الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

شهادة دولية.. خطوات مصرية مهمة في مواجهة مخاطر داء الكلب.. الفاو: إستراتيجية خاصة للقضاء على الوفيات الناجمة عن المرض.. رئيس "الخدمات البيطرية": 5 ملايين كلب طليق في الشوارع.. و1.4 مليون حالة "عضة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتفقت منظمات عالمية على أن مصر نجحت في اتخاذ خطوات مهمة في مواجهة مخاطر داء الكلب، وهو ما يمثل تخفيفًا في التكاليف الاقتصادية والأعباء السنوية على موازنة الدولة في مواجهة الأوبئة، وهو ما يمثل امتدادًا لنجاح الحكومة في مواجهة فيروس كورونا المستجد والتخفيف من آثاره على كافة المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
وكشفت كل من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب عن تعاون مشترك لتوحيد القوى من أجل دعم مصر في سعيها إلى تسريع وتيرة الإجراءات الرامية إلى التخلص من داء الكلب المنقول بواسطة الكلاب بتنفيذ إستراتيجية جديدة بحلول عام 2030، وهو ما يوفر مئات الملايين من الجنهيات التي سيتم توجيها للتنمية.
وقال الدكتور نصر الدين حاج الأمين، ممثل الفاو في مصر: تستعد مصر للإعلان قريبًا عن إستراتيجية خاصة بإنهاء الوفيات الناجمة عن داء الكلب في مصر، وستكون الأولوية الأولى فيها هي القضاء على هذا الداء من خلال إدارة أعداد الكلاب، وتطعيمها، وتشجيع نظام ملكية الحيوانات المبني على دراسات تقييم المخاطر، وهو ما سيقودنا إلى أفضل الطرق لوضع برامج الوقاية من داء الكلب ومكافحته، ودمج أحدث المعارف والتطورات فيما يتعلق برصد داء الكلب وتشخيصه وتدابير مكافحته.
وأضاف: يعتبر القضاء على داء الكلب أو السعار، موضوع في غاية الأهمية سواء من حيث الجانب الاقتصادي أو الصحي، ولهذا تسعى منظمة الفاو بالتعاون مع شركائها المعنيين بوضع هذا الموضوع ضمن أولوياتها من خلال مركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود "اكتاد" الذي له تجربه ناجحة بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية في السيطرة على مرض أنفلونزا الطيور في مصر بشكل كبير.
وأوضح، أن مرض السعار (داء الكلب) يعد من أقدم الأمراض الحيوانية المنشأ المعروفة، وبالرغم من أنه يمكن الوقاية منه تمامًا، إلا أنه لا يزال يمثل مشكلة رئيسية تتعلق بالصحة العامة وصحة الحيوان، ويمكن القضاء عليه من خلال نهج الصحة الموحدة بالتعاون بين مجموعة من أصحاب المصلحة بما يعزز أنظمة صحة الإنسان والحيوان ويدفع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال الأمين: تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهات المصرية أن حالات الوفاة بمرض السعار في مصر تزايدت خلال الفترة الأخيرة، حيث يشير آخر تقرير رسمي أصدرته الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة مطلع مارس الماضي، إلى أن عدد حالات العقر الآدمية من الكلاب والحيوانات الضالة، بلغت 400 ألف، توفى منهم 65 حالة، مشيرًا إلى أن داء الكلب يقتل ما يقدر بنحو 59 ألف شخص كل عام، 40% من بينهم من الأطفال في آسيا وأفريقيا.
وقال نصر الدين حاج: إن الاستثمار في مكافحة داء الكلب يساهم في تعزيز قدرات كلًا من النظم الصحية البشرية والبيطرية، لذا فنحن بحاجة إلى العمل على تغيير الوضع الراهن، والعمل معًا بإرادة مشتركة وخطة مشتركة وهدف قابل للتحقيق، خاصة أنه يتوافر لدينا المعرفة والأدوات والتكنولوجيا للقضاء على هذا الداء.
