في الثامنة صباحًا استيقظت، ولأول مرة في الثامنة صباحًا أستيقظ. يد ثقيلة ادّعت الخفّة، أيقظتنى.
اليوم أتممت الستين من عمرى. اليوم أحصد، والكل ينتظر حصادى، وما كنت أريد أن استيقظ ولا أتم الستين ولا أحصد.
إلى المرآة نظرت، دهمنى الشيب، ربما خصلة انسلت من الزمن واحتفظت بسوادها، تخبرنى بالحلم القديم، لقد حان وقت الاختيار. لأول مرة من الممكن أن اختار.
في الثامنة صباحًا. استيقظت أحلامى.
إلى الصالة أقبلت، ألبستنى سماح، بدلة بلون السنين، خمسة وثلاثون عامًا لم ينسل خيطها. لأول مرة أجد فطورى. كل ما أحب. ألوان الطعام تعددت والطعم واحد. أشعلت سيجارة والشاى معها احتسيه بنفخات تفكر وريق يضطرب.
العمر كله لك. كانت تقولها سماح، بضحكة تشبه ضحكة ما قبل الإيلاج. يتحلقنى أبنائى. كان الاحترام زائد عن حد أنى أب وهم أبنائى. والاهتمام يتطلع نحو ما بعد أن أذهب إلى المصلحة، وقد أتممت الإجراءات. وإلى البيت أهرول، وإليهم أعود بمكافأة نهاية الخدمة.
