«وفاة شاب أو فتاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية».. جملة أصبحنا نقرأها كثيرا في الأخبار، وبمجرد أن تقع أعيننا عليها نتساءل عن الأسباب، ونتلهف لمعرفة التفاصيل، وفور قراءة تلك الأخبار، نجد أن «المتوفي»، خلق لنفسه عالما آخر لا ينتمى للواقع، عالم يبدأ «ببخة ونفس ورشفة»، ليتحول بعد ذلك إلى شكة سرنجة قد تؤدى لوفاته في الحال، نتيجة جرعة مخدرات زائدة، تناولها بمفرده، أو من خلال أصدقاء السوء، بعدما اعتقد أنها الطريق الأسهل للتخلص من الهموم والمتاعب، التى تعرض لها، هنا تفاصيل الحكاية المأساوية، في صورة لقطات حزينة:
مصور وسرنجة!
منطقة أكتوبر، وخاصة مدينة الإنتاج الإعلامى، كانت واحدة من المواقع التى تم العثور بداخلها على جثة شاب، يعمل مصورا بإحدى القنوات، في العقد الثالث من العمر، ملقى داخل حمام القناة، ولا توجد به إصابات ظاهرية.
وبإبلاغ قسم شرطة أكتوبر، انتقلت قوة أمنية لمكان الحادث، وبعمل التحريات، تبين أنه توفى نتيجة تناوله جرعة هيروين زائدة، أدت لإصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.
جرعة هيروين!
أمرت نيابة السلام، بحبس ٣ عاطلين، بعد اتهامهم بالتخلص من جثة صديقهم، وإلقائه في أحد المصارف، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، نتيجة تعاطيه جرعة هيروين زائدة.
فتاة التجمع!
لقيت فتاة في العقد الثالث من العمر مصرعها، بعد تناول جرعة زائدة من مخدر الهيروين، وتقدم الأهالى ببلاغ بالعثور على جثة فتاة ملقاة بشارع التسعين، بمنطقة التجمع الخامس.
وانتقل عدد من ضباط مديرية أمن القاهرة، لمكان الحادث، وبإجراء معاينة لجسد الفتاة، تبين وجود آثار حقن حديثة على ذراعها، وشحوب ولون أزرق بمكان الحقن، وبإجراء التحريات تبين أن الوفاة جاءت إثر تناولها جرعة «هيروين» زائدة.
داخل حمام مسجد!
وفى الدقهلية؛ تمكنت الأجهزة الأمنية، من كشف لغز العثور على جثة شاب داخل دورة مياه مسجد سيدى ياسين، بالمنصورة، وبجواره حقنة فارغة، وبالفحص تبين أن الجثة لشاب يُدعى (كريم. م)، ٣٥ عاما، وشهرته «عسلية»، وعثر بجواره على سرنجة، وبواقى بودرة هيروين، وعلى يديه آثار وخز نتيجة تعاطى المخدرات.
وتحرر المحضر اللازم وتم نقل الجثة للمشرحة، وبالعرض على النيابة؛ أمرت بانتداب الطبيب الشرعي؛ لبيان أسباب الوفاة، وأكد التقرير المبدئى أن سبب الوفاة تعاطى جرعة زائدة من المخدرات؛ ما تسبب في توقف عضلة القلب.
طرق الانتشار
ويقول الدكتور جمال فرويز، استشارى الصحة النفسية، «إن ضعف الرقابة على الأبناء، واحد من أهم الأسباب، التى تدفع الشباب لسلوك طريق المخدرات»؛ مشيرًا إلى أن «انشغال الآباء بأعمالهم أو سفرهم للخارج، وإهمال تربية أبنائهم، يدفعهم إلى التعرف على أصدقاء السوء».
وأضاف استشارى الصحة النفسية: «محاولة البعض الحصول على اللذة والسرور، من خلال تجربته للمخدرات، دون النظر إلى العواقب التى قد تترتب على ذلك».
التفكك الأسرى
وأوضح الخبير النفسى، أن التفكك الأسرى، وتشاجر الأبوين بشكل مستمر، والحالات النفسية التى تصيب بعض الأبناء، خاصة في حالة تهرب آبائهم من مسئوليتهم، الأمر الذى يدفعهم إلى البحث عن طرق للهروب من تلك المشكلات، بجانب التهميش، وشعور الإنسان أنه لا دور له وسط أسرته ومجتمعه.
من جانبها؛ تطالب الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، بجامعة عين شمس، بتوعية الشباب بأضرار ومخاطر تناول المخدرات، وتقديم نصائح للشباب، بطريقة سهلة وبسيطة، حتى يتقبلوها، من خلال الوسائل الإعلامية، والمؤسسات المسئولة عن التنشئة الاجتماعية، كدور العبادة والمدارس والجامعات.
وتقول أستاذة علم الاجتماع، بجامعة عين شمس: هذا بالإضافة إلى تفعيل دور الأسرة، في إنشاء جيل على علم ودراية بخطر تعاطى المواد المخدرة، والنهاية التى تنتظرهم في حالة سلوك ذلك الطريق، وزيادة الوعى الثقافي.
