الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

وداعا سيدتي الجميلة.. الفنانة الكبيرة فتحت قلبها لـ"البوابة" قبل وفاتها: مكنتش عايزة حد يشوفني بالحالة دي.. أوصي المصريين "بلاش ياخدو الكورونا هزار"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"انت اللي قتلت بابايا".. "آه يا بابايا".. "العتبة قزاز".. كلمات وجمل سمعناها، وحفظناها عن ظهر قلب، وظلت محفورة في وجداننا لزمن طويل، رسمت خلاله البسمة على وجوه الجميع.. إنها النجمة الكبيرة والفنانة القديرة شويكار، التي رحلت عن عالمنا، أمس الأول، بعدما أثرت فينا، بخفة دمها، وحلاوة روحها.
شويكار.. على الرغم من صحتها، التى تدهورت في السنوات الأخيرة، عندما كنت أحدثها هاتفيًا، لم أكن أسمع منها غير كلمة "الحمد لله"، وكان صوتها مليئًا بالقوة، رغم آلامها وأوجاعها، التي كانت تشعر بها.
ورغم رحيلها؛ ستظل الفنانة الراحلة شويكار، علامةً فارقة، في تاريخ السينما والمسرح والتليفزيون، وستظل في قلوبنا دومًا.. قبل وفاتها التقينا بها، في حوار خاص، فتحت فيه قلبها لـ"البوابة"، وبعد رحيلها اتصلنا بنجل حبيب عمرها، وزوجها الراحل فؤاد المهندس، فكان هذا اللقاء:

مرضها وآلامها
رغم ما كانت تمر به الفنانة الكبيرة شويكار، من آلام وأوجاع، في كل يوم يمر عليها، بسبب الوعكة الصحية، التي تعرضت لها منذ سنوات طويلة، إلا أنها كانت مهمومة كثيرًا بحال المصريين، طوال الوقت، وخاصةً خلال الأزمة الأخيرة، التي اجتاحت العالم كله، وهي أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد.
كانت شويكار مستاءة للغاية من كثيرين.. هذا ما أكدته لنا في آخر حوار معنا، قائلةً: "مستاءة من بعض الأشخاص، الذين لم يلتزموا بتعليمات الدولة، بشكل كامل، خلال أزمة فيروس كورونا"؛ مضيفةً: "أنا متابعة جيدة لأزمة كورونا، الذي انتشر في جميع أنحاء البلاد".. حيث كانت لا تخرج من منزلها قط.. حتى جلسات العلاج الطبيعي، كانت تقوم بها في البيت، ولا تخرج تحت أي ظروف.
وتابعت شويكار: "شاهدت خلال الفترة الماضية، بعض الناس الذين لا يعون خطورة الفيروس، الذي انتشر، ويسببون الأذى لأنفسهم وللآخرين؛ وأريد أن أوجه رسالة للناس المستهترة، ولجميع المصريين، أقول لهم فيها: كفاية بقى، بلاش تتعاملوا مع فيروس كورونا بالهزار، هتموتوا نفسكم وأهلكم، وأتمنى من الله عز وجل، أن يزيل تلك الغمة على خير، ونعبرها بسلام".
وبسؤالنا لها عن حالتها الصحية (قبل رحيلها)؛ أجابت رغم ما كانت تعانى منه من آلام: "لقد تعرضت لوعكة صحية، دخلت على إثرها المستشفى، وأجريت لى عملية جراحية بسيطة، والأطباء نصحونى عقب ذلك بالخضوع للعلاج الطبيعى، الذى أدى إلى نتائج عكسية، وتحريك المسامير من أماكنها، وتسبب في انتكاسة للعملية، وإصابتى بآلام مضاعفة، ثم ذهبت إلى الطبيب، الذى أجرى لى العملية، لإعادة الكشف، والبحث عن علاج للانتكاسة المرضية، التى تسبب فيها العلاج الطبيعى، وكان رد الطبيب: لا يمكننى فعل شىء، ورغم ذلك لم أستسلم، بل تغلبت على آلامى، بالإصرار والعزيمة، واستأنفت رحلة علاج جديدة، وكثيرون يتصلون بي للاطمئنان عليّ، لكن يصعب أن أتذكرهم جميعًا".

