الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

في عيد ميلاده الـ90.. صالح سليم"المايسترو".. الأب الروحي للقلعة الحمراء

صالح سليم
صالح سليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الجمعة الذكرى الـ90 لميلاد الراحل الأسطوري صالح سليم الرئيس التاريخي للنادي الأهلي الذي صنع تاريخا خلد اسمه بحروف من نور.
المايسترو قدم للأهلي ولمصر كلاعب ومن ثم كإداري الكثير والكثير، ينظر إليه الكثيرون على أنه رمز للكرة في الأهلي بل في مصر والوطن العربي.
كان لاعبا قائدا في أرض الملعب لدرجة أنه لطم أحد زملائه على وجهه في مباراة لأنه لم يؤد دوره بجدية، فهو لاعب يحترمه الجميع ويخافه غير المنضبطين، كان إداريا محنكا تمكن مع كابتن عبده صالح الوحش من أن يعيد الفريق لطريق الانتصارات بعد انتكاسة الستينيات. 
أصبح رئيسا للنادي الأهلي وتسلم جائزة لقب نادي القرن في تكريم تاريخي له لن ينساه أحد. 
صالح محمد سليم، ولد في يوم 11 سبتمبر عام 1930 بحي الدقي والده هو الدكتور محمد سليم ووالدته هي السيدة زين الشرف. 
انضم صالح سليم للأهلي ناشئا حيث كان يذهب يوم الجمعة للنادي وذلك بجانب اللعب في المدرسة السعيدية حين وصل للمرحلة الثانوية وقد التحق صالح للمدرسة وسط استقبال حافل من الجميع وتوقع المشرف على نشاط الكرة بالمدرسة السيد أحمد مصطفى مستقبلا مشرقا للشاب الصاعد، ويبقي شارع عكاشة مسرحا لتألق الطالب الذي يلعب في ناشئي الأهلي حيث كان الناس تتوقف لتشاهد الصغار وهم يداعبون الكرة. 
** "التتش" يصنع "المايسترو"
ويظل عام 1944 عاما فارقا في حياة المايسترو حيث تدرب تحت قيادة الرمز الكبير للأهلي مختار التيتش فبدأ يؤدي بكل جدية ووبكل ما أوتي من قوة وهو الأمر الذي أعجب مدربه جدا فاختاره لأول مرة في الفريق الأول في مباراة المصري التي أقيمت في ديسمبر 1947 وأحرز حينها اللاعب الصاعد هدفا ليفوز الأهلي 2/1.
 أما أول مباراة رسمية له فقد كانت أمام يونان إسكندرية في الدوري المصري 1948 وفاز الأهلي 2/0، وتميز نجمنا بميزة مهمة جدا وهي عدم استعجال اللعب مع الفريق وإنما شغل باله بتجهيز نفسه دائما بدنيا وفنيا وذهنيا حتى إذا ما دفع به المدرب أدى على أكمل وجه، وحين بدأت الفرق الإنجليزية إدخال طريقة اللعب التي تعتمد على الليبرو الساقط خلف المساكين بدأ في تطوير أدائه ليتلائم مع الطريقة الجديدة وقد سهل عليه الأمر بشدة الكابتن التيتش ووجوده كمدرب له في هذه الفترة. 
** مسيرة حافلة من الألقاب والأرقام
وعن مسيرته كلاعب حدث ولا حرج فقد قاد الأهلي للفوز بالدوري المصري تسع مرات متتالية في ظاهرة فريدة من نوعها. كما فاز بكأس مصر ثماني مرات وفاز عام 1961 بكأس الجمهورية العربية المتحدة (أيام الوحدة بين مصر وسوريا).
وصالح سليم لاعب هداف بطبعه فقد أحرز للأهلي في الدوري 78 هدفا بجانب 14 هدفا في مباريات الكأس، ولا زال رقمه القياسي يرعب الجميع ولا يستطيع أحد على الاقتراب منه وهو تسجيله سبعة أهداف في شباك الإسماعيلي في اللقاء الذي فاز به الأهلي 8 / 0 كما أن له ست أهداف في مرمى الزمالك. 
