الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على القديسة تريزا الطفل يسوع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني، في ذكري الــقــديــسة تــــريـزا الـطفــل يــسوع ، ولدت فى الثاني من يناير عام 1873م بمدينة ألنسيون بمقاطعـة نورماندى بفرنسا. من أبوين صالحين تقيين هـما زيلي جيران والتى كانت تعمل فى صنع (الدانتيلا)، والأب هو لويس جوزيف مارتان والذى كان يعمل صائغـا، وقد اشتهرا بتقواهما.
وأشار إلي أنها قبل زواجهما كان كلا منهما يرغب فى الرهبنة ولكن لم تقبل الرهبنة دخول زيلي بدعوى انها ليست للحياة الرهبانية، وأما مارتان فلإنه يلزم له تعلم اللغة اللاتينية قبل الالتحاق، فأسلما أمر مستقبلهما للعناية الإلهية حتى تم تدبير أمر لقاءهما وزواجهما وكانت أمنيتهما أن تثمر زيجتهما ثـمارا كثيرة لتقديمها الى الله، فاستجاب الله لدعائهما، ورزقهما تسعة من الأبناء، انتقل ولدان وبنتان الى السماء بعد أشهر قليلة من ولادتهم. والقديسة تريزا ليسوع الطفل هى الابنة التاسعة والأخيرة لهذه الأسرة الـمباركة. ونالت سر العماد بعد يومين من ميلادها.
وتابع "لـما بلغت القديسة تريزا الرابعة والنصف من عمرها انتقلت امها بعد مرضها بمرض السرطان. وكان لإنتقال الأم أثره البالغ على الطفلة تريزا. وكانت القديسة تريزا تذهب مع والدها الى التنزه وحضور الكنيسة، ولما بلغت الثامنة والنصف من عمرها التحقت بمدرسة البندكتين حيث كانت أصغر التلميذات سنا فعانت من المضايقات والمشاكسات من زميلاتها مما جعلها تبكي سرا دون أن تبوح لأحد".
وأوضح أنه عندما كانت القديسة تريزا فى عامها العاشر أصيبت بـمرض شديد كاد أن يودي بحياتها وبدأ اليأس يسري الى الجميع، إلا ان العذراء مريم لم تتركها واستجابت لصلاة عائلتها وظهرت لها فى 13 مايو1883 وابرأتها من مرضها.
لقد كانت تقضي معظم أوقاتها فى القراءة وأدركت ان "الحب الحقيقي الدائم ليس بالقيام بالأعمال البطولية، بل أن يتوارى الـمرء عن أعين الغير وعن نفسه بحيث تجهل يده اليسرى ما تفعله اليمنى، وفى 8 مايو عام 1884 تحقق الحلم الذى ظل يراودها مدة سنوات، بأن تقدمت الى الـمناولة الأولى، بعد أن استعدت لها لمدة ثلاثة أشهر كاملة. وعند حصولها على الـمناولة بكت كثيرا لإحساسها بحلول جميع النعم السمائية فى قلبها البشري بواسطة ذلك السر الإلهي العجيب.
وتابع "فـى ليلة عيد الـميلاد عام 1886 وهـى فى سن الرابعة عشر رأت الطفل يسوع وهو يبتسم لهـا وكانت هذه نقطة تحول فـى حياتهـا حسب قولهـا ممـا دفعتهـا لحب يسوع الطفل ومحاولـة التشبه بـه، ولهذا عُرفت بتريزا الطفل يسوع".
وأشار إلي أنه فى 29 مايو عام 1887 أرادت أن تلبي دعوة الله، فطلبت من والدها دخول الرهبنة، وبعد معارضة والدها لفترة وافق على الفور ولكنها لاقت معارضة من بعض أفراد اسرتها وكاهن القرية وحتى أسقف المقاطعة ورئيسة الدير نفسة وذلك لصغر سنها. فذهبت مع والدها الى مدينة روما لــمقابلة الحبر الأعظم قداسة البابا لاون الثالث عشر لأخذ موافقته للدخول فى الرهبنة وهى فى سن الخامسة عشر فكان بعد حديث طفولي بريء أن قال لها البابا "ستدخلين إذا كانت هذه إرادة الله.
وفى 9 ابريل عام 1888م انضمت الفتاة ذات الخمسة عشرة عاماً الى رهبنة الكرمل، وبدأت مسيرتها فى درب الصليب متحملة كل الآلام والتجارب.
وحسب قولها " مد لـي العذاب ذراعيه منذ دخولي فعانقته بحب.
وفى 10 يناير عام 1889 تم الاحتفال بارتداء القديسة تريزا للثوب الرهباني وفى تلك المناسبة تم سقوط الثليج حسب رغبة "عروس العذارى" كإعلان السماء عن بهجتها.
وبمجهود مضني كانت تبحث عن أي مناسبة لتسدي الخدمات الخفية للراهبات وفى 8 سبتمبر عام 1890 تم الإحتفال بتقديم النذور الرهبانية. وبعد فترة قصيرة أصيبت بالسعال والنزيف الدموي وكتمت أمرها مستسلمة إلى أن لاحظت الرئيسة مرضها وتم إستدعاء الطبيب الذى قرر أن المرض قد استفحل وأن النهاية قريبة، وأخيراً نالت القديسة تريزا مسحة المرضى وتناولت القربان الاقدس في 19 أغسطس عام 1897م. وهكذا تحملت تلك الآلام الـمريرة خاصة فى الشهور الأخيرة من حياتها وعلى محياها ابتسامة دائمة حتى انتقلت الزهرة الصغيرة فى 30 سبتمبر عام 1897. وفي 29 ابريل عام 1923م أعلن قداسة البابا بيوس الحادى عشر تطويب القديسة تريزا، وفى 19 أكتوبر عام 1997م اعلن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني أن القديسة تريزا الطفل يسوع هـى معلّمة فـى الكنيسة الجامعـة نظراً لـما تحملـه كلماتهـا وحياتهـا من عمق روحـي وتعليـم عن حب الله.