تنبأ الكاتب الراحل الدكتور مصطفى محمود، في حلقة شهيرة له من برنامج العلم والإيمان، حملت عنوان "حرب المياه"، بتصاعد المعارك في منطقة الشرق الأوسط حول المياه، مؤكدًا أن نقطة المياه سوف تكون أغلى من البترول والذهب.
ولفت "محمود" إلى أن أراضي الشرق الأوسط والدول العربية أصبحت أرض جفاف، بسبب البيئة الصحراوية التي تضرب أغلب الدول مثل لبنان والأردن وفلسطين والعراق غيرها، مشيرًا إلى أن سد أتاتورك العظيم أدى إلى انخفاض حادّ في منسوب عدد من الأنهار مثل اليرموك ودجلة والفرات مما ترتب عليه نقصان حاد في منسوب المياه المتدفق لهذه الدول، مشددًا على أن تركيا ليس من حقها إنشاء هذا السد.
وأكد المفكر الراحل الذي تحل ذكرى وفاته هذه الأيام، أن نكسة 67 التي احتلت خلالها إسرائيل أجزاء من عدة دول عربية، أدت إلى أن تتمكن إسرائيل من منابع المياه الفلسطينية مما دفعها إلى أن تستخدم المياه كسلاح ضد الفلسطينيين وتمنعها عنهم أثناء الانتفاضة الأولى والثانية حتى تكسر شوكتهم.
فيما أكد "محمود" أن مصر لا يمكن حصارها مائيا، نظرا لتعدد مصادر المياه بها، مؤكدا أن مخزون السد العالي يمكن أن يكفي مصر لمدة عامين إذا انقطعت المياه التي تأتي عبر النيل، مشيرا إلى أن الأمطار والمياه الجوفية والآبار والسيول وسحارات المياه الموجودة تحت الأرض، حيث كشفت الأقمار الصناعية أن هذه السحارات موجودة بكثرة في الصحراء الشرقية والغربية ويمكن استغلالها فيما بعد إذا تم الاحتياج إليها.
وقال محمود: شواطئ البحر الأحمر والمتوسط يمكن أن تحل أزمة نقص المياه عبر تحلية مياه البحر، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا الحديثة، سهلت من هذه المهمة، ويفتح الأمل في أن مصر لن تقع في حرب المياه التي تعاني منها بعض الدول.
ألف "محمود" 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والإجتماعية والسياسية، بالإضافة للحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة، كما 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود، ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون، ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.
