الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"أسباب الكارثة".. طه حسين يتحدث عن الانتخابات من 74 عامًا

 الدكتور طه حسين
الدكتور طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في 22 نوفمبر 1946 نشر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، مقالًا له بعنوان "أسباب الكارثة" في جريدة المصور، ناقش فيه أزمة الديمقراطية التي تعيشها مصر منذ صدور دستور العام 1923.
عميد الأدب، الذي تحل ذكرى رحيله في الثامن والعشرين من أكتوبر الجاري حيث رحل في العام 1973، عاب على بعض السياسيين الذين فرضوا وصاية على الشعب المصري واعتبروه غير قادر على ممارسة الديمقراطية بشكل كامل، وفي نفس الوقت لا يسعون لتمكين الشعب من هذه الممارسة بصورة صحيحة.
وفي مقال "أسباب الكارثة" طالب طه حسين بضرورة إقامة مدرسة في كل مدينة وقرية بهدف إزالة الأمية السياسية ليصبح المواطن قادرًا على أخذ حقوقه ودفع واجباته بشكل صحيح وسليم.
ولم يقصد طه حسين بالمدرسة تعليم الجانب النظري فقط، إنما لفت إلى ضرورة الجانب العملي المتعلق بحياة المواطن بشكل يومي، ضاربًا المثل بالطفل الذي لا يتعلم الأكل والشرب والنوم والحبو والمشي والكلام عن طريق الكتابة والقراءة والحساب والجغرافيا، وإنما تدفعه غرائزه إلى هذه الألوان من النشاط، وتكمل التربية عمل الغرائز لأنها ترشدها وتقومها.
وأشار عميد الأدب العربي إلى قدرة المواطن العادي أن يختار على مستوى القرية العمدة والمجالس المحلية التي تشرف على مصالح القرية أو المدينة، موضحًا أنه لو فعل ذلك المواطن لتحقق فيه شرط التربية السياسية بشكل عملي، ولعرف معنى الحق والواجب ومعنى النيابة عن الشعب ومعنى الانتخابات، ومراقبة النواب لأعمال الحكومة.
ويعتقد طه حسين أن المسئولين عن ذلك أضاعوا الوقت عندما لم يصدروا القانون المنشيء لهذا النظام مع وجود أول دستور صدر عام 1923، أو صدر بمجرد انعقاد البرلمان لأول مرة، فلو أنه نفذ منذ ذلك الوقت لاستطاع الشعب المصري في هذه الفترة الزمنية الطويلة أن يذوق الحق السياسي والواجب السياسي أيضا.
ويقول طه حسين: "ولو قد فعلنا ذلك لعرف كل مواطن مصري معرفة واضحة مباشرة ملموسة باليد، أن له حقا يجب أن يؤدى إليه، وأن عليه واجبًا ينبغي أن يؤديه، وأن الشئون العامة التي ينهض بها البرلمان هي خلاصة الشئون الخاصة التي تنهض بها مجالس القرى".
وطالب طه حسين خلال المقال بإشراك المواطن في العملية السياسية من خلال المجالس المحلية والقروية حتى يتمكن من المشاركة في السلطة بمستوياتها العليا.
وتابع عميد الأدب: "ويقول المثل الفرنسي رب عمل متأخر خير من لا شيء وقد أضعنا سنين كثيرة فهل من سبيل إلى أن نستدرك ما فات، ونبدأ الطريق من حيث ينبغي أن نبدأ حتى نجعل سلطان الشعب وسيادته حقيقة واقعة لا كلاما تمضي به الريح".