الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فريد الأطرش ملك العود

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو الفنان فريد الاطرش، سلطان الطرب وكفى، ترك بصمة في عالم الغناء والموسيقى في الوطن العربي، بموهبته الشاملة وبراعته في العزف على العود وأمتعنا بأفلامه واستعراضاته الغنائية وتغنى بألحانه أشهر المطربين والمطربات

لقب بالعديد من الألقاب منها، موسيقار الشرق الأوحد، وموسيقار الأزمان والموسيقار العبقري وملك العود الذي يحتفل به اليوم جوجل بعيد ميلاده ال110.

ولد فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش في 19 أكتوبر 1910 بجبل الدروز جنوب سوريا، ينتمي فريد إلى آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة، بعد وفاة والده أثناء الحرب مع الاستعمار الفرنسي بسوريا اضطرت للسفر إلى مصر ومعها أولادها "فريد وفؤاد وأسمهان" خوفا من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقال العائلة بسبب نشاط والده الثوري.

التحق بمدرسة الخرنفيش الفرنسية، حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت "كوسا" بدلا من "الأطرش"، وهذا ما كان يضايقه كثيرا، ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد، وراح يمدح في عائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة، فطرد فريد من المدرسة، وألتحق بعدها بمدرسة الباطريرك للروم الكاثوليكية.
حرصت والدته على إدخاله معهد الموسيقي، حيث بدأ في بيع الأقمشة وتوزيع الإعلانات من أجل توفير المال لأسرته، وألتحق بفرقة بديعة مصابني كعازف عود ولفت أنظار "مدحت عاصم"، الذي قدمه ليغني في الإذاعة غني العديد من الموال والأغاني القديمة وسجل أغنيته الأولي "يارتني طير"، حيث لاقت نجاحا وشهرة كثيرة، واستعان بأفضل العازفين وأصبح لديه لونه الخاص به وغنى بجميع اللهجات العربية في أوبريت "بساط الريح".

ذاع صيته كمطرب وملحن، فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع، ولم يحصل على مقابل مادي سوى 150 قرشا، كان الراتب زهيد جدا ولم يحل أزمته المالية وفقر أسرته.
دخل فريد عالم السينما في الأربعينيات حيث يعتبر فيلم "انتصار الشباب" عام 1941 أولى مشاركاته السينمائية، وتلى هذا الفيلم مجموعة من الأعمال البارزة والتي حققت نجاحا كبيرا، واستطاع فريد الأطرش اكتساب قاعدة جماهيرية كبيرة، حيث قام خلال الفترة من 1941 حتى 1975 ببطولة 31 فيلما سينمائية، أبرزهم "شهر العسل، بلبل أفندي"، كما يعتبر فيلم "حبيب العمر" من أشهر أعماله لأنه حقق أرباحا طائلة، وخاض تجربة التأليف عبر فيلم "قصة حبي" والذي كان أيضًا من إنتاجه.

كان فريد الأطرش يتسم بالجرأة الشديد، ففي 7 فبراير عام 1955، كان الموعد المحدد لافتتاح فيلم "عهد الهوى" وكان العرض الأول بحضور جميع صناع الفيلم، ولكن فريد كان مريضًا فكتب جواب وأرسله إلى رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر "سيدى الرئيس، من عادتى أن أحضر ليلة العرض الأول لأفلامى لكنى في هذه المرة مريض، لذا أرجو أن تحضر (عهد الهوى) بدلا منى، وأن تحيي الجماهير نيابة عني، وكان التوقيع: فريد الأطرش"،
انتظر الأطرش رد الرئيس جمال عبدالناصر عليه ففي ليلة الافتتاح فؤجى الجميع بحضور عبدالناصر بصحبته عبدالحكيم عامر أمام سينما ديانا التي تتواجد بشارع عماد الدين، وحضر العرض الأول نيابة عنه، وجلس في المقصورة الخاصة بفريد الأطرش وبعد انتهاء الفيلم قام بتحية الجمهور.

أثارت الشائعات حول فريد الاطرش بوجود علاقة حب بينه وبين الراقصة سامية جمال، وكتبت عن قصة حبها الكثير من الصحف، إلا أنه نفى ذلك الكلام في حوار تليفزيوني، وقال أحترم كل الفنانات لكن لو تزوجت فنانة سوف تترك الفن لتهتم ببيتها، وصرح أنه أحب خمس سيدات، لكن لم يخبرهم لأنهم من عائلات لا يتزوجون إلا من عائلاتهم، وأضاف "تزوجت الفن ولا أحب تعدد الزوجات ومات ولم يتزوج.
كانت أمنية فريد أن يلحن يومًا لكوكب الشرق أم كلثوم، ولكن دائمًا كان القدر لايجمعهما فأغنية تؤديها أم كلثوم بألحان فريد الأطرش ستكون أروع ما يُسمع في الكون، وقد حاول فريد وضع ألحان: الربيع، وأول همسة ووردة من دمنا وأختك الحرة ثارت، خصيصًا لأم كلثوم ولكنها كانت تتراجع.
وقبل وفاته لحن فريد أغنية لأم كلثوم، ووعدته بأن تغنيها ولكن الموت لم تمهلها وغنت وردة الجزائرية الأغنية، وهي«كلمة غياب» بعد أن أكمل بليغ حمدي، اللحن الذي بدأه فريد الأطرش.

