الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جيوش من الكائنات الصديقة والآمنة لإنقاذ المحاصيل.. رئيس بحوث بمعهد وقاية النباتات تطالب بكيان مستقل للمكافحة الحيوية: المبيدات ليست السلاح الوحيد.. ومهمة علماء الاقتصاد الزراعي إقناع رأس المال

 الدكتورة منيرة محمد
الدكتورة منيرة محمد الفاتح، رئيس بحوث بمعهد وقاية النباتات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جيوش من الكائنات الصديقة

أكدت الدكتورة منيرة محمد الفاتح، رئيس بحوث بمعهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، أننا لن ننجح في كبح جماح الآفات الزراعية ووقف نزيف الخسائر الناتجة عنها جنبا إلى جنب مع خسائرنا من الاستخدام المفرط وغير الرشيد من المبيدات الكيماوية، إلا لو تشاركنا مع تلك الكائنات الصديقة وأعددنا منها جيوشًا كعناصر بديلة وآمنة عن الاستخدام المكثف للكيماويات. 

ودعت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إلى استحداث لجنة "مطبقي الأصدقاء الحيوية" على غرار "لجنة مطبقي المبيدات"، على أن تكون هذه اللجنة تابعة لكيان أكبر مختص بملف المكافحة الحيوية في مصر تحت مظلة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لتتعاون مع الكيان المعني بملف إدارة المبيدات الزراعية في مصر والقائم فعليا، والذي تتولاه بمهنية عالية لجنة مبيدات الآفات الزراعية. 

وترى أنه رغم وجود معامل تابعة لوزارة الزراعة متخصصة في إنتاج بعض عناصر المكافحة الحيوية المهمة، ووجود لجنة منبثقة عن "لجنة مبيدات الآفات الزراعية" تحت اسم "لجنة المكافحة الحيوية والزراعة العضوية"، إلا أن هذا غير كاف لهذه المهمة، والشاهد على هذا هو خلو كتاب "التوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية" حتى وقتنا الراهن من أي إشارة إلى طريقة استخدام المفترسات أو أشباه الطفيليات، وكل المذكور عنها عبارة عن ملحق تعريفي بالمصطلحات المستخدمة في هذا المجال وصور لبعض من هذه الكائنات دونما إدراجها في توصيات محددة للمكافحة الحيوية للآفات مما يجعل البعض يروق له تسميته بكتاب "التوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية بالمبيدات" وهذا يتماشى بطبيعة الحال مع الجهد الكبير الذي يتم بشكل احترافي ومنهجي والذي يصب في مجال المبيدات الزراعية عن طريق "لجنة مبيدات الآفات الزراعية" التي تصدر هذا الكتاب.

ورغم أن المبيدات لا غنى عنها، لأنها السلاح الفعال إذا ما فلت زمام السيطرة على تعداد الآفات، أو عندما تحمل معها أمراض وبائية ولو كانت بأعداد بسيطة، إلا أنها ليست السلاح الأول ولا الحل الوحيد.

تضيف الدكتورة منيرة الفاتح في هذا السياق أن هناك مطالبات عديدة بتدشين كيان مستقل، يقوم من خلاله أهل الاختصاص بوضع عناصر المكافحة الحيوية للآفات الزراعية ضمن برامج إدارة متكاملة لآفات كل محصول بالتعاون مع لجنة مبيدات الآفات الزراعية، على أن يكون لهذا الكيان استقلاليته الكافية وتتوافر له كافة أشكال الدعم المادي والفني من قبل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ومعهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية غني بالخبرات التي تستطيع إدارة هذا الكيان. ولفتت أستاذ وقاية النباتات، إلى أن هناك نقصا شديدا في تداول المعلومات الخاصة بدراسات الجدوى المعنية بإنتاج عناصر المكافحة الحيوية المختلفة.

وشددت على ضرورة عدم الاعتماد على دراسات جدوى مبنية فقط على حدود إمكانيات التجارب البحثية ضيقة النطاق، إنما يجب اختبار دراسات الجدوى هذه على نطاق أكبر وبشكل احترافي يعتمد على العلوم المختلفة، والتي يجب أن يلعب فيها علماء الاقتصاد الزراعي دورًا كبيرًا حتى تخرج دراسات الجدوى بشكل قادر على إقناع رأس المال الخاص للاستثمار في هذا المجال خصوصا بعد صدور قانون الزراعة العضوية واعتماده على كل ما هو آمن وصحي، كما يمكن وضع بروتوكولات تعاون مع وزارة الاستثمار لطرح مشروعات إنتاج بعض من هذه الكائنات الصديقة بصورة كمية على خريطتها الاستثمارية الخاصة بدعم المشروعات الصغيرة.