الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مصطفى محمود.. زعيم ديني أم درويش مغفل

مصطفى محمود
مصطفى محمود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحفل حياة المفكر الكبير الراحل مصطفى محمود الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، بالكثير من المواقف التي شكلت تفكيره وأثرت في مسيرته الحافلة بالجدل والإبداع والمعارك.
إحدى هذه المعارك تجلت إثر تأليفه كتابا هاما تحت عنوان "الله والإنسان"، وكان في بداية حياته وفي العام الأول له من عمله في مجلة روزاليوسف، حيث احتج الأزهر الشريف على الكتاب ودعا إلى مصادرته، وتم التحقيق المطول معه.
يتناول الكتاب علاقة الإنسان بالخالق عز وجل، وعلاقته بالكون، وطرح خلاله الكثير من الأسئلة الشائكة والمفاهيم السائدة حول الإنسان، مؤكدا أنه طرح خلف ظهره كل المسلمات وبدأ على بياض دون الالتزام بالغيبيات وما تقتضيه الأديان، وهو ما أعجب العلمانيين حتى أن محمود أمين العالم أشاد بالكتاب في ثلاث صفحات بينما هاجمه علماء الدين بضراوة.
يمثل هذا الكتاب البداية الفكرية للكاتب، حيث أنه ومع تطور حياته الفكرية تراجع عن العديد مما طرحه في الكتاب مُعتبرًا أن المفكر الحر، هو من يتراجع عما يراه خطأً أو ناقصاً وبأنه يجب أن يكون غير متجمد ويملك الجرأة على الاعتراف.
ويرصد مصطفى محمود سيرة هذا الكتاب في ندوة أقيمت في دار الأوبرا المصرية تناولت سيرته الذاتية أكد خلالها تباين ردود الأفعال حول الكتاب، قائلا: كتب كامل الشناوي مقالا أكد خلاله أنني مظلوم في هذه القضية، وأنى لست ملحدا وإنني إذا كنت ملحدا فإنني "ألحد على سجادة"، فيما كتب محمود أمين العالم أنني زعيم جديد، بينما رأى المعارضون أنني لست زعيما دينيا وإنما "درويش مغفل" سوف أنهي حياتي على رصيف السيدة.
ويقول "محمود": لم اشك في وجود الله ابدا وإنما تعرضت في الكتاب لقضايا مثل الموت والبعث والغيب وغيره، على أساس علمي وليس ديني، وأكد المحامي أثناء الجلسة المغلقة أن هذه الآراء لها أصول عند الصوفية، وهو ما دفع القاضي إلى أن يكتفي بالمصادرة فقط دون الحكم بحبسي.
ويلفت "محمود" في حديثه إلى أن العلم وقف عاجزا أمام تفسير وجود الإنسان على الأرض؛ لأنه ظاهرة غيبية محجوب عنا ماضينا وموتنا وما بعد الموت من البعث والحساب وما إلى ذلك. 
ألف "محمود" 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والإجتماعية والسياسية، بالإضافة للحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة، كما 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان)، وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود"، ويتبع له ثلاثة ‏مراكز‏ ‏طبية‏ تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود، ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، ‏وشكل‏ ‏قوافل‏ ‏للرحمة‏ ‏من‏ ستة عشر ‏طبيبًا‏، ‏ويضم المركز‏ أربعة ‏مراصد‏ ‏فلكية‏، ‏ومتحفا ‏للجيولوجيا‏، يقوم عليه أساتذة متخصصون، ‏ويضم‏ ‏المتحف‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الصخور‏ ‏الجرانيتية،‏ ‏والفراشات‏ ‏المحنطة‏ ‏بأشكالها‏ ‏المتنوعة‏ ‏وبعض ‏الكائنات‏ ‏البحرية.