الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقفنا.. قضية الفرص الضائعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يستطيع أي قارئ للتاريخ، أو مراقب منصف لقضية الشعب الفلسطيني التي بدأت منذ عام 1948 إنكار أن هذة القضية قد ظُلمت بيد أصحابها وتعنُّتِ أعدائها، واستغلال البعض لها في لعبة الصراع الإقليمي والدولي، خاصة ممن يدّعُون تأييدها، حتى أُطلق عليها بحق "قضية الفرص الضائعة".
72 عاما أو يزيد، والقضية تراوح مكانها، وحقوق شعب تضيع عامًا بعد عام، وما كان متاحًا ومعروضًا منذ سنوات تقلص حتى لم يعد مطروحًا الآن!  تغيرت الظروف الدولية وتراجع الاهتمام بقضية الشعب الفلسطيني، ولم يتغير خطاب البعض من الرافضين؛ مما أسهم في ضياع المزيد مما تبقى من الأرض،  وزاد الحصار على الفلسطينيين، رغم الجهود المخلصة التي بذلتها بعض العواصم العربية، وفي القلب منها القاهرة، لدعم الشعب الفلسطيني وإعادة قضيته لساحة الاهتمام الدولي. 
أصحاب شعارات تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ساهموا في ضياع فرص السلام العادل واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني الضائعة والمهدورة، ولم يقدموا في المقابل أية رؤية بديلة لدعاة السلام والحل السياسي، كما لم يقدموا أي دعم يُذكر للشعب الفلسطيني سواء في أزمته الاقتصادية، أو أثناء تعرض مناطق السلطة الوطنية وغزة لوباء كورونا القاتل، وهم الآن يكررون نفس الخطأ برفضهم مبادرة دولة الإمارات الدبلوماسية التي حركت مياه القضية الراكدة وأنقذتها من نفق النسيان الدولي، وأوقفت ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات.
وبعلاقاتها الدولية والإقليمة استطاعت دولة الإمارات بتنسيق كامل مع عواصم عربية مؤثرة، في مقدمتها القاهرة، الخروج بمبادرة تنطلق من مشروع السلام العربي الذي خرج من مؤتمرات القمة العربية المتتالية، وانتهى بما عُرف بالمبادرة العربية للسلام، ويبدو أن خروج مبادرة السلام الجديدة التي وُصفت بأنها جريئة وشجاعة وتمثل اختراقا دبلوماسيا هادئا، قد أحرج من يدّعُون في "نضالهم الإعلامي" أنهم مع الحقوق الفلسطينية نهارا وهم يمارسون ليلاً وفي الخفاء اتصالاتهم السرية مع إسرائيل التي تضر بالمواقف العربية.
لقد كشف حجم التأييد والترحيب العربي والدولي، الذي بدأ من القاهرة عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد دقائق من صدور المبادرة، دعمه وتأييده لها باعتبارها تساهم في تحقيق الازدهار والاستقرار للمنطقة، لقد أثبت هذا الدعم العالمي الكبير للمبادرة والترحيب الدولي من كافة زعماء العالم أهمية التحرك السياسي والدبلوماسي لدولة الإمارات العربية، في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة.
وينبغي التأكيد في النهاية أن هذة المبادرة جاءت في إطار التمسك بالثوابت العربية لإحلال سلام عادل وشامل يحقق أماني الشعب الفلسطيني في الحياة،  وإنهاء معاناته، وإقامة دولته المستقلة في إطار حل الدولتين، وحق جميع شعوب ودول المنطقة في العيش في أمن وسلام وفقًا للمقررات والمواثيق الدولية.