رغم أهمية مستشفى "الزوامل"، باعتباره الوحيد الموجود على طريق بلبيس مسطرد السريع، وما يقدمه من خدمات لأكثر من سبعين قرية في محيطه، فضلا عن المنطقة الصناعية بأنشاص، فإنه يعاني من قصور شديد، خاصة في الخدمات التي يجب تقديمها خلال فترة الليل.
وأوضح عدد من أهالي القرى المستفيدة من خدمات المستشفى، أنه يعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية والتخصصات، مما يضطر المرضى، لا سيما مصابي الحوادث على الطريق السريع، إلى اللجوء لمستشفيات أخرى تقع أقربها على بعد خمسة كيلومترات، وهو ما يهدد حياتهم في هذه الأوقات الدقيقة التي يتعرضون فيها للحوادث خاصة في الفترة الليلية.
وقال شريف أبو ضيف، أحد المواطنين المتضررين من تراجع الخدمات في المستشفى، إن العمل يخلو ليلا من المتخصصين في إجراء الأشعة التليفزيونية، وأشعات العظام، رغم الحاجة الشديدة لهذين التخصصين، نظرا لكثرة الحوادث التي تقع على الطريق المقام المستشفى بالقرب منه.
وأوضح أبو ضيف، أن الكثير من المرضى تتهدد حياتهم لاضطرار المستشفى إلى تحويلهم على مستشفيات أخرى بعيدة، لعدم توافر الاحتياجات الضرورية لمواجهة الحوادث، سواء كانت حوادث طرق، أو حوادث حرائق وغيرها مما يقع داخل المنطقة الصناعية القريبة.
وقال أبو ضيف: "بعض رجال الأعمال أصحاب المصانع بالمنطقة الصناعية المجاورة، أسهموا في توفير بعض الخدمات للمستشفى، لكن إمكاناتهم لا تسمح بتحمل كلفة التطوير اللازم، حتى يصبح هذا المستشفى قادرا على حماية أرواح المواطنين".
وأضاف: "الكثير من الأهالي البسطاء يضطرون إلى تحمل تكاليف مرتفعة للإنفاق على التنقل إلى المستشفيات البعيدة، للحصول على الخدمات الطبية غير المتوفرة بمستشفى الزوامل، وهو ما يمثل عبئا كبيرا على الأهالي".
ويضم مستشفى الزوامل أقسام للعمليات، والحضانات، لكن يفتقر إلى الخدمات الطبية اللازمة، رغم احتوائه على 65 سريرا بأقسامه الداخلية.
وذكرت مصادر أن المستشفى يعاني أيضا من نقص في الكوادر الطبية والتمريضية، ويعمل به عدد ضئيل جدا من فنيي التحاليل والأشعة، يحتاج المستشفى إلى ضعف عددهم حتى تنتظم خدماته.
وطالب الأهالي بسرعة مد المستشفى بما ينقصه من كوادر، ومعدات، حتى يستطيع تقديم خدمة طبية لائقة، في ظل الاهتمام المتصاعد من قبل الدولة بالقطاع الصحي، على خلفية أزمة انتشار وباء كورونا، الذي يحتاج إلى إجراءات احترازية تتطلب تقليل انتقال المرضى في المواصلات العامة لمسافات طويلة.
