الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"حكمة ماو تسي دونغ" كتاب جديد تزامنا مع الاحتفال بالعيد الوطني للصين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت مجموعة بيت للثقافة كتابا عن الزعيم الصيني الأشهر ماو تسي دونغ، بعنوان "حِكمة ماو تسي دونغ"، تزامنًا مع احتفال جمهورية الصين الشعبية بعيدها الوطني وذكرى تأسيسها الحادية والسبعين في الأول من أكتوبر عام 1949.

يقع الكتاب في 354 صفحة من ترجمة أسماء صالح، ونبيلة أسامة، ومراجعة الدكتور أحمد ظريف مدرس اللغة الصينية بجامعة المنيا.

يقول الناشر: يناقش هذا الكتاب عناصر حكمة الزعيم ماو، في عشرة جوانب، وذلك من الحياة الفردية إلى المجتمع الوطني، ومن بناء الذات وبناء الأسرة إلى حكم البلاد والعالم. تلك الحكمة التي جعلت منه شخصية صينية عالمية أسطورية، ما زالت تعيش في وجدان شعبه، وتحمل ذكراه في قلب كل صيني شعورا بالفخر والاحترام.

لقد كان ماو تسي دونغ شخصية فذة، فهو لم يكن ثوريا فقط، ولا زعيما سياسيا فقط، ولا مُنظرا أيديولوجيا فقط، ولا قائدا عسكريا فقط، ولا سياسيا فقط، ولا صاحب نظرية اقتصادية يسعى إلى تطبيقها فقط، ولا حاكما يدير دولة فقط، ولا كاتبا وشاعرا وأديبا فقط، ولكنه كان كل ذلك، حتى تكونت من تجربته الثورية والسياسية والقيادية والعسكرية والاقتصادية والإدارية - التي صاغ أسسها في تعاليم مسهبة حينا وموجزة أحيانا - تراثا ثقافيا عُرِف باسم "الماوية"، جعله يتمتع بشهرة عالمية، حتى صار مصدر إلهام لشعبه وشعوب العالم الثالث وقوى التحرر الوطني بل والشباب الغربي الثوري، وتبوأ مكان الصدارة بين من شكلوا القرن العشرين ومستقبل بلادهم والعالم على حد سواء. فإلى جانب الكاريزما، كان يتمتع بالطابع البسيط والصادق للفلاحين الصينيين، ولديه حس فكاهي، ويحب الضحك، وابتسامة طفولية تعبر عن البراءة والبساطة مع الذكاء الحاد والحنكة في شؤون الحياة.

ويمكن تلخيص حياة الزعيم ماو في كلمة واحدة، هي: النضال، الذي يتضمن جانبين: الأول هو الجرأة على القتال، والآخر هو البراعة في القتال، فالجرأة على القتال تدل على الشجاعة والتصميم، والبراعة في القتال تدل على الاستراتيجيات والأساليب الذكية. حيث التفكير قرين التجربة العملية، فالتفكير الذي ينفصل عن الممارسة لا يمكن أن يكون تفكيرًا صحيحًا. فلقد طرح ماو تسي دونغ سلسلة من المبادئ والسياسات والتكتيكات والاستراتيجيات والخطط والتدابير لتطوير الصين، وتُمثل جميعها بلورة حكمته، التي تُجسد المبادرة الذاتية للإنسان، القادرة على التحول إلى قوة مادية تغير العالم. وهو لم يستسلم أمام أي مشقة، كما لم يفقد تفاؤله قط مهما واجه من صعوبات وعراقيل، ولم يصبه التشاؤم أو اليأس أو الإحباط يومًا ما، وحافظ على روحه القتالية، وإرادته الحديدية، وتعامله بهدوء مع كل شيء.

