السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقفنا.. تاجر الأستانة في بيروت!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقب حادث مرفأ بيروت الدامي تضامنت كل شعوب العالم وحكوماته مع لبنان وشعبه، وبلغة دبلوماسية راقية عبر الجميع عن هذا التضامن مقدرين الظرف المأساوي الذي يمر به اللبنانيون الذين فوجئوا بتصريحات وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو الذي تعمد التأكيد بأن ما سيعلنه جاء بتكليف من رئيسه أردوغان حيث قال "تلقينا تعليمات بمنح الجنسية التركية لكل تركي أو تركماني لا يحمل الجنسية التركية، ونحن نقف مع أقاربنا الأتراك والتركمان في لبنان وفي كل العالم، وسنمنح الجنسية للأخوه الذين يقولون نحن أتراك ونحن تركمان، وكل من يعبر عن رغبته في أن يصبح مواطنا ً تركيًا!. "
تصريحات مندوب أردوغان أثارت غضبًا شديدا ً داخل لبنان وخارجه، واعتبرها الكثيرون تدخلًا سافرًا في الشئون اللبنانية، ويجافي كل الأعراف الدبلوماسية. والحقيقة التي لم تعد غائبة،أنه رغم الغضب اللبناني والدولي لم تكن هذه التصريحات سوي إمتدادًا لسياسات ونهج سلطان الأستانة لإحياء النفوذ القديم للأمبراطورية العثمانية في مستعمراتها القديمة مستغلة في ذلك مجموعات سكانية من أصول تركية عاشت في تلك المناطق منذ عشرة قرون كاملة، وانقطعت صلتها بالمستعمر العثماني القديم عقب سقوط الخلافة، التى لم يبق منها سوي الذكريات الأليمة لحروب وتهجير وإبادة.
تركيا الآن تعلن بوضوح عن دخولها على الخط اللبناني، وتحاول فرض وصايتها على لبنان كما فعلت في سوريا، والعراق، وليبيا ودوّل البلقان وفي جزر البحر المتوسط وقبرص. فقد حاولت إستقطاب نحو 40 ألف لبناني في الشمال، وهم مواطنون كاملي الأهليًة ويحملون الجنسية اللبنانية، انقطعت صلاتهم بالخلافة العثمانية منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وبخطاب طائفي، وبجمعيات خيرية وثقافية، حاولت خلق كتلة انتخابية لها في مدن الشمال اللبناني، وهي تحاول إستغلال التجنيس لأهداف سياسية واقتصادية، فتحول السلطان العثماني لتاجر جوازات سفر، وهويات، وجنسية لعلها تزيد من عدد رعايا إمبراطوريتة المزعومة في دول الإقليم!
موقف الدولة اللبنانية كان رافضًا وثابتًا، ولعل ما قاله الرئيس ميشال عون في معرض حديث له بمناسبة مرور مائة عام على الإعتراف الدولي بلبنان، عندما أشار إلي أن ''كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تُقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية، إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصا ً في الحرب العالمية الأولي أودي بمئات الآلاف من الضحايا". ولعل هذا التصريح قد أطاح بأحلام بيع بضاعة تاجر الأستانة الفاسدة في لبنان.