الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في الفيوم.. مكامير الفحم سرطان قاتل يطارد "أبناء طامية".. الموت البطيئ على رائحة الدخان الأسود.. رئيس المدينة: نكتفي بمصادرة المواتير ومحاضر البيئة غير صارمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعاني آلاف الأهالي من قاطني منطقة كوم أوشيم وضواحيها من قرى فانوس والدوكاري وعاشور والجمهورية وغيرها التابعة لمركز طاميه بمحافظة الفيوم ملوثات تكمير الأخشاب وتحويلها إلى فحم رغم مئات الاستغاثات والشكاوى المرسلة لجميع الجهات المعنية بالدولة لكن دون جدوى، ما قد يتسبب في تعرضهم للموت بسبب تلوث قراهم بدخان المكامير على حد تعبيرهم.
وعن مراحل تصنيع الفحم فيتم تفحيم الخشب بمعزل عن الهواء ودون تحكم فى الانبعاثات الصادرة عنه في مساحة بإرتفاع 20 مترًا وعمق 10 أمتار ويستمر التشغيل لمدة 20 يومًا متواصل بطريقة عشوائية تستنزف 60% من وزن الخشب ويتبقى 40% من إجمالي الكمية، ويحتوى الفحم المنتج على نسبة عالية من القطران الضار بصحة الإنسان، وهو ما ينتج إفراز مادة أكسيد النيتروجين بالإضافة لوجود جسيمات عالقة بالجو من حبيبات الكربون والمركبات العضوية المتطايرة نتيجة لاستخدام الوسائل القديمة فى عملية إنتاج الفحم ، ولم يستغل اصحاب المكامير الطرق الحديثه في صناعة الفحم وتقليل نسبة الأدخنة في الهواء.
«البوابة نبوز» تفتج ملف مكامير الفحم بالفيوم، لرصد شكاوى المواطنين عن كثب.
"زوجي وأخي توفيا في عام واحد بسبب دخان المكامير، لإصابتهما بإلتهاب رئوي حاد "هكذا تروي الحاجه نوال، ذات الـ55 عاما، لـ «البوابة نيوز» مشيرة إلى أنها قامت بارسال العديد من الشكاوي والاستغاثات هي وجيرانها لتضررهم من هذا السم القاتل ولكن دون جدوى، والتي عبرت عن قلقها نحو احفادها لما اصابهم من ضيق في التنفس بسبب هذا السرطان القاتل الذي ينهش ويقضي علي طفولة أولادنا منذ الصغر وقضاء أجمل سنوات عمرهم بين الأدوية والمستشفيات نتيجة الهباب الأسود الذي يطاردنا، وتطالب رئيس الجمهورية بالتدخل الفوري.
واستطردت: "أعاني من مشاكل صحية وأحفادي دمرت المكامير أجهزتهم التنفسية وسعيد الحظ منهم ينجو من السرطان، ويصاب بحساسية الصدر والتهاب في الرئة.
فيما أكد محمد رجب 25 عاما على الرأي السابق، مشيرا بأن ابنته تعاني منذ ولادتها باختناق وإغماء ونقص حاد في الأوكسجين، ونقلها من وقت لآخر إلى المستشفى، مشيرا إلى أن الأطباء أكدوا لي على ترك هذه القرية من أجل صحة ابنتي.
واستكمل: نعاني من التلوث البيئي الناتج عن هذه المكامير المنتشرة داخل الكتلة السكنية رغم صدور قرارات إزالة منذ أعوام وإعطاء أصحابها أكثر من مهلة للتطوير أو الغلق، لكن دون جدوى، مشيرا إلى أنهم يستنشقون المرض والموت كل لحظة تحت اعين ونظر مسئولي البيئة والمحافظة ، ولم تهتم ولا سبيل أمامهم إلى أنهم قاموا بتجميع توقيعات الأهالي على استمارة استغاثه لتقديمها لرئاسة الجمهورية ، أملًا في إنقاذ اطفالهم ونقل المكامير إلي خارج القرية، دون غلقها لأنها تمثل دخلًا لعدد كبير من العمال.
ومن جانبه، قال ياسر جمعة رئيس مركز ومدينة طامية، بمحافظة الفيوم نشن حملات من حين للآخر على أصحاب المكامير بمنطقة كوم أوشم، لتقنين أوضاعهم مع البيئة ،والضغط عليهم بتحرير المحاضر ولكن دون جدوى، لاستواطنهم الكتل السكانية ببعض القرى بالمنطقة منها فانوس تحديدا بالإضافة إلى 5 قرى وهي "الدوكاري، عاشور، محمد سالم، محمود عبد الباقي، أولاد الحجاج ، مشيرا إلى أنه واجتهم مشكلة إزالة الأخشاب والتي يصعب أزالتها نظرا لأحجامها الكبيرة وتتخطى مئات الأطنان ، حيث تتخطى المكمورة الواحدة ارتفاع 20 مترا وبطول 10 إلى 15 مترا ، مما يصعب حملها لعدم توافر معدات نقل ذات أحجام ضخمة لمثل هذه الحالات .
وأضاف رئيس مجلس ومدينة طاميه في تصريحات خاصة، لـ"البوابة نيوز" بأن أعداد المكامير بالفيوم والتي تتمركز جميعها بمركز طاميه وهي حوالي18 مكمورة فحم تتوسط صحراء كوم اوشيم داخل عشرات القري ، وتقلصت خلال الـ4 سنوات الماضية 11 مكمورة وحتى أصبحت 8 مكامير، مشيرا إلى أن ترأس حملات لمطاردة هؤلاء وملاحقتهم وصادرت حوالي 10 مواتير بمنطقة الداكروري ، وذلك لعدم تقنين أوضاعهم مع البيئة حفاظا علي صحة المواطنين لاستوطانهم داخل الكتل السكانية، التي تؤثر على صحة العمل ومواطني المناطق المجاورة للمكامير وتنهش الأطفال بشكل خاص في أمراض الربو والتنفس ومشاكل حساسية الصدر ، وتلتهم الأدخنة المنبعثة رئاتهم.
وأكد "جمعة" أن مالكي هذه المكامير لم يستجيبوا لتطوير هذه الصناعه وعمل مصنع خاص بهم حيث عرضت عليهم البيئة منذ سنوات بالدفع لهم بأفران خاصة للفحم وبعيدة عن الكتل السكانية وتعمل على انخفاض الأدخنة وتلوث الهواء، بالأضافة إلي توجيهم بضرووة تقنين قطع الارض التي يستغلونها في صناعتهم للفحم وهم يستوطنون هذه المناطق الجبلية، ولم تحل محاضر البيئة شيئا من الأزمة ولم يرتدع لها أصحاب المكامير رغم ملاحقتهم بها مرارا، وجزاءات صارمة دون تحقيق العدالة لتفشي هذا السم القاتل وانتشال الآلاف من مرضى الغسيل الكلوي والسرطان وحساسية الصدر للأطفال.