الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مشروعات قومية ناجحة.. الحكومة تتابع عمليات "تبطين الترع".. وخبراء: يحافظ على المياه وذات جدوى اقتصادية كبيرة للدولة والمزارع لتحقيق زيادة في الإنتاجية والأمن الغذائي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على هامش اجتماع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مع وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي، أمس الثلاثاء، لمتابعة تنفيذ عدد من المشروعات، ومن بينها مشروع "رفع كفاءة وتبطين الترع" على مستوى محافظات الجمهورية، التي توليها القيادة السياسية اهتمامًا بالغًا بهدف الحفاظ على المياه والاستخدام الأمثل لها وترشيد استهلاكها.



قال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن مشروع رفع كفاءة وتبطين الترع يستهدف إعادة تأهيل ورفع كفاءة وتبطين الترع بإجمالي أطوال 7000 كم على مستوى المحافظات، مشيرًا إلى أن إجمالي ما تم طرحه وصل إلى 3253 كم، تم الانتهاء من تأهيل 183 كم، وجارٍ التنفيذ في 870 كم، فضلًا عن بدء إجراءات البت والترسية لمسافة 2200 كم، منوهًابأنه تم إعداد خطة متكاملة لاستكمال أعمال تأهيل الترع على مرحلتين بتكلفة 18 مليار جنيه.
تفاصيل المشروع.
أوضح الدكتور محمد عبد العاطي، أن المشروع يتم تنفيذه من خلال مرحلتين، الأولى تشمل أراضي الاستصلاح الجديدة ومساحتها نحو 400 ألف فدان، وتنفذ خلال عامين، والثانية تشمل مناطق المحاصيل البستانية بالأراضي القديمة بالوادي والدلتا، بمساحة نحو 1.6 مليون فدان، وتنفذ خلال 4 أعوام، مضيفًا أنه فوائد التأهيل بالتبطين لتلك الترع هو ضمان وصول المياه لنهايات الترع في أسرع وقت، وضمان عدالة توزيع المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية، وتقليل تكاليف الصيانة.
وأضاف، أن وزارة الرى ستقوم بحصر المناطق التي تخالف نوع الرى المقرر في الأراضي الجديدة، والتشديد على تطبيق وتحصيل غرامات تبديد المياه، مع تأهيل شبكات الترع والفروع المؤدية للمناطق المستهدفة، وتوفير مصادر الري المستمرة وتحديد أماكن الآبار وتصرفاتها الآمنة.
كما يهدف المشروع لمنع تسرب ومساعدة الفلاحين لوصول المياه في الوقت المناسب، وضمان وصول المياه للنهايات، لكون الترع معرضة لنمو الحشائش وورد النيل، بما يمنع وصول المياه للنهايات، الأمر الذي يوفر 5% من حصة مصر من مياه النيل، بجانب مساهمته في تقليل التلوث نتيجة انسياب الماء دون معوقات، كما كان يحدث من تراكم الطمى والحشائش أمام المياه، كما سيسهم المشروع في تاهيل الجسور وترتيبها بما يسمح بجعلها طرق سهلة للسير عليها من الأفراد والمركبات فضلًا عن تحسين المظهر الحضارى للأماكن المجاورة للترع، ويسهم في تحسين البيئة المحيطة بالترع، كما يسمح تبطين الترع بإنشاء مشروعات للمزارع السمكية في هذه الترع وفق نظم جيدة تقلل الهدر وتساعد في استخدام مخلفات الأسماك في تسميد الأراضي الزراعية.

وأوضح المهندس عبد اللطيف خالد، رئيس مصلحة الري، أن محور تأهيل وتبطين الترع داخل الخطة أهم الأهداف المطبقة خلال الفترة المقبلة، فإن التبطين يعمل على توفير المياه لنهاية الترع، من أجل تلبية احتياجات المزارعين في أسرع وقت، وتقليل التكلفة الخاصة بالتطهير وإزالة الحشائش التي تخرج، وتحسين نوعية المياه، مؤكدًا أن الانتهاء من مشروع التبطين سيعود بشكل جيد جدًا على الاقتصاد.



وبدوره، يقول الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إن مشروع رفع كفاءة وتبطين الترع يعد جزءا من خطة أوسع تتضمن عدة نقاط، وذلك من أجل الحفاظ على المياه من خلال تحديث وسائل الري واستخدام الوسائل الحديثة المتطورة، كأحد المحاور، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل هي الري بالرش والتنقيط والري المحوري، ولكنه يركز على الري السطحي وهو الري بالغمر، فهو الأسلوب السائد في مصر، إلا أنه يؤدي إلى فقد نسبة يعتد بها من المياه، وبالتالي كان لا بد من تطوير هذا النظام.
ويتابع كمال، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن تطوير النظام يتم من خلال تبطين الترع والمساقي والمراوي، ومن خلال أساليب أخرى مثل تسوية الأراضي بالليزر، فضلًا عن أساليب أخرى تدخل في السياسات الزراعية مثل تحديد مساحة المحاصيل الشارهة للمياه مثل الأرز وقصب السكر والموز، لافتًا إلى أن هذه الأساليب جميعًا تعتبر ضرورة واجبة للحفاظ على كل قطرة من المياه، ولهذه المشروعات جدوى اقتصادية كبيرة سواء على مستوى الدولة أو المزارع، لأنها تؤدي إلى تخفيض استهلاك الأسمدة والمواد الكيميائية، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيض العمالة، فضلًا عن الوفر المحقق في مياه الري ويستلزم الأمر نشر تلك المشروعات لتشمل كل الوادي والدلتا.

كما يرى الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، أن هذا المشروع مهم جدًا في إطار ترشيد استخدام مياه الري في الزراعة، خاصةً في ظل وجود مشكلات في المياه، حيث إن الدولة ستوفر من المشروع نحو من 15 إلى 20% من المياه المستخدمة في الزراعة، موضحًا أن تبطين الترع والذي يسمى الري المطور قامت الدولة بعمل مساحات كثيرة من الأراضي أكثر من نصف مليون فدان، فهناك 5 ملايين فدان يتم زراعتهم بالري بالغمر، والري الحديث بالتنقيط والرش، هو أفضل من الري بالغمر، ويمكن تحويل الأراضي القديمة للري الحديث.
ويضيف صيام، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه لا بد من تعميم الري المطور على كامل الأراضي القديمة، مؤكدًا أن المزارع سيستفيد من "تبطين الترع" حيث سيرفع إنتاجية المحاصيل بنسبة 15%، لأنه يتم استخدام الري الحديث المطور، ويتم عمل تسوية للأراضي بالليزر بجانب التبطين للترع، حيث إن الري يكون منتظم مما يزيد من الإنتاجية، بدلًا من وجود مشكلات في الري، مشددًا على ضرورة تعميم هذا المشروع على كافة الأراضي القديمة وتوفير التمويلات والاستثمارات اللازمة لتنفيذه، كما أنه هناك مخطط لتحلية مياه البحر، الأمر الذي يمكن الاستفادة منه مما سيحل مشكلة المياه واستفادة الزراعة والإنتاج الغذائي أيضًا.