حرصا على حياة المواطنين وأطفالهم، تبدي المحافظات التي عانت في فصل الشتاء الماضي من سيولة الأمطار وانسداد البالوعات والخطوط استعدادها لموسم الشتاء القادم حرصا منها على عدم تكرار أزمة العام الماضي، التي تسببت في انهيار المنازل وغرق العديد من الأسر وموت الضحايا صعقا بالكهرباء وتعطيل مهام العمل في معظم أنحاء الجمهورية نظرا لارتفاع منسوب المياه بالشوارع.
الإسكندرية
ومن هذا المنطلق قامت محافظة الاسكندرية بعمليات تطهير وتسليك شنايش المطر ببعض الشوارع والميادين بمعرفة ادارة الصرف الصحي استعدادا لموسم الأمطار، يأتي ذلك استكمالا لجهود الحي لرفع كفاءة شبكة الصرف الصحي ومتابعة حالة الشوارع.
المنيا
كما عملت محافظة المنيا على تجهيز 34 مخر سيل، منها 12 طبيعيًا و22 صناعيًا، ورفعت درجة الاستعداد القصوى، فضلا عن اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة تجاه أوضاع الطقس غير المستقر، المتوقع في موسم الشتاء المقبل، بما يضمه من أحداث عارضة سواء سيول أو أية أزمات طقسية، وتعتبر المنيا أولى المحافظات التي أعدت تقريرا مفصلا حول الدروس المستفادة من السيول التي أصابت المحافظة شهر مارس الماضي، وكذلك احتياجات المحافظة لمواجهة أي سيول قادمة.
الغربية
أما محافظة الغربية قامت بالتنسيق بين شركات المياه والري والكهرباء لعمل وصلات كهربائية خاصة بمحافظة الصرف وإصلاح وصيانة المعدات فضلا عن مراجعة جميع بالوعات الصرف استعدادا لموسم الشتاء، كما عملت على شراء المواتير الخاصة بشفط وطرد المياه استعدادا لحدوث أي كوارث تحدث خلال فصل الشتاء.
جنوب سيناء
وتعمل الدولة على تنفيذ مشروعات حماية بمحافظة جنوب سيناء بمعرفة قطاع المياه الجوفية من مخاطر السيول الجارية، والاستعداد لموسم الشتاء، بقيمة حوالي 626 مليون جنيه تشمل 329 منشأ صناعيا ما بين سدود وبحيرات صناعية وحواجز توجيه وإعاقة وبحيرات جبلية.
ومن ناحيتها تعمل وزارة الموارد المائية والري على تنفيذ خطتها للحماية من أخطار السيول بمحافظات الجمهورية بحسب الخطة القومية، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها تجنب حدوث أي أزمات، بالتنسيق بين كافة الأجهزة المعنية، لمتابعة حالة السيول والاستعداد لها ومحاولة تقليل المخاطر الناجمة عنها.
يأتي ذلك تحديثا لقاعدة البيانات المعلوماتية الخاصة بجميع المديريات والجهات بالمحافظات، من أماكن تواجد سيارات الإسعاف والتمركزات الخاصة بسيارات التموين والمياه والكسح والإطفاء، تنفيذًا للخطة الشاملة للمحافظات نحو التحول الرقمي، ولتكون عونًا في حال الاحتياج للتعامل الفوري مع أي طارئ، ويكمن الهدف الأساسي للدولة هو الحفاظ على المصلحة العامة وسلامة اروح المواطنين والمنشآت.
وفي ذات السياق قالت الدكتورة رشا الخولي، خبيرة الموارد المائية، أنه على الحكومة أن تبدي كافة الاستعدادات لاستقبال موسم الشتاء القادم لأنه من المؤكد سيكون شديدا عن العام الماضي، تعمل الحكومة في هذا الطريق متمثلة في وزارتها التي من شأنها السيول والأمطار خاصة أن كل منطقة تختلف في خططها عن منطقة اخرى نظرا لشدة الرياح وشبكات الصرف والطرق وغيرها من الأولويات التي تعمل عليها الحكومة.
وأكدت أن الأماكن المفتوحة أو قليلة المباني بالارياف من اختصاص وزارة الري لأن الأمطار تسقط في اراضي زراعية وصحراوية كونها مسؤولة عن شبكة المصارف الزراعية، متابعا أنه على الدولة عمل مصدات للمياه الترابية أو الرملية لحجز السيول والاستفادة منها فضلا عن البحيرات الصناعية والهربات التي تستخدم لتسريب مياه الأمطار وتخزينها لاستخدامها في موسم الجفاف.
وطالبت بتفعيل خط ساخن حتى يتمكن الاهالي من الاستغاثة في الأماكن الخطرة حتى لا تكون حياة المواطنين عرضة للخطر نتيجة الإهمال واللامبالاة من عدم تنظيف البالوعات وانسداد الخطوط والعمل على إصلاح الأعطال أولا بأول.
وأردف الدكتور حمدي عرفة، خبير المحليات، أن استعدادات المحافظات والإدارات المحلية لمواجهة السيول تكمن في عدة استراتيجيات من بينها تنظيف النياشين الخاصة بالبالوعات الموجودة بالطرق سواء جانبية او عامة البعض منها مسدود بالاتربة والبعض الاخر بالقمامة والمخلفات بالتعاون مع وزارة الطرق ووزارة الري.
وتابع بالإضافة إلى استعدادات عربات شفط المياه، وعلى وزارة الري تنظيف مخرات السيول في مختلف المحافظات، هناك ما يقرب من 920 مخر سيول بالمحافظات لابد من تنظيفها حتى لا نعرض لأزمة العام الماضي حرصا على المواطنين القاطنين داخل هذه الأماكن سواء حالات وفاة أو بسبب السيول.
وطالب بوجود حملة مكبرة بين الإدارات المحلية ووزارة الري ووزارة الزراعة التي من مهامها عمل مصدات للمناطق الزراعية بحيث لا تهدرها أو تفسدها المياه.
