الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الذهب الأبيض يستعيد عرشه بالإسماعيلية.. «البوابة نيوز» ترصد مراحل زراعة وجنى القطن وإعداده للتصدير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تهل الأفراح في موسم حصاد الذهب الأبيض حيث يمثل محصول القطن للمزارع أهمية كبيرة، فقد كان منذ سنوات هو السند والفرحة الكبيرة للأسرة المصرية بالقرى والنجوع، وكان بمثابة المنقذ والأمل كان جنى القطن يتعلق عليه الآمال لزواج الأبناء وسداد الديون وشراء ما يحتاجه الفلاح.


وفى داخل حقول القطن تجد الأسرة مكونة من الزوج والزوجة والأبناء يتسارعون لجمع محصول القطن منذ مطلع النهار حتى مغربها، واستمرت حناجر الفلاحين والفلاحات تصدح بالأغنيات داخل حقول القطن، لعقود طويلة، تتبارى الفتيات لتثبت كل واحدة منهن أنها الأكثر مهارة في جنى القطن، والأكثر خفة في خطف لوزاته البيضاء التى تمتزج مع سمار كُفوفهن.

"البوابة نيوز"، تجولت داخل إحدى حقول القطن في مدينة القنطرة غرب وسط الأراضى المكسية باللون الأبيض.



أرض الذهب الأبيض
يقول محمد عبدالله الذى جاء من محافظة الشرقيه ليستقر في مدينة القنطرة غرب لنقل خبرة تعلمها عن والده في زراعة القطن، أنه قام بشراء أرض زراعية تأكد من صلاحيتها لإنتاج محصول ذو جودة عاليه، وزرع هذا العام فدانا كاملا بمحصول القطن منذ بداية الموسم في أواخر مارس وحتى ٨ أشهر حيث يحرص سنويا على زراعته لأهميته للتربة لأنه يجدد التربة ويقويها ويضيف أن طبيعة الأرض هى التى تتحكم بالمحصول، ويجب أن يتوفر بها مصدر رى وصرف دائم، ويفضل ألا يكون بها نسبة ملوحة عالية.
القطن طويل التيله ناصع البياض، تتطلب صناعة القطن خطوة «الحلج» وهى تخليص زهرة القطن من البذور وفصلها عنه، ليتبعه بعد ذلك عدة صناعات منها صناعة الزيوت والعلف من نواتج القشرة بعد كسرها.
بعد جنى القطن وفرزه، يكبس في أكياس ويرسل إلى المحالج لكى تفصل التيلة عن البذرة، وبعد ذلك يكبس القطن المحلوج في بالات. أما البذور فيؤخذ منها جانب للبذر في السنة القادمة والجزء الباقى يرسل إلى المعاصر حيث يستخلص منه الزيت المعروف بزيت البذرة أو الزيت الفرنسي، ويستعمل هذا الزيت في الأكل وفى صناعة الصابون، أما التفل الناتج عن كبس البذور فيستعمل غذاءً للماشية
وطالب المزارع بتحديد سعر القطن من قبل الحكومة لأن التجار هى التى تتحكم في البائع، وأكثر الاوقات يذهب البائع إلى التاجر لكى يطلب منه شراء القطن، ويجب أن يكون هذا السعر «مرضي» للمزارع حيث يحتكر التاجر سعر القطن لشرائه بالسعر الذى يحدده ويبيعه بالسعر المناسب له ايضا، ولا يضع في حساباته تعب العامل والمزارع والمصاريف التى تم صرفها على المحصول، وبسبب احتكار التجار يضطر المزارع للبيع لسداد ديونه.



