الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

محمد مدحت.. والتأليف على وتر الموهبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم حداثة سنه إلا أنه استطاع تحقيق مكانة متميزة في مجاله كعازف فيولينة بارز، وأصبح من خلال مشاركته بالعزف الحى في العديد من البرامج الشهيرة وجها مألوفا للكثيرين، بالإضافة لظهوره كضيف شرف فى دور عازف فى فيلمى "الوتر"، و"بيبو وبشير"..إلا أن المفاجأة الكبيرة لى كانت حين استمعت لموسيقاه لأول مرة عام 2013، وكانت للمسلسل المتميز "بدون ذكر أسماء" قصة وسيناريو المبدع الكبير وحيد حامد، وإخراج الموهوب تامر محسن.. وقد خطفت أذنى موسيقى المسلسل وانتظرت كى أقرأ اسم صاحبها، ولم أتخيل حينها أنه نفسه صديقى محمد مدحت عازف الفيولينة الذى يصغرنى بعدة سنوات، والذى تجمعنى معه ذكريات كثيرة منذ طفولتنا.. ولكن عرفت منه بعدها أنه صاحب هذا الإبداع الذى ساهم فى نجاح المسلسل، وأنه لم يكن عمله الأول، بل أنه دخل عالم الموسيقى التصويرية منذ عام 2009، أى وهو لا يزال فى الخامسة والعشرين من عمره!.. ولد محمد مدحت نصر الدين في فبراير 1984، وورث حب الموسيقى من عائلته، فجده لوالده هو الفنان محمد نصر الدين، الذى كان عازفا للفيولينة (الكمان) فى فرقة أم كلثوم، وأستاذا فى معهد الموسيقى العربية وكلية التربية الموسيقية، أما عمه فهو الأستاذ دكتور/منير نصر الدين عازف الفيولينة الماهر وعميد الكونسرفتوار الأسبق الذى طوق الكثيرين بأفضاله فترة عمادته، وكان مثالا يحتذى لكسر الروتين العقيم، وتذليل الصعاب لطلابه وزملائه.. ظهر شغف محمد مدحت بالموسيقى منذ طفولته المبكرة، ورغم أن عمل والده كان بالبورصة، ولم يكن له أى علاقة بالموسيقى، إلا أنه شجعه لاستكمال مسيرة عمه وجده، وألحقه بالكونسرفتوار وهو في السابعة من عمره.. وقد حافظ مدحت على تفوقه الموسيقى طوال سنوات الدراسة، وكان عضوا فاعلا فى الحفلات والمهرجانات التى يشارك فيها الكونسرفتوار فى الخارج، حتى تخرج عام 2004 بإمتياز مع مرتبة الشرف، والتحق بأوركسترا القاهرة السيمفونى.. ورغم دراسته للموسيقى الغربية الرصينة، إلا أنه كان تواقا لعزف كل أنواع الموسيقى، سواء شرقى أو جاز أو نوعيات أخرى أكثر حداثة وقربا من الشباب، فجذبته فرق "الأندرجراوند" التى عزف فى الكثير منها، مثل فرقة "صحرا" التى تعتمد على العزف والغناء، وتتناول موضوعات جديدة وقريبة من الشباب..ثم "إفتكاسات" التى تخصصت فيما يطلق عليه "جاز شرقى" وشارك معهم في الكثير من المهرجانات الدولية.. كانت بدايته مع الموسيقى التصويرية من خلال برنامج "أنا واللى بحبه" تقديم غادة عادل، ثم جاءته أولى الفرص الحقيقية من خلال السينما من خلال فيلم الوتر والذى أظهر مهارته وبراعته فى العزف والإرتجال أيضا من خلال ظهوره مع بطلة الفيلم غادة عادل، ثم كانت بدايته مع الدراما التليفزيونية عام 2012، من خلال موسيقى مسلسلى "9 جامعة الدول"، و"حكايات بنات"، ليثبت نفسه من خلالهما، ويصبح ضمن أمهر الأسماء فى هذا المجال.. وقد قدم العديد من الأعمال المهمة منذ ذلك الوقت، فقدم للسينما عدة أفلام من أهمها: قط وفأر، وخطة بديلة، وخلاويص، الغسالة..وكان للدراما التليفزيونية نصيبا أكبر من إبداعاته ونجاحاته فقدم أيضا مسلسلات عديدة منها: قلوب، آه من حوا، كلبش (3 أجزاء)، الدخول فى الممنوع، الحالة ج، 30 يوم، أمر واقع، لآخر نفس، الرحلة، كارمن، طلقة حظ، شاهد عيان، سكر زيادة، لعنة كارما، واستكمل الجزء الثاني والثالث فى "حكايات بنات"، ومؤخرا "إلا أنا"..بالإضافة لأعمال أخرى متنوعة مثل: برنامج "قعدة رجالة"، والفيلم القصير "نفس الدرجة" والعديد من الإعلانات..وبالتأكيد تتميز موسيقاه بتوظيفه البارع للفيولينة، وتبرز مهارته الفائقة..كما تعكس ثقافته الموسيقية الثرية، ودراسته العميقة للموسيقى الغربية بعلومها المتسعة.. فهو فنان بارع وموهوب يثبت أن مصر ولادة وغنية بأبنائها الأفذاذ، ويؤكد أن أكاديمية الفنون العريقة كانت وستظل بيئة ملهمة وحاضنة للمبدعين في كل المجالات وهو ما يجعلنى دائما أعتز وأفخر بانتمائى لها، وتغمرنى السعادة بنجاح أى من أبنائها الذين جمعتنى بهم أجواء ومشاعر لا يقدرها إلا من عاشها، وما فرضته علينا من جدية والتزام أصبح مقرونا بنا فيما بعد، وبما سلبته من أعمارنا ونحن نقضى فيها أوقاتا أكثر مما نقضيها في منازلنا، ونظل لساعات طويلة فى تدريبات لا تنته، وخاصة من إنتموا لها منذ الطفولة وظلوا بها حتى الكبر، فصاروا جزءا منها، وشكلت بجدرانها ومبانيها وناسها جزءا كبيرا من وعيهم وذاكرتهم.