الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قصور مصر المنسية في انتظار الإنقاذ بعد نجاح تجربة «البارون» «السكاكينى» و«شامبيلون» على رأس القائمة.. وخبير ترميم: لا يوجد حصر بعدد القصور الأثرية.. و«كورونا» سبب توقف التجديدات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبر تاريخ مصر الحديث، شيدت القلاع والقصور، لتشكل المعمار التاريخى والحضارى لبلد يضم بين جنابته العديد من الثقافات المتلاحقة عليه، بدءا من قلعة صلاح الدين مرورا بقصور اسرة محمد على والعديد من الشخصيات التى عاشت في مصر وشيدت قصور تحمل أسماء أصحابها.



في التاسع والعشرين من يونيو الماضى، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، قصر البارون امبان عقب ترميمه بتكلفة تقرب من ١٠٠ مليون جنيه، وفتحه للزوار. وعلى غرار البارون هناك عشرات القصور والمبانى الاثرية التى تحتاج لاهتمام الدولة.

وعن قصور مصر المنسية يقول الدكتور غريب سنبل، خبير مشاريع الترميم الكبرى بوزارة الآثار، أن الوزارة بدأت في ترميم قصر حبيب بيه السكاكينى، وهناك لجنة من وزارة الآثار عاينت قصر اليكسن بأسيوط، وان البداية كانت قصر محمد على بشبرا، وستكون هناك بداية كبيرة لترميم القصور من قبل وزارة الآثار بقيادة خالد عنانى الوزير الحالى.

وأضاف "سنبل" لـ"البوابة": "كما انتهينا من ترميم خمس مبان اثرية من مجموعة الأمير يوسف كمال بنجع حمادى، وقبل ازمة فيروس كورونا كانت السياحة تتدفق على القصور وكانت مصدر دخل جيدا لوزراة الآثار قبل ان تغلق ابوابها بعد الأزمة.

وأكد ان الوزارة اخذت على عاتقها احياء القصور التاريخية، وايضا قصر محمد بك الشناوى والذى بدا العمل به منذ العام الماضى وسيبدأ العمل به مرة أخرى نظرا لتوقفه أثناء ازمة كورونا، وسيكون العمل به بالتوازى مع العمل في قصر حبيب بيه السكاكينى وقصر الكسان بأسيوط. 

وعن عدد القصور الموجودة في مصر قال "سنبل": ليس هناك حصر بهم، لأن هناك قصورا مسجلة وقصور غير مسجلة، وعلي سبيل المثال هناك قصر الأمير يوسف كمال الذى كان يسمى بصائد الكنوز في نجع حمادى مسجل، وله قصر في بلد مجاورة لمدينة الأقصر غير مسجل وقصر في حلوان غير مسجل، ولكن كل القصور الأثرية والتاريخية أو ذات القيمة لا يمكن حصرها.

وعن تسجيل القصور قال هناك الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، ويمنع هدمها ويتم نزع الملكية ووضعه على قوائم الآثار، وهناك قصور قيمتها عالية جدا على ميزانية وزارة الاثار، وكل فترة تقوم الوزارة بشراء احد هذه القصور لضم ملكيته للوزارة الآثار للحفاظ على التراث، ويتم تسجيلها في هيئة التنسيق الحضاري، حتى لايتم هدمها.


وعن قصر شامبيلون قال "سنبل" إن مشاريع الترميم تتكلف مبالغ طائلة، فيتم وضع الأهداف طبقا للأولويات، والحفاظ على العلامات المميزة وهى المبانى التي تتحدث عن الفترة التاريخية وذات القيمة، وتراجع السياحة الداخلية مع ازمة كورونا جعلت الترميم يتوقف قليلا.
 حينما أصدر محافظ القاهرة قرارًا بضمّه إلى وزارة الثقافة من أجل ترميمه ووضع القصر منذ ذلك الحين على قائمة المبانى الأثرية في مصر وتحويله متحفًا لتاريخ القاهرة ومازال في انتظار الترميم.



وعن قصر شامبيلون قال "سنبل" إن مشاريع الترميم تتكلف مبالغ طائلة، فيتم وضع الأهداف طبقا للأولويات، والحفاظ على العلامات المميزة وهى المبانى التي تتحدث عن الفترة التاريخية وذات القيمة، وتراجع السياحة الداخلية مع أزمة كورونا جعلت الترميم يتوقف قليلا.
 حينما أصدر محافظ القاهرة قرارًا بضمّه إلى وزارة الثقافة من أجل ترميمه ووضع القصر منذ ذلك الحين على قائمة المبانى الأثرية في مصر وتحويله متحفًا لتاريخ القاهرة ومازال في انتظار الترميم.



قصر حبيب بيه السكاكينى

قصر السكاكينى من أقدم قصور مصر وقد تم بناؤه سنة ١٨٩٧م على يد حبيب باشا السكاكينى، يقع القصر في ميدان السكاكينى في وسط مدينة القاهرة وتحديدا في منطقة الضاهر.