الإيد الشغالة
تقول سعاد أحمد إنها بدأت العمل في جمع محصول القطن مع والدها وتعلمت الكثير عن الزراعة ثم تزوجت وجاءت مع زوجها إلى الإسماعيلية وقرروا شراء قطعه أرض وزراعتها بالقطن لأنه المحصول المناسب لزراعته في تلك الأرض بالإضافة إلى أن الأسرة تستطيع تحمل مصاريفه ولديهم خبرة جيده في زراعته وأكدت أن القطن يحتاج إلى رعاية واهتمام لزيادة الإنتاجية وتقول إن المجهود يتضاعف خلال مرحلة الجنى ونواجه كل عام مشكلة توفير العمالة خاصة مع ارتفاع قيمة اليومية بالإضافة إلى عدم الخبرة لذلك يتعاون كل أفراد الأسرة في جمع المحصول وأضافت أن يومها يبدأ من الساعة السابعة صباحا وينتهى حتى الساعة الرابعة عصر، ويتخلله ساعة راحة لتناول وجبة الغذاء، لكنها تكون في غاية السعادة.

وقال محمد حسين مهندس زراعى إنه منذ قرابة ٥٠ عاما هو يعمل في زراعة القطن حيث بدأ التعلم منذ عمر ٦ سنوات حتى أصبح مهندسا زراعيا لمساعدة المزراعين في إنتاج أجود الأنواع ومكافحة الأمراض التى تهدد محصول القطن وأوضح أنه يتم التجهيز لزراعة القطن بداية من ٣١ مارس ولكن يتم الاستعداد للموسم منذ ١ مارس، عن طريق تجهيز الأرض بحرثها مرتين أو ثلاث، ثم تتساوى، ثم تخطط من ١٠ ل ١٢ خط بالقصبتين، تليها مرحلة وضع البذور وذلك من ١٥ مارس لـ ٣١ مارس، ويتم الحصول عليها من الإدارة الزراعية بالقنطرة، للفدان ٢٤ كيلو منزوعة الزغب، سم جيزه ٦٤ طويل التيلة المطلوب في الأسواق العالميه والمحالج المحلية أيضا وتأتى بعد ذلك مرحلة الرى، وأخيرا تقليب الأرض.
وأشار إلى أن حجم المساحات المزروعة بالقطن انخفض كثيرا عن العام قبل الماضي، تحولت من ٥٠٠ فدان لـ ١٤٦ فدانا هذا العام بالبياضيه فقط لا غير، وذلك بسبب عزوف الفلاحين عن زراعة القطن نتيجة ارتفاع أسعار البذور والمبيدات والأسمدة فترتفع تكلفته مقارنة بالسعر الذى تحدده الدولة.
وأضاف أنه يتم وضع مصائد لإصطياد ذكور فراشة دودة ورق القطن وحين وصول العدد لحد معين، يتم رش بديل المبيدات صابون بوتاسيوم (تيترجينت) ثم بالمبيد الحيوى، ثم مانع الأنسلاخ، ثم مبيد فسفورى.
وفى مرحلة الجمع والتى تبدأ من نصف شهر سبتمبر، والتى تعتبر مرحلة مكلفة جدا بالنسبه للفلاح، فالفدان يحتاج من ٣٠ إلى ٤٠ عاملا وافدين، وفى الشرقية،العامل يكلف ١٠٠ جنيه، مما يضطر له المزارع للجنى بنفسه هو وأسرته، فمنذ ٣ سنين كان سعر قنطار القطن ٣٠٠٠ جنيه بينما الآن السعر انخفض لـ ١٨٠٠ جنيه، بالإضافة إلى أنه لا يوجد تاجر لشرائه أيضا، مما يضطر الفلاح إلى تخزين محصوله.



