السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عقب واقعة خطوبة طفلين بعين شمس.. خبراء النفس يوضحون أسباب تزايد هذه الوقائع.. أبرزها هجرة مكثفة للأشخاص والأفكار من الريف للمدن.. ويطالبون بتوجيه برامج المرأة نحو التوعية والثقافة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مجموعة من الفيديوهات والصور، التي تكشف حفل خطوبة طفلين في منطقة عين شمس التابعة لمحافظة القاهرة، حيث إن الفتاة في الصف الثالث الابتدائي والطفل في الصف الرابع الابتدائي.



عقب انتشار الواقعة على "فيسبوك"، أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة، إحباط زواج لطفلين يبلغان من العمر 12 عاما بمنطقة عين شمس بمحافظة القاهرة، حيث أوضحت الدكتورة سحر السنباطي الأمين العام للمجلس، في بيان رسمي، أن وحدة التواصل الاجتماعي بخط نجدة الطفل 16000 رصدت الواقعة بعد تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قامت إحدى السيدات «القائمين على تجهيزها للعرس» بنشر صور العروس.
وأكدت الدكتورة سحر السنباطي، أنه تم تحرير بلاغ بمضمون الشكوى، وعلى الفور تم إحالة البلاغ للجنة الحماية للتحقق منها، لافتة إلى أنه بالفعل توجهت لجنة الحماية الفرعية بعين شمس لمحل الواقعة وتبين أن العروسين كلاهما يبلغ من العمر 12 عاما، وأن الطفلة تقيم مع الجدة والتي أفادت بأنها مجرد خطبة، مشيرة إلى أنه تم أخذ كافة التعهدات والإقرارات على أهل الطفلين بعدم إتمام الزواج إلا بعد بلوغهما السن القانونية، موضحة أنه تم عقد جلسة إرشاد أسري للأهل، وتوعيتهم بمخاطر الزواج المبكر، وتداعياته على الطفلين في هذا السن.
وشددت على أن مثل هذه الوقائع تشكل خطرًا جسيمًا على الأطفال وتكريس لدائرة العنف، مناشدة الأهالي بضرورة حماية أطفالهم من كافة أشكال الإساءة التي تنجم عنها أضرار بالغة، لافتة إلى أن الزج بالأطفال في مثل هذه الوقائع يؤثر على براءتهم وطفولتهم حتى وإن كان على سبيل الدعابة، مناشدة المواطنين بضرورة الإبلاغ عن أي حالات أو وقائع من شأنها تعريض الأطفال للخطر من خلال آليات الإبلاغ والشكاوى الخاصة بالمجلس القومي للطفولة والأمومة وهي خط نجدة الطفل 16000 والذي يعمل على مدى 24 ساعة طوال أيام الأسبوع أو من خلال تطبيق الواتس اب على الرقم 01102121600، أو من خلال الصفحة الرسمية للمجلس القومي للطفولة والأمومة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
وخلال التقرير التالي، ناقشت "البوابة نيوز" مع عدد من خبراء النفس والاجتماع، عن أسباب تزايد وقائع زواج الأطفال خلال الفترة الأخيرة.



وبدوره، تقول الدكتور سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن هذه الواقعة هي كارثة حقيقية يشهدها المجتمع المصري في الوقت الراهن، لأنه قديمًا كانت الدولة والمنظمات المختلفة تحارب فكرة زواج القاصرات خارج القاهرة والمدن، والتي كانت تنتشر في الأرياف، مضيفة أنه من الواضح أن سكان الريف انتقلوا إلى الحضر "الهجرة المكثفة" والتي شملت معها هجرة للأفكار أيضًا، التي ترسخت لديهم، والانتقال بها إلى المدن، فهذا الأفكار عديدة ومعظمها غير معقولة تم انتقالها إلى المدن وهو ما تسبب في هذه الواقعة.
وتتابع سامية، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الوعي لم يصل إلى كل العقول في الوقت الراهن، فإن الوعي لم ينتشر بشكل مكثف "وعي مكثف داخل المجتمع، موضحة أن جميع البرامج التليفزيونية الموجهة إلى المرأة يجب أن يكون لها صقل توعوي فكري، حيث إن هذا الدور كان موجود أيام الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" ممثل في "الدكتور ثروث عكاشة" وغيره، مطالبة الدولة بضرورة إعطاء توجيه لبرامج المرأة والأطفال، وأن تشمل هذه البرامج على جوانب توعوية.
وتواصل، أنه ليس هناك زواج قبل سن 18 عامًا، فهناك دور كبير جدًا على المجلس القومي للطفولة والأمومة والجمعيات النسائية والمذيعات على شاشات التليفزيون في تحقيق الدور الثقافي والتوعوي، فلا بد من إعادة النظر في جميع البرامج التي تقدم للمرأة بشكل توجيهي، وتوضيح أزمة الزيادة السكانية وزواج القاصرات والتكلفة في الإصلاحات الاقتصادية والقضايا الاجتماعية المختلفة، مشيرة إلى أن الإعلام المرئي أهم بكثير من الإعلام المكتوب نظرًا لارتفاع نسب الأمية.



كما يضيف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن أسباب زواج الأطفال تختلف من أسرة لأخرى، فهناك نوع يريد التباهي أمام الآخرين، ونوع آخر يعاني من ظروف مالية في ظل غياب تام لأحد أطراف الأسرة "الأب أو الأم"، ونوع آخر يقوم بهذا الارتباط غير القانوني لتحقيق وصية معينة، لافتًا إلى أن الأطفال في هذه الأعمار لا يدركون ما يقومون به "الخطوبة أو الزواج"، وتظهر نتائج هذه الكارثة مستقبلًا، كما أنه هناك نوع آخر من الأشخاص الذين يقومون ببيع بناتهم تحت مسمى الزواج كقاصر لشخص أكبر في العمر بسنوات عديدة، من أجل الحصول على الأموال مقابل هذا الزواج، وهو ما يسمى بـ"تجارة الرقيق".
ويؤكد فرويز، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه مهما اختلفت الأسباب والصور، ولكن النهاية تظل واحدة، وهي غير سعيدة أو جيدة على الإطلاق، فإن الفتاة تجد نفسها أم لأطفال كثيرة في عمر مبكر لها، وبوصولها لسن المراهقة تبدأ الخلافات الزوجية وتكون عرضة للخيانة فيما بعض، لأنها لم تعيش مراحل حياتها، كما يجب أن تكون، خاصةً في ظل وجود الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حاليًا، وكذلك الزوج أو الطفل وهو ما يسبب الأزمات الاجتماعية، فهم غير مؤهلين نفسيًا واجتماعيًا وجسديًا للزواج في سن مبكر، مضيفًا أن الاحتياجات لدى كل إنسان تختلف بمرور الوقت في سن المراهقة، قائلًا: "رحمة بأولادكم، فلا بد أن نعطيهم حرية الاختيار وسيتزوجون وأفضل من إجبارهم على الزواج مبكرًا".