الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"البوابة نيوز" في منزل ضحية الشهامة بالقليوبية.. عمة القتيل مطالبة بإعدام الجناة: قتلوا ابن قلبي لكشفه وكر الملذات.. وكان بيصرف على إخواته بعد موت أبوهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"ضحية الشهامة".. هو أقل وصف لسائق التوك توك "محمود محمد"، صاحب الـ19 ربيعًا، الذي دفع حياته ثمنا للشهامة، لرفضة قيام سيدة مشبوهة بدخول الرجال لمنزلها، وهو الأمر الذي كان يثير غضب جميع أهالي المنطقة، وهو الذي أشعل غضب أحد رواد وكر الملذات الخاص بها، ليقرر الانتقام منه، وفي سبيل ذلك استعان باثنين من أصدقائه، وانتظروا لحظة خروج الضحية من منزله، وطاردوه في الشارع، حتى تمكنوا من الإمساك به، ثم سدَّد له الجاني طعنة نافذة بسلاح أبيض "سكين"، أسقطته على الأرض غارقًا في دمائه، ليفارق الحياة قبل وصوله المستشفى.

على بُعد ما يقرب من 50 كيلو مترا هي طول المسافة التي قطعتها السيارة من القاهرة لمركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، توجهت "البوابة نيوز" لمنزل الضحية، لكشف كواليس الواقعة المأساوية على لسان أسرة المجني عليه وشهود العيان.

في زقاق صغير مكتظ بعشرات العقارات المتهالكة، جلست سيدتان تمسك كل منهما بـ "عصا" تتوكأ عليها لمساعدتها في التحرك من مكان لآخر، لا يتحدثان مع أحد غير أن أعينهم رابضة على مدخل عقار مبني من الطوب اللبن، يجلس أمامه عدد من النساء يتشحن بالملابس السوداء، تتساقط الدموع على وجوههم كمياه الأمطار، وشباب متراصون أسفل المنزل، بينما يعلو صوت القرآن الكريم الجميع، وبعد الاقتراب منهم وبسؤالهم عن المجني عليه قالوا:" هنا منزل محمود أو ضحية الشهامة كما لقبوه هم بالمنطقة".

بحروف متلعثمة، تماسكت عمة القتيل، وسردت لـ"البوابة نيوز" كواليس الجريمة البشعة، وكيف حرمها المتهمون من نجل شقيقها الأكبر ودموعها تسبق حروفها قائلة: "قتلوا نور عيني وفرحتي في الدنيا"، مشيرة إلى أن والد المجني عليه "شقيقها"، توفي منذ نحو 10 سنوات وترك له أطفاله الصغار "ولدين وبنتين"، أكبرهم الضحية، ذلك الشاب الذي ارتدى ثوب الرجولة من صغره، فمنذ نعومة أظافره قرر النزول لسوق العمل لمساعدتي على تربية أشقائه الصغار بعد حبس والدته على ذمة إحدى القضايا، تاركًا دراسته وحلمه في مستقبل باهر كباقى أقرانه من الأطفال، يجوب الشوارع والميادين أملًا في توفير بضعة جنيهات يعود بها لعائلته في المساء محملا بـ"بشاير الخير"، من خلال عمله كسائق على مركبة "توكتوك".

وأضافت: "مع مرور الأيام اشتد ساعد الشاب، وتمكن من شراء "توكتوك" بالقسط، حتى يستريح من تحكم ملاك "التكاتك "، الذين كان يعمل معهم، فيخرج طول اليوم ويعود المساء ويسلم التوكتوك لشقيقه الأصغر، بينما يتفرغ هو لمراجعة دورس شقيقاته الصغار "ضحى وسلمى"، مستطردة: "كان حنين عليهم أوي وأخوهم وأبوهم في نفس الوقت".
وتابعت: "هنا في المنطقة تسكن سيدة سيئة السمعة وبرفقتها نجلتها، والتي حولت منزلها وكرا للملزات واستقبال الرجال الأغراب، وهو الأمر الذي تسبب في طردها سابقا من منطقة أخرى، وفي أحد الأيام قام المجني عليه باللوم عليها، محدِّثا إياها بعدم القيام بتلك الأفعال، حفاظا على سُمعة المنطقة " ومحدش يدخل هنا عندك تاني"، وهو الأمر الذي أغضبها لتقرر الانتقام منه، وفي سبيل ذلك حرضت شاب ادعت انه خطيب ابنتها لتبرر دخولة وخروجه لمنزلها، على تأديب نجل اخي، وهو ما حدث ونشبت بينمها مشادة كلامية تطورت لمشاجرة في الموقف تجمع على إثرها الأهالي من كل حدب وصوب، وقاموا بفض المشاجرة، وانصرف الجميع كل إلى بيته، إلا أن رغبة في الانتقام سيطرت على المتهم، الذي عقد العزم على تأديب الضحية مرة أخري ؛ وهو الأمر الذي تحقق بعد أسبوع إذ قام بمساعدة اثنين من أصدقائه بتدبير خطة، وتربصوا بالضحية هنا حال خروجه من منطقة سكنه، وما أن وقعت عينهم عليه، باغتوه بعدد من الضربات ثم سدد له المتهم طعنة نافذة بسكين وسط الشارع أفقدته اتزانه وسقط مغشيا عليه، ليلفظ "الجدع"، أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفي، واختتمت حديثها قائله:" حسبي الله ونعم الوكيل، ومفيش حاجه هتريح قلبي غير اعدام الجناة".
تلقى اللواء فخر الدين العربي، مدير أمن القليوبية، إخطارا من العميد محمد غيث مأمور مركز القناطر، بتقليه بلاغا من العقيد عبدالرحمن الفحل نائب المأمور، بورود إشارة من مستشفى القناطر بوصول "محمود.م.ع"، سائق توك توك، 17 عاما، برفقة "شاكر.ا.ع"، جثة هامدة، إثر إصابته بجرح طعني أعلى الصدر وادعاء مشاجرة.

انتقل الرائد أسامة مشهور رئيس مباحث المركز، وتبين حدوث مشاجرة بين المجني عليه وكل من "محمود.ش"، سائق توك توك، و"محمد.خ"، صاحب مشتل، و"أحمد.ع"، سائق، بسبب رفضة قيام سيدة مشبوهة بدخول الرجال لمنزلها وهو الأمر الذي كان يثير غضب جميع أهالي المنطقة، فتدخل المجني عليه لمنعهم فقاموا بطعنه بمطواة.
تمكن النقيب إسلام صادق رئيس وحدة تنفيذ الأحكام بمباحث المركز من ضبط المتهمين والتحفظ على أداة الجريمة وتولت النيابة التحقيق.