آفة التربس
يتعرض القطن إلى آفة التربس التى تظهر على هيئة بقع فضية على السطح السفلى للأوراق الفلقية، ويحدث تجعدا للأوراق وتحولها للون البنى عند ارتفاع الإصابة وتأخر المكافحة يعرض المحصول لموت الأوراق كما يتعرض إلى آفة المن وهى حشرة ذات لون أخضر زيتونى أو أسود تتركز الإصابة بها على البرعم الطرفى والأوراق والنموات الصغيرة فيحدث تجعد وانحناء الحواف إلى أسفل بالإضافة المفرزة أو ما يعرف بـ الندوة العسلية كما يصاب بالعنكبوت الأحمر في مراحله الأولى، ويتسبب في تكوين بقع حمراء بنفسجية على السطح العلوى للأوراق المصابة تقابلها في الجهة السفلية بقع حمراء باهتة حيث تقوم الحشرة بامتصاص عصارة النبات وتسبب موت وسقوط الأوراق بينما ديدان اللوز في مراحله الأخيرة وتعالج ببدائل المبيدات.
وتدعم وزارة الزراعة ٥٠٪ من المبيدات التى يستخدمها الفلاح، وذلك يتم بمتابعة تامة من المهندسين الزراعيين.
والقطن المصرى قطن ذو جودة عالية وشهرة تاريخية على مستوى العالم ويتميز القطن المصرى بأنه «طويل التيلة» كما أنه يتميز بالنعومة التى تؤهله للاستخدام في صناعة المنسوجات العالية الجودة، بخلاف الفصائل الأخرى من القطن المنتشرة في بقاع العالم التى تزرع القطن.

تصدير
يتم تصدير غالبية محصول القطن المصرى عالى الجودة إلى جميع أنحاء العالم، نسبة قليلة منه تستخدم في التصنيع المحلي، ذلك أن التصدير يدر دخلًا أكثر من تصنيعه.
وقال الدكتور السيد خليل وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية إن الحالة العامة للنبات جيدة خاصة المزروعة مبكرا في أواخر شهر مارس وبإنتاجية وفيرة والصنف المزروع هو جيزة ٩٤ طويل التيلة وهو صنف ممتاز مبكر النضج، والنبات الواحد يحمل من ٣٠ إلى ٤٠ لوزة. ووصلت نسبة التفتيح إلى ٦٠٪، مؤكدًا على أن مديرية الزراعة بالإسماعيلية وفرت التقاوى المنتقاة وكذلك كافة أنواع المبيدات الخاصة بالمكافحة لمحصول القطن بأسعار مدعمة للمزارعين، مع وجود جهاز مكافحة القطن يوميا مع المزارعين لحل أى مشكلات قد تواجههم.
وأضاف الدكتور سامى بدر رئيس اللجنة القومية للنهوض بمحصول القطن بمحافظة الإسماعيلية، أن ما نشهده اليوم هو نتاج تجارب قسم التقييم الإقليمى لأصناف القطن بالقنطرة غرب فهى عماد السياسة الصنفية للقطن روح السياسة الزراعية وعماد السياسة الاقتصادية للدولة، وهذه التجارب تنفذ في محافظات مصر لتحديد أوفق المناطق لكل صنف والصنف المناسب لكل منطقة، وأن هناك توجيهات من القيادة السياسية في مصر والحكومة الحالية، بالنهوض بمحصول القطن وتشجيع الفلاحين على زراعته، لزيادة المساحات المنزرعة به.

الحصاد
ويتم جنى القطن على مرحلتين المرحلة الأولى عندما تصل نسبة التفتيح إلى ٦٠٪ وبعد ذلك يتم جنى القطن المرحلة الثانية وذلك لضمان جودة ورتبة القطن العالية.
وقال المهندس محمود عبد القادر مدير عام مكافحة الآفات إن محصول القطن بالقنطرة غرب مبشّر هذا الموسم، ولم تحدث به أى إخفاقات أو مشكلات، موضحا أنه تم تنفيذ خطة المكافحة على أكمل وجه، وهو ما يبشر بإنتاجية عالية من محصول القطن للفدان مقارنة بالأعوام الماضية.
وقال: إن مهمة لجان المكافحة تمتد إلى ما بعد الجنى لمتابعة عمليات التخلص الآمن من مخلفات القطن، وأن إقبال المزارع على زراعة القطن مرهون بتسويقه جيدًا.