الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

علماء اجتماع: محاكمة طفل المرور ووالده تحمي المجتمع من اضطراب أخلاقي.. سامية خضر: الأطفال والمراهقون سيقلدون هذه التصرفات.. وعبدالفتاح: الأسرة تركت الابن لأصدقاء السوء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الغضب انتابت الشارع المصري، عقب انتشار فيديوهات لطفل عمره 13 عاما، يتنمر بأحد أفراد الشرطة ويعتدى عليه، وظهر في أحد الفيديوهات أنه يستخدم سلطة والده القضائية في أفعاله وتصرفاته.


وأعادت أجهزة الأمن بالقاهرة، اليوم الاثنين، القبض على الطفل سائق السيارة المرسيدس، المتنمر على رجل شرطة بمنطقة المعادي، و3 من أصدقاءه؛ وذلك بسبب فيديو ظهروا فيه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعد إطلاق سراحه يتنمرون ويلفظون الفاظ خادشة للحياء.
وكانت النيابة العامة قد قررت إخلاء سبيل مالك السيارة إذا ما سدد ضمانًا ماليًّا قدره عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها باستجواب مَن كان في صحبة الطفل المتهم بالسيارة وقت الواقعة، وطلب تحريات الشرطة النهائية حولها.
وقال محمد سمير عبد الفتاح، أستاذ علم الاجتماع، إن التربية السليمة تلعب دور قوى في المجتمع والدولة، فضلا عن استقرار العلاقات بين الأفراد واحترام الكبير والصغير، مشيرا إلى أن المجتمع يعانى من تراجع في عمليات التربية السليمة، واختفت أساليب احتواء الآباء للأبناء.
وأشار في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إلى أن العمليات التربوية اهتزت بشكل كبير، وتركوا الأمر إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والأصدقاء دون اهتمام بهم أسوياء أم غير أسوياء، مشيرا إلى طفل المرور وقع فريسة لأصدقاء غير أسوياء ويقلدون التنمر المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الضحك، فبالتالى يستهدف رجال الشرطة بحكم أنه مدعوم من سلطة الأب ويفعل جرائمه.
وتابع أن هناك أوساط لا يهمها إلا الشكل الاجتماعي حول أصدقائهم فهم يختارون الأصدقاء على أساس المال والنفوذ ومناصب الوالدين، لكن كل فئة عناصر شاذة ويمكن أن تكون هذه العناصر ذات أفعال إجرامية خارجة عن قيم وأخلاقيات المجتمع.


وتابع أن الأباء والأمهات لا يستطيعون الآن مناقشة الأبناء والتحاور معهم، ويسهلون الأمر على،نفسهم بتوفير السبل لهم من الأمور الحياتبة مثل السيارة أو المال، دون مراقبة أو محاسبة على تصرفاتهم.
من ناحيتها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الدولة لا بد أن تتخذ إجراءات حازمة وقوية حتى لا يؤدى هذا إلى اضطراب أخلاقى وإجرامى شديد في المجتمع، عبر تقليد الشباب والمراهقين الذين يمثلون 60% من المجتمع، لمثل هذه التصرفات التى تعتبر غير مسئولة.
وتابعت خضر، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن بريطانيا أوقفت ابن مارجريت تاتشر، واجبرته على دفع غرامة باهظة، لقيادته السيارة دون رخصة قيادة،متسائلة: "كيف لطفل في هذا السن يقود سيارة وتعتدى على رجال الشرطة، فلهذا لا بد من عقاب رادع للطفل ولوالده، حتى يكون عبرة في المجتمع، وهذا العقاب يحمى المجتمع من تفشى ظاهرة خطيرة".
ونوهت خضر، إلى ضرورة وضع الطقل في دار رعاية أحداث، مع توفير مشرف عليه يراعى ظروفه النفسية والاجتماعية، بعيدا عن أهله قائلة:"لو أبوه بيحبه يدخله مصلحة الأحداث أو ملجأ، بأيده حتى يتم تعديل سلوكه ويتوقع الخير منه في المستقبل". 
وأشارت إلى أن ما يفعله هذا الطفل يعتبر جريمة، وهو في هذا السن وبالتالى فإنه مشروع مجرم كبير، على الرغم من وجوده في أسرة المفترض أنها تحترم القانون وتوقره.
ولفتت إلى أنه لا يوجد في المجتمع فئة فوق القانون، فالجميع يحترم المجتمع، وهذا التصرف يعطى صورة عكسية لهذا بالتالى لا بد من الردع للطفل وللأسرة حتى لا تعود شعارات "أنت متعرفش أنا ابن مين في مصر".