حصل فريد الأطرش على عدة أوسمة منها "وسام الاستحقاق اللبناني، وسام الاستحقاق المصري، ورئاسة نقابة الفنانين اللبنانيين مدى الحياة، ووسام الكوكب الأردني برتبة فارس، من جلالة الملك حسين بن طلال 1955 وقلادة النيل المصرية 1962، وجائزة أحسن عازف عود من تركيا عام 1962، وهو أول فنان عربي تمنحه فرنسا مدالية الخلود التي حصل عليها بعد وفاته 1975، وطبعت كافة أعماله في باريس أيضا.
ترك فريد الأطرش بصمة مهمة في عالم الغناء والموسيقى فهو أحد أعلام الفن العربي حيث لقب بـ "موسيقار الأزمان"، وانتشرت ألحانه بشكل كبيرة وعرف بـ"ملك العود" فكان يلحن لجميع الفنانين والفنانات العرب أشهرهم: "أسمهان، إسماعيل ياسين، سميرة توفيق، تحية كاريوكا، ثريا حلمي، سامية جمال، سيد سليمان، شادية، فايزة أحمد، صباح، عصمت عبدالعليم، فتحية أحمد، ليلى الجزائرية، مها صبري، نادية جمال، دلال الشمالي، وديع الصافي، عصام رجي، نادية فهمي، وردة الجزائرية، محرم فؤاد".
وتغنى فريد من كلمات أشهر شعراء عصره من بينهم: "أحمد بدرخان، أحمد خميس، أحمد رامي، أحمد شفيق كامل، أحمد منصور، إسماعيل الحبروك، الأخطل الصغير، أمين صدقي، بيرم التونسي، توفيق بركات، حسين شفيق المصري، أبو السعود الإبياري، كامل الشناوي، محمد حلمي حكيم، محمود فتحي إبراهيم، مدحت عاصم".

كان لفريد بعض العادات والمخاوف منها أنه كان يخشى من رؤية الدراجات في الطريق، كان من أكثر الفنانين حرصًا على إقامة احتفال كبير بعيد رأس السنة في منزله.

أصيب بجلطة في الشريان التاجي لثلاث سنوات متلاحقة (1955/1956/1957) وتنبأ له الأطباء بانه لن يعيش أكثر من خمس سنوات، لكنه عاش بعد ما قاله طبيبه لسبعة عشر عامًا.

بعد انتشار شائعة عن اعتزامه الزواج من الملكة ناريمان، أصيب بأزمة صحية أقعدته عن العمل لمدة 6 أشهر.
بالرغم من عدم زواجه حتى وفاته، إلا أنه كان يستعد للخطبة من السيدة سلوى القدسي، لكن القدر لم يمهله.

إشترك الفنان فريد الأطرش مع الفنانة فاتن حمامة في ٣ أفلام هى لحن الخلود عام ١٩٥٢، حكاية العمر كله ١٩٦٥، الحب الكبير ١٩٦٨ ومع ماجدة في فيلمين هما لحن الخلود عام ١٩٥٢ ومن أجل حبى عام ١٩٥٩.

شارك إسماعيل ياسين الفنان فريد الأطرش ٧ أفلام: حبيب العمر ١٩٤٧، أحبك إنت ١٩٤٩، بلبل أفندى ١٩٤٨، عفريته هانم ١٩٤٩، آخر كدبه ١٩٥٠، تعال سلم ١٩٥١، لحن حبى ١٩٥٣ ومريم فخرالدين ٤ أفلام: رسالة غرام ١٩٥٤، عهد الهوى ١٩٥٥، ماليش غيرك ١٩٥٨، يوم بلا غد ١٩٦٢ ونور الهدى فيلمين عايزة أتجوز ١٩٥٢، ماتقولش لحد ١٩٥٢ وسامية جمال في ٦ أفلام هى حبيب العمر ١٩٤٧، أحبك إنت ١٩٤٩، عفريته هانم ١٩٤٩، أخر كدبه ١٩٥٠، تعال سلم ١٩٥١، ماتقولش لحد ١٩٥٢ وصباح ٤ أفلام: بلبل أفندى ١٩٤٨، لحن حبى ١٩٥٣، إزاى أنساك ١٩٥٦، منتهى الفرح ١٩٦٣ وتحية كاريوكا ٣ أفلام هى أحلام الشباب ١٩٤٢، ماأقدرش ١٩٤٦، شاطئ الحب ١٩٦١ وهند رستم في فيلمين هما إنت حبيبى ١٩٥٧، الخروج من الجنة ١٩٦٧ وشادية ٣ أفلام: ودعت حبك ١٩٥٦، انت حبيبى ١٩٥٧، منتهى الفرح ١٩٦٣ ومديحة يسرى ٣ أفلام أحلام الشباب ١٩٤٢، شهر العسل ١٩٤٥، لحن الخلود ١٩٥٢.
كان خبر وفاة شقيقته أسمهان في حادث سيارة بمثابة صدمة لم يفق من بعدها فريد الأطرش، حيث تعرض إلى ذبحة صدرية واصبح سجين غرفته، وأصابه شعور الوحدة حتى أصيب بأزمة قلبية حادة بمستشفى الحايك ببيروت في عام 1974، ونقل جثمانه ليدفن مع أخته في مصر حسب وصيته.