وأوضح، أنه وعلى الصعيد العالمي، تعمل الفاو مع منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، والتحالف العالمي للسيطرة على داء الكلب، لإنهاء الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب بحلول عام 2030، ضمن برنامج "متحدون ضد داء الكلب".
وأشار نصر حاج الأمين إلى أن منظمة الفاو، تساعد الدول الأعضاء في جهودها للوقاية من داء الكلب ومكافحته بما في ذلك الاستجابة لتفشي الداء، وزيادة الوعي بالمرض، وكذلك في دعم وتعزيز أنظمة مراقبة الأمراض ومكافحتها، من خلال منهج الصحة الموحدة والعمل بشكل وثيق مع القطاعات الأخرى مثل وزارة الزراعة، وهيئة الخدمات البيطرية، وزارة الصحة، ووزارة البيئة، والبلديات والمجتمعات المحلية.
وقال الدكتور عبدالحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية: خلال الأربعة أعوام الماضية كان عدد حالات العقر نحو مليون و392 ألف حالة، بإجمالي 231 ألف حالة وفاة خلال الفترة من 2014 حتى 2017، وفي عام 2013 كانت 300 ألف حالة، بينما وصلت في 2017 إلى 398 ألف حالة بزيادة نحو 25% خلال 4 سنين.
وأفاد الإحصاء الأخير الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 2018 الماضي، أن هناك ما يقرب من 15 مليون كلب طليق بمصر.
وقالت الدكتورة نعيمة الجاسر، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: إن مصر بصدد الإعلان عن خطة للقضاء على داء الكلب بحلول 2030، وستقوم المنظمة ومنظمات عالمية بتوفير الدعم اللازم لنجاح تلك الخطة الإستراتيجية.
وأضافت: بدأ المكتب القطري لمنظمة الصحة العالمية في مصر في عام 2017 بتقديم الدعم اللازم لإنشاء وتعزيز نظام مراقبة داء الكلب في المحافظات الحدودية / عالية الخطورة، ولقد لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة في عدد المعقورين ولكن بفضل جهود قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان لم نلحظ زيادة في عدد المصابين بداء السعار، وهذا يلقي الضوء على أهمية الإجراءات التي تندرج تحت نهج "الوقاية بعد التعرض" ومن أهمها التطعيم، ولقد نجحت وزارة الصحة والسكان في توفير هذا التطعيم وهو 5 مكون من جرعات مجانًا للجميع ولم يتوقف هذا خلال جائحة كوفيد-19.
ولفتت الدكتورة نعيمة إلى وضع خطة إستراتيجية عالمية مكونة من ثلاثة مراحل تستهدف وضع نهاية للوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب بحلول عام 2030، ويجب أيضًا زيادة التوعية المجتمعية عن كيفية الوقاية من المرض وما يجب فعله عند التعرض للعقر، فهذا المرض يمكن الوقاية منه عند التدخل بشكل عاجل وفعال بعد العقر د. نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر.
وأضافت: نؤكد على استعداد الفاو للمشاركة في تنفيذ خطة إستراتيجية واضحة المسؤوليات للقضاء على داء الكلب، في إطار نهج الصحة الموحدة، حيث تسعى المنظمة بالتعاون مع شركائها المعنيين بوضع هذا الموضوع ضمن أولوياتها من خلال مركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود (اكتاد) الذي له تجربه ناجحة بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية في السيطرة على مرض انفلونزا الطيور في مصر بشكل كبير.
وأوضحت، أنه ورغم أنه يمكن الوقاية من هذا المرض الذي يودي بحياة ما يُقدر بنحو 59000 شخص سنويًا، معظمهم في المجتمعات المحلية الأفقر والأضعف في العالم ونحو 40% من ضحايا المرض من الأطفال دون الخامسة عشرة ممن يعيشون في آسيا وأفريقيا، مشيرة إلى العمل لرفع مستوى الوعي حول الوقاية من داء الكلب وتسليط الضوء على التقدم الذي تم احرازه في هزيمة هذا المرض القاتل والذي يمكن القضاء عليه عند التدخل العاجل.