الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صالون الأوقاف الثقافي.. جمعة: بناء الوعي قضية محورية.. سامي عبد العزيز: من أولويات القضايا في هذا البلد.. توفيق: مصر تواجه حربًا شرسة من حروب الجيل الرابع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور سامي عبد العزيز – عميد كلية الإعلام الأسبق – جامعة القاهرة، والدكتور عبد الرازق توفيق – رئيس تحرير صحيفة الجمهورية، والشيخ/ خالد الجندي – عضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم الخميس بصالون الأوقاف الثقافي الثاني لمناقشة قضية من أهم القضايا، وهي: ” صناعة الوعي وبناء الذاكرة الوطنية ” وذلك بحضور عدد من الأئمة والواعظات ولفيف من الإعلاميين والصحفيين مع التزام إجراءات التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية والاحترازية.


وأوضح الوزير أننا أمام قضية في غاية الأهمية وهي قضية " صناعة الوعي وبناء الذاكرة الوطنية" وأن أي دور إيجابي مهما كان إما أن يزيد مساحة الخير أو يُحجم مساحة الشر، والأصل أن عملية بناء الوعي والفكر والذاكرة عملية ديناميكية متجددة، مؤكدًا على أهمية المشاركة الإيجابية بالانتخابات البرلمانية الحالية وعلى الاستحقاقات الوطنية، لأن ذلك مما يسهم في بناء الدولة ويعزز الانتماء الوطني.
وأكد الوزير أن مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ من مقاصد الأديان، وبناء مؤسسات الدولة جزء من بناء الدولة، وكل ما يقوي الدولة الوطنية هو جزء من مقاصد الدين، والعدل والإنصاف يقتضي أن نقول لمن أخطأ أخطأت، ولمن تميز وأصلح وبنى وعمّر أصلحت، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرآنِ غَيْرِ الْغَالي فِيهِ والجَافي عَنْهُ، وإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِطِ".
وبين جمعة أن من القضايا المهمة في بناء وصناعة الوعي القضية السكانية، وأن الزيادة السكانية في مصر تبلغ نسبتها 1.8%، أي مليونًا و800 ألف، وهذه الزيادة تمثل إجمالي العدد الفعلي للسكان في بعض الدول على أرض الواقع، وهى تقتضى من الناحية التعليمية زيادة نحو 2000 مدرسة، و40 ألف معلم، و900 ألف وحدة سكنية، وغير ذلك من المرافق، وما يلزم لقيام كيان دولة بالكامل والزيادة السكانية في مصر معناها إنشاء دولة كاملة بمرافقها وجميع متطلباتها، مؤكدًا أن قضية تنظيم الإنجاب أصبحت ضرورة شرعية ووطنية في مصر، وأن هذه القضية قد تخطى الكلام فيها من حيث الحِل والحرمة إلى حالة الضرورة نظرًا لخطورتها الكبيرة على مقدرات وبرامج التنمية، وأن هذا الحكم يختلف من دولة لأخرى ومن نظام إلى آخر كل حسب احتياجاته وموارده.


وفي كلمته أكد الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق أن وزير الأوقاف وزير جرئ ودائم المصارحة، مؤكدًا أن الوعي أن يملك المتحدث المعرفة الكافية لما يتحدث فيه، وأن المكون الأول في الوعي المعرفة، وأن واجبنا الوطني يحتم علينا جميعا الإسهام بقوة في رسم الصورة الذهنية التي تليق بمصرنا العزيزة وديننا الحنيف، ولا توجد مؤسسة على تفاعل يومي مع المجتمع مثل الأوقاف، وأن المشكلة تكمن في اللاوعي، فنسبة التحرش وكل السلوكيات غير السوية في المجتمع تأتي من خلال أسر فيها زيادة سكانية لا يستطيع فيها الأب تنشئة أبنائه على الأخلاق السوية الحميدة، كما أكد على أن دور الدعاة كبير ومهمتهم عظيمة لأنهم أكثر المؤسسات التي تتفاعل بشكل يومي وأسبوعي، مشيرًا إلى أننا بحاجة إلى ترتيب أولويات القضايا في هذا البلد، فلو أننا وفرنا المدخلات الحقيقية والواقعية لتغير مدى وعي المواطن بأهمية القضايا التي يجب معالجتها، ولا بد أن يتسم الخطاب بالمصداقية والشفافية لأن الناس لا يحركهم إلا شعورهم بالعائد عليهم، وأن المزاج العام هو أحد الخلفيات الثقافية التي تبني وعي الإنسان، وكذلك الأحوال المعيشية والإعلام، والتوعية بالإنجازات تتسبب في إحداث حالة مزاجية جيدة لدى المواطن، والطريق إلى هذا يبدأ من النجاح في التسويق الجيد لإنجازات هذا البلد، مؤكدًا أن الأمة التي أمنها النفسي معتل، أمنها القومي مختل.