* المايسترو يغزو أوروبا *
** المايسترو في أوروبا
في عام 1963 احترف المايسترو في الدوري النمساوي ضمن صفوف فريق جراتس وحقق معه نتائج طيبة ساعدته على البقاء في الدوري هناك محتلا المركز الخامس بعدما أحرز تسعة أهداف منها ستة أهداف في لقاء واحد مما جعل الجمهور هناك يطلقون عليه الفرعون المصري، ولكن لعدم قدرته على التكيف مع الغربة والمعيشة في أوروبا عاد المايسترو بعد مرور أربعة شهور من سفره كأول محترف مصري يتلقي عرضا من نادي أجنبي للاحتراف في صفوفه.
** حكايات مع الفراعنة
ولم تكن نجاحات المايسترو مع المنتخب بأقل من الأهلي حيث قاد اللاعب مصر للفوز بكأس الأمم الأفريقية الثانية لها على التوالي عام 1959 بعدما هزمت مصر إثيوبيا 4/0 والسودان 2/1. وشارك المايسترو مع المنتخب أيضا في دورة الألعاب الأوليمبية ( روما 1960 ) وكذلك الدورة العربية في مدينة فاس المغربية عام 1961. 
* فكرة لم ينفذها "المايسترو"
وفي أكتوبر عام 1965 فكر المايسترو في الانتقال من الأهلي للترسانة وهو الأمر الذي رحب به جميع لاعبي الترسانة وعلي رأسهم حسن الشاذلي ومصطفى رياض ولكنه لم يستطع ارتداء قميص آخر غير قميص الأهلي فعاد مرة أخرى ولعب في لقاء المحلة عام 1966 وفاز الأهلي 1/0 ولكنه لم يكن في يومه فهاجمته بعض الجماهير فقرر الاعتزال نهائيا وخوض مجال الإدارة قبل أن يهديه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الرياضة عام 1967 ولكن مباراة اعتزاله تأخرت حتى عام 1980 حيث توقفت الكرة في تلك الفترة بعد النكسة وأقيم لقاء اعتزال جماعي لكل من الكابتن ( صالح سليم ورفعت الفناجيلي وعادل هيكل وطه إسماعيل وميمي الشربيني ومحمود الجوهري وطارق سليم ) تخيل عزيزي القارئ هذا العدد الضخم من الأساطير يقومون بالاعتزال في لقاء واحد. 
وانتقل المايسترو للتألق في مجال آخر وهو الإدارة حيث عمل كمدير للكرة عام 1971 ونجح في التعاقد مع هيديكوتي الذي قاد الأهلي لسلسلة من الإنجازات في فترة السبعينيات. ولكن هذا الأمر لم يدم طويلا حيث لم يكمل عمله طويلا بسبب التدخل في عمله حيث حدث خلاف إداري مع أعضاء مجلس الإدارة عقب إصداره قرار يمنع أي منهم من النزول إلى أرض الملعب أثناء التدريبات أو المباريات الودية وهو الأمر الذي لم يعحبهم فقرروا تعيين نائبا له وهو الكابتن حلمي أبو المعاطي فقرر الاستقالة وتوجه لمجلس الإدارة ورشح نفسه لعضوية المجلس عام 1972 ونجح نجاحا ساحقا ولكنه استقال فورا بعدما قرر مجلس الإدارة إذاعة إحدى مباريات الأهلي كان مجلس الإدارة قد قرر عدم إذاعتها من قبل، وبعد الضغوط الأمنية عدل عن قراره فاستقال صالح لأنه لم يستطع أن يري الأهلي يخضع للضغوط.
وعمل في هيئة قناة السويس لفترة قبل أن يفتح مشروعا خاصا للغزل والنسيج مع شقيقه عبد الوهاب عام 1974 ولكنه لم يوفق ليتجه للاستيراد والتصدير وأسس شركة سليمكو ولكن لم ينجح أيضا ليقرر العمل كوكيل لعدد من الشركات الأجنبية في مجال المقاولات.
وبعد مرور عامين كبر طموح المايسترو فقرر الترشح على مقعد الرئيس أمام الفريق مرتجي الذي كان رئيسا للأهلي للعام العاشر في ذلك الوقت وحصل المايسترو على عدد 45% من الأصوات ولم يستطع أن يحقق حلمه والغريب أنه لم يقم بأي حملة انتخابية وحصل على هذا العدد من الأصوات رغم أن المرشح الذي كان أمامه هو الفريق مرتجي.
