثرى بها العرض المسرحى للعرائس «على بابا والأربعين حرامى» الذى يعرض حاليا على قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون بالعجوزة، ساعده فى ذلك وضوح الفكرة وموضوع المسرحية المستلهمة من الحكايات التراثية القديمة، بل ولعبت دورا هام فى دراما العرض، الذى لاقى نجاحا كبيرا منذ افتتاحه؛ ولحن هذه الكلمات محمد رءوف، ووزعها كريم صفوت، وقدمتها فرقة تحت 18، بقيادة المخرج عبدالمنعم محمد، والتابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، برئاسة المخرج عادل عبده، ومن تأليف عبدالمنعم محمد، وإخراج حسن الشريف.

جمع العمل فى لقاء فكرى بين الشاعر محمد زناتى، ومخرج العرض حسن الشريف، حول الأحداث وإمكانية استخدام وإعداد أشعار العمل الذى استغرق عدة أيام، لتساعد على تطور الحدث الدرامى، قصر المدة لم يكن عائقا لاكتشافه مساحة تواصل بينهما، والتى جعلت من السهل أن يكملا كل منهما ما ينقص عند الآخر، وكذلك شعوره بالسعادة لهذا العمل الذى جمعه بكل مبدعى فرقة تحت 18.

التقت «البوابة» بالشاعر والمؤلف المسرحى محمد زناتى، للحديث عن قصائد العرض، والتوظيف الجديد للقصيدة الشعرية فى النص المسرحى النثرى الذى يخدم فكرة النص وموضوعه، وكذلك العلاقة بين المسرح والطفل، ومشروعه المسرحى المقبل. إلى نص الحوار..

 

■ حدثنا عن فكرة عرض " على بابا والأربعين حرامى"؟

- فكرة العرض مأخوذة من الحكاية التراثية القديمة " على بابا والأربعين حرامى"، ولكن قد أعدها المخرج عبد المنعم محمد، مدير فرقة تحت ١٨ التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، برؤية جديدة يدين فيها " على بابا" ويجرمه لأنه أخذ ما لا يملك فأصبح لصا دون قصد منه فمهما كانت الظروف يجب ألا نستسلم إلى إغراء المحرم.

■ كيف تم إعداد أشعار العرض وما هى المدة المستغرقة فى كتابتها؟

- بالنسبة للأشعار لقد تناقشت مع مخرج العرض حسن الشريف، حول الأحداث وإمكانية استخدام الأشعار لتساعد على تطور الحدث الدرامى وقد أعددت ٥ قصائد شعرية أستغرقت في كتابتها عدة أيام، وذلك لأننى اكتشفت أن بينى وبين المخرج حسن الشريف مساحة من التواصل والالتقاء الفكرى تجعل من السهل علينا أن يكمل كل منا ما ينقص عند الآخر، وأنا سعيد بهذا العمل الذى جمعنى به وبكل مبدعى فرقة تحت ١٨ بقيادة المخرج عبدالمنعم محمد.

■ المسرح بدأ شعريا كيف ترى ذلك؟

- بالفعل الشعر المسرحى فن قديم، ظهر عند اليونان، والرومان، ثم انحسر فى نهاية القرن الثامن عشر فى أوروبا، وقد ظهرت تجارب شعرية قادها أمير الشعراء أحمد شوقى وعزيز أباظة، وقد وصلت إلى قمة النضج مع نجيب سرور، وصلاح عبدالصبور، ولكن يجب علينا أن نفرق بين المسرح الشعرى والأشعار الموظفة دراميا داخل المسرح وفى حالة مسرحية " على بابا والأربعين حرامى، هى من النوع الثانى الذى يسعى لتوظيف الشعر ليصعد من الحدث الدرامى ويجذب إليه المشاهد وخاصة الأطفال الذين تجذبهم الموسيقى والألحان.

■ لماذ يعد الشعر جزءا من الموروث الثقافى الشعبى؟

- المقصود هنا أن الشعر الغنائى والأغنية بطبيعتها تنتمي إلى الموروث الشعبى فهي ترتبط بالإنسان منذ الميلاد وحتى الموت، من أغانى السبوع، ولعب الأطفال، والعمل، والفرح، والحج، حتى أغانى الموت، ولذلك لا يمكن فصلها عن الإنسان وموروثة الثقافى.

■ هل التوظيف الجيد للقصيدة الشعرية فى النص المسرحى النثرى يخدم فكرة النص وموضوعه؟

- بالطبع لأنه يخدم النص المسرحى والعرض ويضيف متعة جديدة للمشاهدة، ذلك فهو ليس جزءا تكميليا ولكنه من مفرادات العرض المسرحى، التى تساهم فى إكمال الرؤية التى يطرحها العمل، كما يساعد المخرج فى دعم الصورة الإيقاعية للعرض، التى ستعطى فيما بعد تأثيرا مغايرا عن باقى مفرادات العمل، بالإضافة إلى إيصال الأفكار إلى المتفرجين بصورة مبهجة تكمل رؤية المخرج للمسرحية.

روح وحياة

■ الشعر يمتلك الروح والحياة التى يمكن أن تتكامل مع روح وحياة المسرح وليس جزءا تكميليا كيف ترى ذلك؟

- الشعر هو الروح التي تبث الحياة فى كل ما هو ساكن، فيخلق صورة داخل الفضاء المسرحى تلهب المشاعر وتخلق مجالا أرحب للخيال، ولكن من الضرورى اختيار المناطق الدرامية التى يصبح من الضرورى استخدام الشعر لا مجرد لملء الفراغ.

