الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر تطرح خطتها للتعافي الأخضر.. والبنك الدولي يدعم الخطة بـ200 مليون دولار.. وخبراء يشيدون بمبادرات الاستثمار في الحفاظ على البيئة.. وتوفر الملايين للمصريين من نفقات علاج الأمراض الناتجة عن التلوث

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسعى الدولة المصرية بكل جهد من أجل توفير بيئة صحية لمواطنيها ومواكبة التوجهات الدولية للحفاظ على البيئة من التلوث، ولعل آخر خطوات مصر كانت إطلاق المبادرة الرئاسية "اتحضر الأخضر"، وتشجيع الاستثمارات في المشروعات التي تحافظ على البيئة من خلال إطلاق السندات الخضراء، كل ذلك ضمن خطة "التعافي الأخضر".
الخطوات والإجراءات التي اتخذتها مصر لاقت صدى كبيرا لدى المؤسسات الدولية، الأمر الذي تمثل في إعلان البنك الدولي موافقته على قرض بـ200 مليون دولار لتحسين جودة الهواء بالقاهرة الكبرى، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين إدارة المخلفات الصلبة، في إطار خطة الدولة لدعم ما يسمى بـ "التعافي الأخضر"، وفق ما أعلنته وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط في بيان للوزارة.

وتستهدف وزارة البيئة تحسين نظام رصد جودة الهواء بالقاهرة الكبرى، إنشاء مدفن متكامل لإدارة المخلفات بالعاشر من رمضان ضمن خطة تحسين إدارة المخلفات الصلبة بالقاهرة الكبرى، وزيادة الاعتماد على الحافلات الكهربائية وما يتصل بها من تطوير للبنية التحتية كمحطات شحن السيارات.
وسيساعد البنك الدولي مصر أيضا في إعداد التقارير السنوية المطلوبة عن أوجه استخدام حصيلة السندات الخضراء، والأثر التنموي والبيئي المتوقع للمشروعات المؤهلة، بما يتوافق مع مبادئ تلك السندات لرابطة أسواق رأس المال الدولية، وفق ما أعلنه نائب وزير المالية للسياسات المالية أحمد كجوك في بيان أمس.
خبراء البيئة وللصحة العامة أشادوا بخطوات الدولة بمختلف مؤسساتها نحو الحفاظ على البيئة، مؤكدين ان تلوث الهواء يشكل خطرا يداهم الملايين من المصريين. 

وفي هذا الإطار، قال الدكتور محمد حسن خليل، المنسق العام للجنة الدفاع عن الحق في الصحة، أن تلوث الهواء يمثل كارثة على البيئة التي تنعكس بالطبع على صحة المواطنين، حيث يتسبب تلوث الهواء في أمراض عديدة تبدأ من الأمراض المزمنة مثل الربو وتصل إلى الأمراض الاشد خطورة مثل تصلب الشرايين وسرطان الرئة والدم والتحجر الرئوي.
وأضاف خليل في تصريحاته لـ"البوابة نيوز"، أنه بلا شك فالدولة اتخذت خطوات جدية للحفاظ على البيئة الا ان المشوار لا يزال طويلا في رحلة توفير بيئة صحية خالية من التلوث، فلا يزال هناك العديد من المصانع في قلب القاهرة، وترمي بانبعاثاتها الكربونية في الهواء، وكذلك الصرف الصناعي في مياه النيل الذي يعد جريمة يجب ان تتوقف، لذا فنحن بحاجة لقيود حقيقية على المصانع سواء بالتحكم في انبعاثات الغازات أو الصرف في مياه النيل. 
كما دعا خليل إلى وضع ضوابط صارمة على مختلف الانبعاثات الكربونية الخطرة، وبخاصة عوادم السيارات، والتوسع في تشجير شوارع القاهرة وبخاصة مناطق شمال القاهرة، لتفادى الأضرار الناتجة عن تلوث الهواء بالأدخنة والعوالق المختلفة.

اما الدكتور مجدي علام، مستشار وزير البيئة الأسبق، فقال ان التوجهات العالمية نحو الحفاظ على البيئة حتى وان بدت متأخرة بعض الشيء الا انها بالطبع إيجابية، مشيدا بالخطوات المصرية المتتالية للحفاظ على البيئة والتي اتخذت شكل مبادرات في العديد من القطاعات. 

واكد علام في تصريحاته لـ"البوابة نيوز"، انه نادى كثيرا ويجدد تأكيده على انه بلا شك ان الاستثمار في الحفاظ على البيئة هو استثمار في الحفاظ على صحة المواطنين، فبالرغم من ان تكاليف الحفاظ على البيئة قد تبدوا باهظة الا انها لا تقارن بالأضرار والآثار السلبية المترتبة على تلوث الهواء على صحة المواطنين، فانفاق مليون واحد على وقف الانبعاثات الكربونية الضارة، يوفر مئات الملايين ينفقها المصريون على علاج الأمراض الناتجة عن التلوث. 

واختتم مستشار وزير البيئة تصريحاته مشيدا بتوجهات الدولة لدعم المبادرات الخضراء مثل اتحضر للاخضر وكذلك التوسع في تشغيل السيارات بالغاز الطبيعي لتقليل عوادم السيارات المضرة بالبيئة، بالإضافة إلى التوسع في الاستثمارات التي تحافظ على البيئة من خلال السندات الخضراء.