الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

وش إجرام| "دخل عش الدبابير".. حكاية مقتل المعلم فرج ببولاق الدكرور

المجنى عليه
المجنى عليه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
" الرزق في بلادنا هنا ضيق ومفيش فلوس".. بهذه الجملة أخبر "فرج ض" الرجل الخمسيني، صديقه المقرب خلال جسلة مزاج جمعت بينمها داخل أحدي القري بمحافظة سوهاج، برغبته في السفر نحو" قاهرة المعز"، طامحا في كسب الكثير من الجنيهات، وفي سبيل ذلك جهز حقائبه قاصدا الذهاب إلى محطة القطار، ليبدأ أول رحلة في مسلسل البحث عن الرزق، إلا أن السيناريو المعد سلفا قد تبدد عقب وصول "الغريب" لمحطه رمسيس، أذ وقف حائرا ولا يدور في رأسه سوى سؤال واحد فقط (أنا هروح فين؟).. حتى خطر على باله أحد أقاربه الذي يقيم في منطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور التابعة لمحافظة الجيزة، ليقرر الذهاب إليه وكأنه طوق النجاة الوحيد الذي تبقي له في الدنيا، وما إن وطأت قدمة المنزل المقصود، جلس يشكوا لقريبه أحواله المادية المتردية، ليخبره الأخير قائلا:" خلاص هجبلك شغل".
لم يمر سوي أيام قليلة والتحق " الغريب "، بعمل داخل المحال التجارية بالمنطقة، وجرت الأمور طبيعية، حيث تمكن من استجئار شقة سكنيه بمحيط عمله، بنطاق قسم بولاق الدكرور، قضي فيها عده اعوام يكد ويعمل في سبيل تحقيق الحلم الذي ترك بلدته وأسرته بسببه، إلا أن حلم الثراء السريع بشكل سريع كان يطارده دائما، فطالما كان يحدث المحيطين به عن عدم رضاه عن عمله الحالي وتطلعه في الحصول في فرصة تغير مجري حياته للأبد.
داخل زقاق صغير متفرع من شارع مكتظ بعشرات العقارات المتهالكة، جلس الرجل " الغريب"، يحتسي كوبا من الشاي بعد يوم عمل شاق، تمني لو أنه يكون آخر أيامه في هذه المهنة، غير أن عينه رابضة على مدخل عقار يقف أمامه شاب يقوم بترويج المواد المخدرة " ديلر"، وهو الأمر الذي يدر أموال طائلة دون تعب أو كد، وعلي الفور اختمرت في ذهنه فكرة شيطانية، " أنا خلاص هتاجر في المخدرات"، ليبدأ دخول عالم تجارة الكيف عبارة بوابة ترويج مخدر الحشيش.
رويدا رويدا بدأ " الغريب"، يصتطاد زبائنه من المقاهي والمواقف العشوائية حتى ذاع صيته بين المتعاطين، وأصبح يناديه أهالي المنطقة ب" المعلم فرج"، ليقرر بعد فترة تغير نشاطه من البيع بالقطاعي للبيع بالجملة، حتى أصبح لسان حاله يقول: " كنت فين ياحشيش من زمان"، إلا أن الأزمة المالية التي تعرض لها خلال الفترة الماضية كتبت الفصل الأخير من حياته، أذ اقترض من شخصين مبلغ مالي، ولم يدفعه لهمها في الميعاد المحدد، بل وصل به الحال للهروب منهما، لعدم وجود مبلغ مالي معه يسد ديونه، وهو الأمر اغضبهم ليقررا السطو على محل سكنه وسرقة مابه من أموال، ليكتشف أمرها دخولهما المنزل، لتنشب بينمها مشادة كلامية تطورت لمشاجرة قاموا خلالها بقتله ثم فروا هاربين، وعقب ضبطهما من قبل رجال الامن ادلوا باعترافات تفصيلية أمام رجال المباحث، حيث أقروا بارتكاب الواقعة، وأن كلا منهما دائن المجني عليه بمبالغ مالية بلغت 90 ألف جنيه؛ وأنهما حاولا مرارا وتكرارا أخذ أموالهما من المجني عليه ولكنه كان "بيماطل ومش عاوز يدفع اللي عليه" على حد قولهما.
وأضاف المتهمان خلال التحقيقات أنهما قررا التخلص من المجني عليه لسرقته وإرجاع اموالهما التي استولي عليها لمعرفتهما أنه يتاجر في الحشيش وظنا منهما انه ميسور الحال؛ ولكنهما بعد التخلص منه لم يجدوا سوي عشرة جنيهات وكميات من المخدرات فهربا خشية افتضاح أمرهما بقتله. 
كان المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة؛ قد تلقي بلاغا من أهالي منطقة صفط اللبن بدائرة القسم مفادها انبعاث رائحة كريهة من أحد الشقق السكنية بدائرة القسم؛ وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة "فرج ض" 55 سنة؛ عاطل؛ اصل إقامته محافظة سوهاج وفي حالة تعفن وبه آثار تهشم بالجمجمة والوجه وعثر بالشقة على مكبس حشيش و42 فرشا لجوهر المخدر؛ وبعمل التحريات وتفريغ الكاميرات أمكن تحديد هوية الجناة وتبين أنهما عاطلين ارتكبا الجريمة بسبب خلافات مالية وأمكن ضبطهما؛ واقتيادهما إلى ديوان القسم.
وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات وأخطر اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير مدير أمن الجيزة