الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا شنودة.. الشاعر والصحفى والأديب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إيهاب صبحي: عمل على استخدام الفن كوسيلة راقية لتوصيل الرسائل.. جمال زايدة: الكثيرون كانوا ينتظرون مقالاته في الأهرام

كلما تردد اسمه، سيتبادر إلى الأذهان ضحكته الجميلة التى كانت تنشر البهجة على كل من حوله رغم مرضه وأزماته الصحية المتتالية، فهو الصحفى والشاعر والأديب، وهو صاحب النكات المضحكة التى كان يلقيها واحدة تلو الأخرى على كل من حوله، وهو الحكيم الصامت بحكمة وحب وقت الأزمات، وهو صاحب المواقف القوية التى سجلها له التاريخ وباقية وتذكر حتى يومنا هذا، إنه الراحل البابا شنودة الثالث.
ارتبط البابا شنودة بالفن والكتابة والصحافة ارتباطا كبيرا حتى قبل الدخول إلى الرهبنة وانطلقت في عهده كبطريرك الكثير من الأعمال الفنية والتى تجسد حياة القديسين ورغم الإعلان عن عدة محاولات لخروج فيلم للنور لقصة حياته إلا أنه لم يظهر فيلم للبابا شنودة حتى الآن، ومن ضمن المحاولات قد أعلن المخرج ألبير مكرم على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» منذ أيام قليلة بوستر لفيلم البابا شنودة الثالث، وعلق عليه بكلمة واحدة فقط هى «البابا».
أما الفنان إيهاب صبحى، والذى قام بأكثر من ٦٠ فيلمًا دينيًا في عهد البابا شنودة فقد قال: البابا شنودة هو شخص حساس، وكان يحب الفن جدا ويستخدمه كأداة لتوصيل الرسائل الروحية، ورغم معارضة الكثير من الجهات إلا أن في عصر البابا شنودة انطلقت الكثير من الأفلام الدينية، وكان هناك الكثير من التوجهات المعارضة لعمل هذه الأفلام.
تابع «صبحى» في تصريحات خاصة لـ«البوابة»: وقال لى في أحد اللقاءات التى جمعتنى بقداسته «أنتم عليكم مسئولية كبيرة لتوصيل الرسالة المطلوبة للناس»، وكان يقصد بكلمة أنتم بالفنانين.
اختتم «صبحى»: ولن ننسى أن مصنفات الكنيسة هو من أنشأها، وهو الذى عمل على استخدام الفن كوسيلة راقية لتوصيل الرسائل ولن أنسى عندما قمت بعمل فيلم من قصته قال للمخرج وهو يضحك «أخيرا افتكرتونى»، وهذا يدل على أنه كان محببًا لديه عمل أعماله الكتابية بشكل فنى.
أما بالنسبة للشعر فقد تتلمذ على يد أحد الكتب القديمة في الشعر، وهو كتاب «أهدى سبيل إلى عِلميّ الخليل» للأستاذ محمود مصطفى، وبدأ يتعلم البحر والقوافى ونظم الشعر المختلفة فهو الذى كتب غريبًا عشت في الدنيا نزيلًا مثل آبائى، غريبًا في أساليبى وأفكارى وأهوائى، غريبًا لم أجد سمعًا أفرغ فيه آرائى، يموج القوم في مرج وفى صخب وضوضاء، وأقبع ههنا وحدى بقلبى الوادع النائى، غريبًا لم أجد بيتًا ولا ركنًا لإيوائى.
قال جمال زايدة مدير تحرير الأهرام السابق للشئون السياسية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة نون للثقافة والفنون ورئيس مهرجان شرم الشيخ السينمائى: في الحقيقة ومن خلال علاقتى بالراحل البابا شنودة الثالث أجد أن علاقته بالفن والصحافة علاقة وثيقة ووطيدة، فهو صاحب الشعر المميز وصاحب المقالات بالأهرام التى كان ينتظرها الكثير لقراءتها، وأتذكر عندما رحل السادات وخرج البابا من إقامته الجبرية ذهبنا إليه أنا ومجموعة كبيرة من الصحفيين منهم الأستاذ مكرم محمد أحمد وقمنا بقضاء يوم كامل معه في الدير، وكان لديه كرم ضيافة كبير وكان البابا دائما يتحدث عن الشعر والفن والأدب، فكان البابا صحفى وعضو نقابة صحفيين قبل أن الرهبنة، واستفاد من الصحافة وكونه صحفيًا في احتواء المواقف الصعبة من أحداث طائفية مرت في عصره.
تابع «زايدة» في تصريحات خاصة لـ «البوابة»: وفى ٢٠٠٤ أثناء زيارة البابا لكندا، علمت من خلال هذه الزيارة اهتمامه بالأيقونات فقام بمباركة أيقونات الكنائس التابعة للكنيسة المصرية أثناء الزيارة، وكان البابا من شدة اهتمامه بالفن والأيقونات يرسل الرسامين من مصر خصيصا للكنائس في كندا لرسمها، فالبابا شنودة ليس فقط صحفيًا قديمًا، وعضو نقابة صحفيين بل كان محبًا للفن والأيقونات أيضًا.
وقال الباحث إسحق إبراهيم عن سبب عدم إنتاج فيلم للبابا شنودة حتى الآن: الشعب القبطى والمصرى على وجه العموم مرتبط بالبابا شنودة ارتباطًا عاطفيًا جدا نظرا لأن وفاته لم تمر عليها سنوات كثيرة فمن الصعب نقده أو عرض فيلم له بشكل موضوعى. تابع «إبراهيم» في تصريحات خاصة لـ «البوابة»: ولابد أن نقول إن الفترة الأخيرة قل إنتاج الأفلام الدينية نظرًا لعدم الترويج لها بشكل جيد أو ربما لعدم قدرتها على تحقيق مكاسب على المستوى المادى.