■ هل هناك علاقة ترابطية بين الطفل والمسرح؟

- العلاقة بين الأشعار ومسرح الطفل كالعلاقة بين الماء والكون، فالشعر الغنائى يجعل الأطفال أكثر تفاعلا وانتباها لما يقال لهم ويحفظون كلماته بسهولة، وبالتالى يمكن من خلاله إيصال ما نريده بسهولة، لذلك فان المسرح يثير خيال الطفل وينمى مواهبه مما يخلق شخصية مميزة ومن خلال الخيال وعالم المسرح السحرى، كما يمكننا أن نوجه سلوكيات أطفالنا لكل ما هو ايجابى ونمنحه السعادة والسرور والمرح والانفعالات الإيجابية السارة، لتجعله طفلا سويا قادرا على ممارسة عالمه الطفولى الخيالى المجسد أمامه على خشبة المسرح، وهو ليس مجرد وسيلة للتسلية والترفيه فحسب، وإنما وسيلة فعالة للتعليم والتثقيف، ونشر الأفكار، لإيصال كل ما نحلم به أن نقومه فى سلوكيات أطفالنا بشكل غير مباشر وممتع فى نفس الوقت.

مسرح العرائس

■ لماذا تختلف تقنيات الإخراج فى مسرح العرائس الاحترافى عنها فى مسارح الأطفال؟

- فى المسرح العرائسى يمكن للعروسة أن تقوم بكل ما يعجز عنه المسرح البشرى، الذى يحاكى ويقلد نماذج وأنماط وصورة موجودة فى الحياة، وعلى العكس من ذلك يصبح التمثيل فى مسرح الدمى معتمدا على الإمكانات التعبيرية التى تتسع لعالم العرائس واسع الآفاق غير المحدد بامكانات الممثل البشرية الصوتية أو الإمكانات المحدودة للبشر، التى تعجز في بعض الأحيان الوسائل المكملة من مكياج، وملابس، وخدع، وإضاءة فى تحقيق هذا العجز والنقص وسدهما عند التمثيل البشرى.

أما عن التمثيل فى المسرح العرائسى "مسرح الدمى" فإن الممثلين فيه ليسوا بشرا، فهم مخلوقات خيالية أبدعها خيال المؤلف، وصنعتها موهبة الفنان، وحركتها إرادة المخرج، فى إطار واسع من الحرية فى مجال الإبداع الفنى لا نظير له فى المسرح الآدمى، وهذا يتيح لمسرح الدمى أن يسبح فى عالم الخيال، مما يصعب تنفيذه على المسرح "البشرى" بالأشخاص العاديين، فالممثل البشرى مهما كانت امكانياته فى الأداء فإنه لن يصل إلى ما يمكن أن تحققه الدمية حين تنطلق فى عالم الخيال الذى يبتكره الفنان سواء المخايل "محرك الدمى" أو المخرج، ففى هذا العالم تتراجع مساحة الواقع وتعلو مساحة الفانتازيا المعتمدة على الصورة البشرية ومن ثم فى الممكن من خلال مسرح العرائس أن نحلق فى عوالم مغايرة تحاكى فضاءات مختلفة من الخيال اللامحدود.

■ كيف ترى فنون العرائس قديما وحديثا وآفاقها المستقبلية؟

- لكل شعب عروسة خاصة وبموروثه الثقافى يتعلق به الكبير والصغير، ومنذ إنشاء مسرح العرائس فى الستينيات وهو يلعب دورا هاما فى الحياة الثقافية بشكل وفى مسرح الطفل بشكل خاص، وأعتقد أن فتح أبواب للإنتاج ستثري أيضا مسرح الطفل، ومن ثم عندما تتيح فرقة تحت ١٨، هذا النوع من المسرح أمر يحسب ولإداراتها تحت رعاية المخرج القدير عادل عبده، ومدير الفرقة عبدالمنعم محمد ومؤلف عرض " على بابا والأربعين حرامى، وفى المستقبل أتمنى أن يصل هذا المسرح إلى كل أنحاء مصر وألا يكون موجودا فقط فى القاهرة، وأن نوظف التقنيات التكنولوجية الحديثة فى صناعته.

محطة مصر

■ بعد مسرحية "محطة مصر" وأشعار عرض " على بابا والأربعين حرامى" ما هو المشروع المسرحى الذى تعمل عليه حاليا؟

- فى الحقيقة بعد مسرحية "شجرة السعادة" التى قدمت على خشبة مسرح النهار، وشارك فى بطولتها كل من الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز، والفنان القدير عهدى صادق، ومسرحية "محطة مصر" التى تعرض حاليا على خشبة مسرح القاهرة للعرائس، ويشارك فى بطولة العمل كل من مجدى فكرى، فاطمة محمد على، ألحان حاتم عزت، وإخراج رضا حسنين، وحاليا " على بابا والأربعين حرامى" الذى يقدم حفلتين ماتينيه، وسواريه، بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون بالعجوزة، أعد عرضا مسرحيا جديدا تجرى بروفاته الآن على خشبة مسرح الطليعة، ومن بطولة نخبة من نجوم المسرح المصرى، سوف يعلن عنه البيت الفنى للمسرح خلال الأيام القليلة المقبلة، بالإضافة إلى تجهيز فيلم روائى قصير سيظهر إلى النور قريبا.