في عام 1980 أصر المايسترو على الترشح مرة أخرى لمجلس الإدارة مرة أخرى ولكن هذه المرة نجح نجاحا ساحقا بعدما سانده نجوم الكرة ( الخطيب ومصطفى يونس وغيرهم) وكذا نجوم السلة ليفوز الرجل بجدارة ويصبح بذلك أول لاعب في تاريخ النادي الأهلي يجلس على مقعد رئيس مجلس إدارة الفريق الأعرق في أفريقيا والشرق الأوسط ورفع شعار الأهلي فوق الجميع هذا الشعار وبعدما نجح في الانتخابات أقام حفلا لتكريم كل من لم يوفقوا في الانتخابات في واحدة من أجمل مواقف المايسترو. 
وفي عام 1984 دخل المايسترو الانتخابات على مقعد الرئاسة مرة أخرى ولم يعد أي حملة ولكنه اكتفي بحجم ما أنجزه في الفترة السابقة ويفوز الرجل فوزا ساحقا على الفريق مرتجي ليقود الأهلي في فترته الثانية.
وفي فترة الثمانينيات وتحت رئاسة المايسترو حقق الأهلي إنجازات أفريقية كبيرة حيث حصل على كأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري مرتين وحمل كأس الأندية الأفريقية أبطال الكأس ثلاث مرات. 
ولكن يظل أهم قرار إتخذه صالح سليم في هذه الفترة هو قرار استبعاد كل نجوم الكرة الكبار في النادي بقيادة محمود الخطيب وطاهر أبو زيد وعلا ميهوب ومصطفى عبده لتضامنهم مع مدربهم كابتن الجوهري الذي إنقطع عن تدريبات الفريق لخلاف مع الإدارة فتضامن معه اللاعبون فقرر المايسترو إيقاف الجميع قبل مباراة الزمالك في دور الثمانية بكأس مصر رغم أن الزمالك في هذه الفترة كان به عمالقة.
 وبالفعل لعب الفريق المباراة بقيادة شوبير ومعه بعض الناشئين ومنهم حسام حسن المهاجم الصاعد وبدر رجب وعلاء عبد الصادق وفاز الأهلي 3/2 على فاروق جعفر وكوارشي الرهيب وجمال عبد الحميد وطارق يحيي.
وفي عام 1988 إكتفي المايسترو بهذا القدر من الإنجازات ورأي ضرروة ضخ دماء جديدة في مجلس الإدارة فأعلن عدم ترشحه للانتخابات في موقف نبيل يدل على أن هدفه الرئيسي كان الأهلي ولا شيء سواه.
وفي عام 1990 تدهور الفريق الأول بطريقة مخيفة فتمت إقالة مجلس الكابتن الوحش وجاء صالح سليم كرئيس للأهلي يحاول فرض الإنضبط وإعادة الفريق للطريق السليم.
وإستمر هذا المجلس حتى عام 1992 حين أجريت الانتخابات وكالعادة فاز المايسترو بنجاح منقطع النظير وللمرة الثانية أيضا يكون لنجوم الكرة دورا في الانتخابات.
وفي عام 1996 أعيد انتخاب صالح سليم رئيسا للأهلي مرة أخرى بفارق 4000 صوت عن أقرب منافسيه.
قاد صالح سليم الأهلي في حقبة التسعينات والإحتفاظ بالدوري سبع مرات متتالية وكلها أشياء تدل على كم الاستقرار الذي وفره نجمنا الأكبر لفريق الكرة.
وخلال هذه الفترة حدث موقف مثير حين تقدم بمذكرة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يشكو فيها من السيد عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة في ذلك الوقت بسبب تدهور أحوال الكرة المصرية وانحيازه للمصلة الشخصية دون المصلحة العامة، وموقف آخر في البطولة العربية حيث قرر مبارك حضور المباراة وذهب رئيس النادي الأهلي لإستقباله فوجد المقعد المخصص له في آخر الصف فغادر الملعب فورا ليس لأنه صالح سليم ولكن لأنه رئيس الأهلي الذي يجب أن يجلس في المقدمة.
وفي عام 2000 كانت آخر انتخابات للمايسترو ونجح بفارق 5000 صوت عن أقرب المنافسين ليدخل بالفريق الألفية الثانية بطموحات أكبر.
* صالح والسينما*
وللمايسترو تجربة في السينما المصرية حيث قام بتمثيل ثلاثة أفلام هي الشموع السوداء الفيلم الخالد، والباب المفتوح والسبع بنات ولكنه اكتفي بهذا القدر وقرر التفرغ للكرة وشئونها.