الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أردوغان يقضى على 3 أجيال من الجيش التركى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعددت الأسباب والفشل واحد، هذا ما اعتاد عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ أن تحولت سياسة بلاده على يديه من صفر مشكلات إلى الحرب في جميع الجبهات، ومنها عجزه عن تحقيق أهدافه في سوريا التي رأى في الحرب الأهلية السورية فرصة سانحة لبسط نفوذه على البلاد، باعتبارها لقمة سائغة، ولكنه فوجئ بخطوط حمراء وقيود فرضتها عليه روسيا التي تسعى هى الأخرى لحماية مصالحه في دمشق.
منذ عام ٢٠١١ وأردوغان يضع على رأس أولوياته رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ورغم عملياته العسكرية الواسعة واستعانته بالتنظيمات الإرهابية فشل في تحقيق أهدافه، ووضعته الخسائر الفادحة التي تتعرض لها قوات الجيش التركي في سوريا، على يد قوات الجيش العربي السوري، في موقف لا يُحسد عليه؛ خاصة في ظل الدعم الروسي للقوات السورية.
يعد الرئيس التركي، أول المتهمين بإضعاف الجيش، إذ استغل الانقلاب المزعوم في يوليو ٢٠١٦، للتخلص من جميع القادة العسكريين بالجيش، وقضى بالفعل على ثلاثة أجيال من قادة الجيش، إذ ألقى القبض على قادة كبار في الجيش وقتل أحدهم في تمثيلية مفضوحة كشفتها وثيقة عسكرية تركية سرية تؤكد احتجاز أكثر من ٧٠٠٠ شخص كمجموعة أولى خلال ٧٢ ساعة في غضون الانقلاب الفاشل في تركيا، وطرد عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من وظائفهم، كما قام بإلهاء الجيش في الحروب كي يطيل فترة حكمه واستغل ذلك ليعدل الدستور للنظام الرئاسي بدلا من البرلماني وأيضا قمع حركة الخدمة وسحقها بزعم أنه يحافظ على قيم العلمانية أمام حركة إسلامية اجتماعية كانت حليفة له منذ وقت قريب.
ويبحث «أردوغان» عن ملاذ آمن للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، محاولًا بشتى الطرق الوصول إلى اتفاق مع روسيا لوقف إطلاق النار في إدلب بالشمال السوري، ولاسيما أن
الضعف التركي شجع الجيش العربي السوري لقصف مواقع الأتراك في أدلب من آن لآخر مستغلا ما توفره له موسكو من غطاء جوي كامل من قاعدة حميميم الروسية؛ ما يؤكد أن موسكو لن تتراجع، ولن تسمح للنظام السوري بأن يتراجع إلى حدود سوتشي كما تطالب أنقرة، وأنها مستعدة لجميع الخيارات بما فيها التدابير العسكرية، مما كبد أنقرة الكثير من الخسائر في العتاد والجنود.
وضعت روسيا منذ تدخلها العسكري في سوريا عام ٢٠١٥، نصب عينيها الاستحواذ الكامل على سوريا، واستخدمت في سبيل ذلك إيران للقتال على الأرض، كما تحالفت مع تركيا لسحب البساط من تحت أقدام عملية جنيف، التي تديرها الأمم المتحدة بإشراف الولايات المتحدة، وإبطال الحل السياسي للمسألة السورية.
تركيا تدرك جيدا أن روسيا عازمة على إسقاط إدلب لصالح النظام السوري مهما كان الزمن، وأصبحت عاجزة عن مواجهة ضربات النظام السوري، وكل ما يحدث الآن من تهديدات تركية ما هي إلا مسكنات لتخفيف وطأة سقوط إدلب في يد قوات الجيش السوري وأكبر دليل على ذلك ما صرح به مستشار أمير قطر عزمي بشارة في لقاء مع قناة الجزيرة القطرية قائلًا: «إن إدلب ستسقط ولا تضحكوا على السوريين في إدلب، وسوريا تحديدًا في ظل انحسار الدور التركي في المنطقة منذ عام ٢٠١٣ بعد رحيل نظام الإخوان المسلمين في مصر، ثم رحيل نظام البشير في السودان، والتدخل الروسي في سوريا الذي جمد الدور التركي».
يشار إلى أن موسكو رفضت تهديدات أردوغان بشن حرب في إدلب، وهو ما قابله الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بلهجة حاسمة لن نسمح بحدوث أسوأ سيناريو، وسنعمل على منع تصاعد التوتر في إدلب أكثر، لغة روسيا تؤكد امتلاكها مفاتيح الرئيس التركي فسبق أن أجبرته على التخلي عن الجماعات المتطرفة في الشمال السوري في مقابل السماح لتركيا في التوسع في محاربة الوجود الكردي، كما استطاعت روسيا معرفة حجم مشاركة أعداد المقاتلين القوقازيين من خلال تركيا وأماكن وجودهم وانتشارهم على الأراضي السورية، وهذا الأمر عزز من حماية الأمن القومي الروسي الذي عانى من الإرهاب في التسعينيات خاصة في الشيشان.
أكدت مصادر روسية أن موسكو تضغط على أنقرة لتقليص وجودها العسكري في منطقة إدلب، وسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة الأمر الذي لاقى قبولا لدى الجانب التركي، لكنه تحفظ على إزالة عدد من نقاط المراقبة المنتشرة حول المنطقة.
وتأتي المشاورات في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي توصل إليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في مارس ٢٠٢٠، وبعد وقت قصير من قيام موسكو وأنقرة بتدريبات عسكرية مشتركة في إدلب، واشتملت التدريبات على وسائل لتعزيز التعاون والتنسيق في أثناء تسيير الدوريات، واستدعاء الإسناد في حال تعرُّض الدورية لهجوم، بما في ذلك التصرفات خلال القصف وإجلاء الأفراد والمعدات.