وتبلغ مساحة القصر نحو ٢٦٩٨ مترا، وتم بناؤه على الطراز الإيطالى، حيث يعتبر نموذجا لفن «الروكوكو»، وهو فن ينتمى إلى الزخرفة في العمارة والديكور الداخلى والخارجى وكذلك الأثاث والتصوير والنحت، وبنته شركة إيطالية ليكون نسخة من قصر إيطالى قد رآه حبيب باشا السكاكينى وأراد تقليده أو عمل نسخة منه في القاهرة.

ويتكون القصر من ٥ طوابق، الطابق الأول يتكون من ٤ غرف، والثانى مكون من ٣ قاعات و٤ صالات وغرفتين، أما الصالة الرئيسية فتبلغ مساحتها نحو ٦٠٠ متر، وتحتوى على ٦ أبواب تؤدى إلى قاعات القصر، ومجموع غرف القصر تبلغ ٥٠ غرفة، ويحتوى على أكثر من ٤٠٠ نافذة وباب، و٣٠٠ تمثال منها تمثالا نصفيا لحبيب باشا السكاكينى.

ويحوى القصر على تماثيل لأسدين بواجهة القصر وفتيات وأطفال عاريات، لكنها اختفت ألوانها وبدا عليها الإهمال، بالإضافة إلى نافورة جفت المياه منها.



قصر الأمير طوسون

واحدا من قصور أسرة محمد على باشا، صاحبه الأمير طوسون بن سعيد بن محمد على الكبير، شيد على مساحة ٣٢٠٠ متر مربع عام ١٨٦٩م، ويقع في منطقة روض الفرج بحي شبرا.

ولع الأمير بالفنون والأداب والتاريخ والجغرافيا، لذلك اتخذه مركزا ثقافيا واشتهر بتفوقه في مجالات عدة، وذاع سيطه من خلال أعماله الخيرية واكتشافاته وكتاباته في الجغرافيا والتاريخ والآثار وغيرها، وله العديد من الكتب والخرائط بالعربية والفرنسية، فكان أول من اقترح إرسال وفد من مصر إلى مؤتمر فرساي "المدينة الفرنسية" للمطالبة بالاستقلال.

ويتكون من طابقين والبدروم‏،‏ الطابق الأول والثاني متطابقان في التخطيط والتصميم، كل منهما يتكون من بهو رئيسى يفتح على أربعة أجنحة يضم قاعات وحجرات ودهاليز وممرات‏.‏

مع الوقت وانهيار النظام الملكى، طالت الإهمال يد القصر مثله مثل العديد من القصور، ولم يعد باقيا من مجده سوى بعض الصور الزيتية الكبيرة والتماثيل الفضية التي نقلت منه عند تحويله إلى مدرسة‏،‏ حيث استأجره تكلا بك ناظر المدرسة من الأمير طوسون ليكون مقرا لمدرسة شبرا الثانوية وتم إخلاؤها وهو شبح قصر.

وفى منتصف السبعينيات، نشب حريق هائل داخل القصر دمر أجزاء كبيرة منه، وخضع القصر لعمليات الترميم ولكنها لم تكتمل وأصبح باهتا يحتاج إلى يد تدب فيها روح الحياة مرة اخري ليكون شاهدا على العصر.



قصر الكسان

لعل أبرز معلم أثرى وتاريخى في أسيوط هو قصر الكسان باشا، والذي أنشأه صاحبه ألكسان أبسخيرون، الذى ولد في مركز أبنوب سنة ١٨٦٥م، والتحق بكلية أسيوط الأمريكية وتخرج في ١٨٨٢م، وانضم لعضوية الكنيسة الإنجيلية سنة ١٨٨٠م، ونصب شيخا لكنيسة شارع إبراهيم باشا بالقاهرة "كنيسة قصر الدوبارة فيما بعد" سنة١٩٤٠م.

كما ان صاحب القصر اختير عضوا في مجلس الشيوخ منذ سنة ١٩٣٦م وتوفى في ٢٨ مايو سنة ١٩٤٩م، وهو من الأسر القبطية العريقة، ويرجع تاريخ إنشاء القصر إلى عام ١٩١٠م، وقد ورد هذا التاريخ في سرة موجودة في أعلى الواجهة الجنوبية "الرئيسية" للقصر. ويقول هانى التابعى باحث أثرى، أن هناك العديد من المواقع الأثرية المهملة، وعلى وزارة الآثار ترميم المواقع مثلما حدث مع قصر البارون وفتحه للزوار بعدما كان مهملا، ويجب الحفاظ على الآثار مراعاة للأصالة والسلامة التى تتمتع بها هذه المواقع، طبقا لتوجيهات اليونيسكو في المواقع المسجلة تراثا عالميا وخاصة القاهرة القديمة. وطالب بوضع خطة طموحة لحسن استغلال المواقع اﻷثرية والقصور التاريخية اﻷخرى لتنشيط عملية السياحة والدخل القومى، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالمتحف المصرى القديم، وتزويده بالشاشات وأن تنفيذ المقترحات لن يزيد من موارد الوزارة فقط بل ستحول الموقع لمزار سياحى عالمى.