تصريحات منظمة الصحة العالمية خلال الساعات الأخيرة بشأن عدم وجود أى أوقات لتوفير تحصين ووقاية على نطاق واسع من فيروس "كورونا" قبل حلول منتصف العام المقبل، تفرض تحديات واسعة في الشهور المقبلة ليس أمام الحكومات فقط، بل على مستوى الأفراد، لاتخاذ التدابير التى توفر حائط حماية، أو قل "حوائط نارية" لمواجهة أى مخاطر من الفيروس، خصوصا في ظل الحديث عن تخوفات من موجة ثانية.
المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية "مارجريت هاريس"، شددت في تصريحاتها على أهمية إجراء اختبارات دقيقة للتأكد من فاعلية اللقاحات وسلامة استخدامها، لافتة إلى أن المنظمة لا تتوقع توفير تحصين قبل حلول منتصف 2021، وهو ما يؤكد أنه لا توجد توقعات علمية حول عمليات تطعيم، نظرا لأن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاحات تحتاج وقتا لمعرفة مدى الحماية الحقيقية التى يوفرها اللقاح قبل الموافقة على استخدامها.
هذا الوضع يؤكد أن الأمور ما زالت مبكرة، وتتطلب الجدية رسميا وشعبيا في العمل على استمرار عوامل الحماية، من مخاطر الفيروس، والتى لا تتوقف عند حدود الصحة العامة، بل تتخطاها إلى ضرب الاقتصاد والإنتاج، وهو ما شهده العالم في الشهور الأخيرة.
الأرقام عالميا ما زالت مزعجة فقد وصلت حالات الإصابة بكورونا حتى صباح السبت إلى 26 مليونًا و795 ألفًا و847 إصابة مثبتة، وبلغت حالات الوفاة 878 ألفا و963 شخصًا، منذ ظهوره في الصين في ديسمبر 2019، وما زالت دول تعانى من ارتفاع حالات الإصابة، مثل الولايات المتحدة والبرازيل، والقلق ما زال ينتاب دولا أوروبية وغربية، مثل ألمانيا، وأستراليا، والتشيك، وروسيا.
كل هذا وغيره ومعلومات الصحة العالمية، تدفعنا أن نؤكد على أهمية ما أعلنته الحكومة مرارا بتوخى الحذر في هذه المرحلة، لنتلافى أى تداعيات محتملة الخطر يهدد حياة الناس، في هذه الفترة التى ما زالت حرجة.