الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكتوبر.. ليست آخر الحروب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من ذَا الذي يعادي خير أجناد الأرض؟!
الإجابة قولا واحدًا.. أحقر أهل الأرض.
هذه حقيقة ثابتة منذ كانت هذه البلاد وإلي أن يرث الله الأرض وما عليها.
لم تكن حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ آخر الحروب التي خاضها الجيش المصري، كما ردد البعض بعد إبرام معاهدة السلام في كامب ديفيد مع إسرائيل؛ فقد خاضت القوات المسلحة المصرية الباسلة - ولا تزال - واحدة من أقوي الحروب ضد التنظيمات الإرهابية ومن ورائها دول وأجهزة مخابرات أرادت أن تفرض سيطرتها على مصر، فكان الجيش لها بالمرصاد وكانت معاركه الحربية التي سبقت العملية الشاملة "سيناء ٢٠١٨"، لتطهير أرض الفيروز من نفس العدو الذي عاد بأذرع مغايرة تحمل شعارا مثيرا للسخرية هو "تحرير بيت المقدس".
تمكن خير أجناد الأرض من نحت ملاحم بطولية في هذه الحرب الممتدة لأكثر من سبع سنوات متصلة، لم ينته التاريخ بعد من كتابة سطورها بالتفصيل، وإن كانت معروفة لبعض من عايشوها.
إحدي هذه الملاحم، تلك التي سطرها أبطال الجيش الثالث الميدانى الدين تمكنوا بكل شجاعة من تحطيم أسطورة جبل الحلال الإجرامية وفرض السيطرة الكاملة على ١٨٠ كيلو متر مربع هي مساحة الجبل الوعر، وتطهيره من الإرهاب في معركة خالدة استغرقت ٦ أيام متواصلة، كان فيها الجميع على قلب رجل واحد.
إنها ملحمة دك الجبل الذي تحول إلى مأوي للإرهابيين بعد تفجيرات طابا في ٢٠٠٤، حيث سجلت القوات المسلحة أسطورة جديدة من أساطير التضحية والفداء، فقضت في "عملية نوعية" على المعقل الرئيسي للتنظيمات الإرهابية في سيناء، ومازالت تتابع فلولها حتى الآن.
معركة جبل الحلال الفاصلة أكدت أن العدو واحد حتى وإن تبدلت الأسماء من "بنجوريون" إلى "بديع" ومن "شارون" إلى "الشاطر"، وتغيرت الرايات المرفوعة من "خطين زرق ونجمة" إلى راية سوداء.
في مارس ٢٠١٧ كانت المعركة المشهودة، لأبطال القوات الخاصة الذين شقوا بطن الجبل ووضعوا أيديهم على كهوفه ومغاراته وتمكنوا من اصطياد عناصر حية كهدف استيراتيجي، لأن المعركة مع هذه الدول وتلك الأجهزة كانت تحتاج إلى مزيد من المعلومات توثق تورط دولا بعينها في هذه الحرب.
فقد كشفت الأسلحة المضبوطة ونوعياتها، واعترافات التكفيريين بوضوح أبعاد المؤامرة الصهيونية، فالألغام الحديثة وبنادق القنص وصناديق الذخيرة والقنابل شديدة الانفجار وأجهزة الاتصال الحديثة كلها كانت صناعة إسرائيلية.
المضبوطات التي عثر عليها صقور الجيش لم تكن مجرد أجهزة ومعدات عسكرية حديثة، فقد كان من بينها مواد متفجرة لا يملكها سوى عدد محدود من الجيوش النظامية العالمية ومنها مادة الـ "سي 4" شديدة الانفجار، ما يعني بوضوح أن العدو التقليدي سيظل كما هو قابعا على حدودنا الشرقية يخطط لضربنا في مقتل.
تل أبيب بعد النداء الشهير للغرب ـ انقذوا إسرائيل ـ في اليوم الرابع من معارك أكتوبر الخالدة، التي قضت على أسطورة الجيش العبري، وبعد وقف إطلاق النار وتوقيع المعاهدة، كان لا بد لها أن تجد طريقة أخري لمواجهة الجيش المصري ولكن من وراء حجاب وبأدوات جديدة، هذه الأدوات كانت جماعة الإخوان وأخواتها من التنظيمات التكفيرية التي تعامت عن تحرير بيت المقدس على بعد كيلومترات في القدس الشريف، وعبرت البحار والوديان والجبال لتحرير أفغانستان والشيشان، ثم عادت بعد سنوات من التدريب العملي والتجهيز والإعداد لمواجهة الجيش المصري في سيناء.
عزيزي القاريء.. لا داعي للدهشة عندما تري في صباح ٥ يونيو من كل عام "تحفيلا" من إسرائيل وحلفائها - الإخوان والدواعش - بذكري الهزيمة التي تحولت إلى نصر مبين بعد بطولات مشهودة في حربي الاستنزاف وأكتوبر.
هيهات أن ينال من مصر عدو طامع غاصب أو حتي حاسد مهما تبدلت أقنعته بين الصهيونية والإخوانية، طالما أقدم جيوش الأرض يقف حارسا على أبوابها.