كبرياء وعزة نفس
كانت الفنانة شويكار، تتمتع بكبرياء، وعزة نفس؛ فأثناء رحلة علاجها، رفضت أن تتحمل أي جهة نفقات علاجها، منذ مرضها، وإلى أن وافتها المنية.
وبسؤالنا لها عن ذلك؛ قالت: بالفعل عرضت عليّ النقابة تحمل تكلفة علاجى، لكننى علمت أن العرض أصلًا قُدِّمَ للنقابة من رجل أعمال، عرض تحمل نفقات العلاج، فقلت لو أراد الخير بعمله، فعليه أن يقدمه لمرضى آخرين، وهم كثيرون، لا يستطيعون تحمل تكلفة العلاج، لأننى بحمد الله قادرة على الإنفاق على علاجي، من مالي الخاص".
سر اختفائها عن الأنظار
وعن إصرارها على عدم الظهور إعلاميًا، وعلى ألا يراها أحد؛ قالت شويكار، بنبرتها المعهودة، التى لا تخلو من العذوبة: "لا أريد أن يرانى أحد من جمهورى، الذى أعتز به كثيرًا، وأعتبره رصيدى الحقيقى، في تلك الحالة الصعبة، التى أعيشها، في هذه المرحلة، ولا حتى أصدقائى الفنانين والفنانات، فأنا أعتز بهم جميعًا، وابنتى لا تتركنى أبدًا، وتقوم على رعايتى، على أكمل وجه، وأنا سعيدة بسيل الاتصالات التى أتلقاها، من داخل الوسط الفنى، ومن خارجه، للسؤال عني".

الحب والزواج في حياة سيدتي الجميلة
سألتها عن الحب في حياتها، خاصةً أنها تزوجت في سن مبكرة؛ فقالت شويكار: بالفعل، تزوجت وأنا في السادسة عشرة من عمري، وكنت فتاة جميلة للغاية، ومن عائلة كبيرة، وأسفر الزواج عن ابنتى منة الله، ولكن زوجى رحل سريعًا، ورغم زواجى المبكر؛ فأنا لا أحبذ الزواج المبكر للفتاة، لما به من سلبيات كثيرة، فأنا لم أقع في الحب، وفؤاد المهندس كان حبى الحقيقى".
شويكار وفؤاد المهندس
وقد شكلت شويكار، وفؤاد المهندس، ثنائيًا رائعًا، يصعب تكراره، في تاريخ الفن المصري، لكن لم يكتمل الثنائي في عش الزوجية، وحدث الانفصال، وهذا ما دفعنا لسؤالها، عن أسباب انفصالهما؛ فقالت: فؤاد المهندس، كان حب عمرى الوحيد، الذى شعرت معه بحب جارف، لم أشعر به من قبل، كما عشت معه فترة مراهقتى".
وأضاف شويكار: "قصة زواجي به طريفة؛ فحينما كنا نعرض مسرحية أنا وهو وهي، فوجئت به يسألنى على خشبة المسرح تتجوزينى؟!، وقتها شعرت كأننى أطير من الفرحة، وملأ قلبى شعورٌ بالسعادة، يصعب وصفه، ورحبت طبعًا، وتزوجنا، وقتها كان عمرى ٢١ عامًا، وزواجى منه كان نقطة تحول في حياتى، أما الانفصال فجاء لأسباب خاصة، لا أحب الخوض فيها".

الفنانة التي تنافسها
وبسؤالنا لها عن الفنانة التي ترى شويكار فيها نفسها؛ قالت: "لم تكن هناك نجمة من جيلى تنافسنى، أو تشبهنى، لأن كل فنانة كان لها طابع خاص يميزها، لدى جمهورها، ولا توجد خليفة لى، لأن الله منحنى موهبة فريدة، وهناك فنانات من جيلى يصعب تكرارهن، مثل نادية لطفى، وسعاد حسنى، وليست هناك فنانة تعتبر امتدادًا لأخرى، فكل واحدة لها مذاقها الخاص، ولونها المميز، ويمكن أن تكون هناك فنانة أفضل من شويكار، لكنها لن تكون مثلى أو تشبهنى".
أحلام تتمنى تحقيقها
وبسؤالنا لها عن أحلامها، التي تتمنى تحقيقها؛ قالت: "الأحلام لا تنتهى، إلا بموت الإنسان، فما بالك لو كان فنانًا، وحلمى الذى أتمنى تحقيقه قبل رحيلى عن الحياة، هو صنع عمل فنى كبير، عن حرب أكتوبر، على أن تدعم الدولة إنتاجه، وتقف وراءه بكل أجهزتها، حتى يخرج إلى النور، يجسد للأجيال الجديدة، أعظم فترات التاريخ المصرى".
وتابعت شويكار: "تلك الأجيال لا تعرف الكثير عن فترات وحروب، هى الأعظم في تاريخ مصر، وإذا ما حدث ذلك، وتقرر إنتاج مثل هذا العمل، وكنت أنا على قيد الحياة وقتها، فأتمنى من قلبى تمثيل مشهد واحد فيه، وهو السجود على الأرض، وتقبيل تراب مصر".
شويكار وكتابة مذكرات حياتها
وبسؤالنا لها عن سبب عدم كتابة قصة حياتها في مذكرات؛ قالت: "لقد فرضت على حياتى الخاصة سياجًا من السرية، ولا أحب أن يتسلل أحدٌ إليها، وأعتقد أن الحياة الشخصية للفنان ملكه، أما تاريخه وحياته الفنية فهى ملك جمهوره ومحبيه، وستظل تُعرض، وتشاهدها الأجيال الجديدة، وتكتسب منها، لذلك أرفض كتابة مذكراتي، أو أن يتناولها أحد".