وفي كلمته أعرب عبد الرازق توفيق عن شكره لوزير الأوقاف، مؤكدًا أننا في حاجة لوضع رؤية وإستراتيجية إعلامية لصناعة الوعي حتى نستطيع العمل عليها، مؤكدًا أن مصر تواجه حربًا شرسة من حروب الجيل الرابع، ليست ساحتها ميادين القتال، وإنما ميدانها هو العقل، واستطاعت مصر في 30 يونيو تدمير المخطط الذي كان يستهدف تفكيكها بفضل إرادة الشعب ووعيه وبفضل القيادة الحكيمة، مبينًا أن مصر شعب واحد لديه بنيان من الوعي، وأن مصر تواجه تحديات غير مسبوقة في كافة الاتجاهات، وتتحمل وزارة الأوقاف جزء كبير من قضية الوعي بما تملكه من دعاة مخلصين ينشرون صحيح الدين، ويصححون المفاهيم الخاطئة والأفكار المغلوطة، مؤكدًا أنه لا بد أن تعمل وسائل الإعلام على أكثر من محور، منها عرض إنجازات الدولة للرد على أبواق الهدم والفساد، وفضح نوايا الكيانات الظلامية التي تريد أن تستقطب الشباب إلى مخططاتها الإرهابية، بالإضافة إلى النزول إلى أرض الواقع ومشاركة المجتمع في مواجهة حملات التشكيك والكذب الممنهج، والتواصل مع الشعب حتى يكون المواطن على علم بالتحديات التي تواجه مصر، مؤكدًا على أن محاولات ضرب الروح المصرية وبث الاحباط واليأس تمس الأمن القومي.


وفي بداية كلمته أكد الشيخ خالد الجندي أن جماعات الظلام قد غيرت المصطلحات والمفاهيم فجعلوا كل من منحاز إلى وطنه وإلى رئيسه وإلى جيشه منافقًا، وكل من لم يردد كلامهم فهو منافق أيَضًا، وأصبحت هذه الكلمة تطارد الدعاة، مؤكدًا أن العالم كله أصبح وحدة واحدة يحكمه القانون، وأن القرآن الكريم قد فرق بين العلم والخبرة فقال تعالى:"الرحمنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا"، وأن الله قيض لنا أناسًا خبراء تحركوا في وقت مناسب فنقلت المواطن من حال إلى حال، وكل إنجاز لا بد له من وعي.
وقد ذكر القرآن الكريم قضية الوعي بعد ذكر سفينة سيدنا نوح (عليه السلام) قال تعالى: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ" فالله سبحانه لم ينقذ سيدنا نوحًا (عليه السلام) ومن معه من خلال ملائكة وإنما من خلال السفينة التي صنعها سيدنا نوح (عليه السلام)، فسفينة النجاة لهذا الوطن لن يصنعها إلا أبناء هذا الوطن من خلال الوعي بقضايا الوطن، ولابد من أن يقدم الشعب العون للقيادة من أجل تنمية الوطن،ودور الإمام دور توعوي لا بد فيه من النزاهة والشفافية.