ينقسم الكتاب إلى مقدمة وعشرة أبواب، هي كالتالي: مقدمة لطريق نجاح ماو تسي دونغ وتستكشف طريق نجاح الزعيم ماو، وترى أن الأهم من تعداد الإنجازات التي حققها، هو كيفية تحقيقه كل هذه الإنجازات بنجاح كبير؟
يتناول الباب الأول حكمة ماو تسي دونغ الحياتية، حيث يوجه نظر القارئ إلى أن التوازن في حياة ماو تسي دونغ ينبع من الصراع بين الأضداد. فهو عالم واسع الإدراك يفهم الماضي والحاضر، كما أنه لطيف المعشر كالفلاحين. يهتم بالنظافة، لكنه أيضًا يدخن السيجارة تلو الأخرى، يتمتع بحس دعابة كبير، لكنه أيضًا صارم وجاد، صريح وصادق، كما أنه ذكي وبارع، صادق وبسيط، لكن لا يمكن خداعه من قبل الآخرين، بسيط، لكنه معقد، دقيق ويراعي جميع الأمور، ودقيق الملاحظة، لكنه يرتدي كما يحلو له، ولا يهتم بمظهره، لديه الصبر وقدرة الاحتمال لتحقيق الإنجازات والمشاريع العظيمة، ولكن حين يُضطر لاتخاذ قرار سريع وحاسم، لا يُضيع ثانية واحدة. وتلك السمات الشخصية المتعارضة لا تسير في اتجاهات مختلفة، بل يجمعهم ماو تسي دونغ مرة أخرى ويصل بهم إلى كيان يتسم بالحزم والصرامة. أما الباب الثاني فيتناول حكمة ماو تسي دونغ الثورية، ويشرح هذا الباب كيف أصبح الزعيم ماو رمزًا للماركسية، وطريقته في إضفاء الطابع الصيني عليها، وكيف كان فهمه لا ينفصل عن الوضع الخاص للتطور الثوري العالمي في ذلك الوقت، والخيار المؤلم للطريق الثوري الصيني. ويحدثنا الباب الثالث عن حكمة ماو تسي دونغ السياسية والتي تجسد الحكمة في ممارساته ونظريته حول الجبهة المتحدة، التي تعد إحدى المهارات الرائعة في الساحة السياسية. فالثورة الصينية التي قادها بدأت من الصفر، وكانت قوتها أقل نسبيًّا من قوة العدو خلال فترة من الزمن؛ لذا كان معنى رغبته في هزيمة العدو القوي، يكمن في بذل قصارى الجهد لجمع أكبر عدد من الحلفاء. ويتناول الباب الرابع حكمة ماو تسي دونغ القيادية، حيث يجيب عن كيف استطاع الزعيم ماو تعبئة الجماهير بحيث تناصره وتدعمه في كل معركة كان يخوضها جيشه، فقد كان يعتقد أن أهم شيء لتحقيق الانتصار في حرب التحرير، هو النضال من أجل وقوف الجماهير مع جيش التحرير الصيني، إلى جانب كسب المزيد من المعارك.
أما الباب الخامس فيتناول حكمة ماو تسي دونغ العسكرية ويشرح كيف تركزت حكمة الزعيم ماو العسكرية - من حيث الاستراتيجيات والتكتيكات - على حرب العصابات، وكيفية اكتشافه للمناورة المرنة، التي تُعد جوهر هذا النوع من أساليب الحرب، أثناء الممارسات العسكرية في قمم جبال جينغقانغ الشامخة. وفي الباب السادس يستعرض الكتاب حكمة ماو تسي دونغ في الشؤون الخارجية فيوضح الاستراتيجية التي اتبعها الزعيم ماو في إدارة الشؤون الخارجية أثناء فترة الحرب الباردة، وانقسام العالم إلى معسكرين: أحدهما رأسمالي والآخر اشتراكي، وكانت عدم الاعتماد على أحد واتخاذ الجانب الخاص، وتتفق هذه الفكرة مع شخصيته وسياسته الخارجية الثابتة: الاستقلال. ولكن القيام بذلك لا يتطلب الشجاعة فحسب، بل يتطلب أيضًا قوة مالية محددة. فهو كان يرى أن الصين إذا لم تكن قوية بالقدر الكافي للقيام بذلك، فستعزل نفسها، ويتجاهلها كلا الجانبين. وكان مبدأه: ألا بأس في قبول مساعدة الأجانب لنا، لكن مع عدم التخلى عن الاستقلال والحكم الذاتي أبدًا. ويتناول الباب السابع حكمة ماو تسي دونغ الاقتصادية ويحدثنا فيه عن كيفية انتصار التحول الاشتراكي بالنسبة للزعيم ماو باعتباره انتصارا لمساره وسياسته واستراتيجيته، وكيف كان الخط العام الذي صاغه خلال الفترة الانتقالية للاشتراكية يتمثل في: "ضرورة تحقيق عملية التصنيع الاشتراكي للبلاد تدريجيًّا في فترة زمنية طويلة إلى حدٍّ ما، وأيضًا تحقيق التحول الاشتراكي تدريجيًّا في الزراعة والحرف اليدوية والصناعة الرأسمالية والتجارة". أما الباب الثامن فيفسر حكمة ماو تسي دونغ في الرأي العام، ويروي لنا هذا الباب مقاومة الزعيم ماو لعبادة الفرد، وحفاظه على التواضع؛ وفضيلة الصينيين، وجوهر حكمتهم التقليدية. وفي الباب التاسع يستعرض الكتاب حكمة ماو تسي دونغ في بناء الحزب الشيوعي الصيني، ويخبرنا هذا الباب كيف أصبح الزعيم ماو مهتمًّا بتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، والأسباب التي جعلته يفكر في ضرورة وجود حزب، ما جعله يعتقد أنه يجب عليه تأسيس حزب، لمعرفته أن تطور الأشياء لا يقوم على إرادة الإنسان فقط، وتوصله إلى أنه بدون الحزب الشيوعي الصيني، الذي يُعدُّ النواة الرائدة للشعب الصيني بأسره والركيزة الأساسية للثورة الصينية، فإن استقلال الصين وتحريرها مستحيلان. أما الباب العاشر فيتناول حكمة ماو تسي دونغ في حكم البلاد، ويروي لنا هذا الباب كيف استطاع الزعيم ماو التغلب على مؤامرات الإمبريالية التي تنبأت بأنه على الرغم من انتصاره في حرب التحرير الصينية، فإنه لا يمكنه التغلب على الصعوبات المالية والاقتصادية، وكيف خيب آمال البرجوازية المحلية التي توقعت أن الحزب الشيوعي بقيادة ماو سيقاتل، ويمكن أن تحصل الشؤون العسكرية على درجة 100 %، والسياسة يمكن أن تحصل على درجة 80 %، أما الاقتصاد فسيحصل على درجة 0% لكن الزعيم ماو قال بتفاؤل: "ليس من السهل محاربة الصين، وحكم الصين أيضًا ليس شيئًا استثنائيا أو مستحيلًا"، واستطاع تحسين الوضع المالي والاقتصادي للصين.