الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

لم تكن الحادثة الأولى.. بعد غرق معدية "دميشلي" بالبحيرة.. خبراء يضعون حلولا للحد من حوادثها.. عمل الكباري واستبدال المعديات المتهالكة بجديدة ضروري جدا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن الحادث الأول من نوعه، حيث شهد فجر اليوم الخميس، غرق عبارة نيلية لنقل السيارات والمواطنين، بترعة "الرياح البحيري" في قرية "دميشلي" التابعة لمركز "كوم حمادة" على حدود محافظتي البحيرة والمنوفية، وكانت محملة بسيارتين، مما أسفر عن غرق عدد من الأشخاص.



قامت قوات الإنقاذ النهرى بانتشال 3 ضحايا، تواصل مجهوداتهم بمساعدة الأهالى للبحث عن المفقودين بنهر النيل، وجار البحث عن عدد من المفقودين الذي أفاد شهود عيان بوجودهم على متن المعدية، كما تم انتشال سيارة، وتواصل قوات الإنقاذ جهودها في البحث عن الضحايا.
كان اللواء محمد والي مدير أمن البحيرة، تلقى إخطارًا بالحادث من شرطة النجدة، وانتقلت على الفور سيارات الإسعاف وقوات الأمن والإنقاذ النهرى في محاولة لانقاذ الضحايا.
البحث عن حلول
من جانبه، يرى الدكتور عماد نبيل، استشاري هندسة الطرق، أن المعديات في مصر تم عملها للعبور ما بين الترع أو ضفاف النيل، فإن التخطيط العمراني تم تقسيمه بين جهتين "يمين ويسار"، موضحًا أن المعديات المستخدمة في مصر حاليًا قديمة جدًا وعفى عليها الزمن ومتهالكة، وتتبع تكنولوجيا قديمة للغاية، تحتاج إلى التغيير فورًا واستبدالها بأخرى متطورة.
وأضاف نبيل، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الحلول البديلة للمعديات المستخدمة في مصر تكمن في عمل كباري أو معابر وإن كانت أحجامها ليست بكبيرة، تتوافق مع أحجام المرور للمواطنين والسيارات أيضًا، وهناك حل آخر أيضًا يشمل تصنيع أو استيراد معديات جديدة متطورة واستبدالها بالقديمة المتهالكة التي يتم استخدامها حاليًا، وأن تكون مناسبة للتطورات الراهنة، فإن المعديات المستخدمة حاليًا تعمل منذ أكثر من 50 عامًا، مؤكدًا أن الاستمرار في استخدام المعديات المتهالكة وإتباع نفس النهج يشكل خطورة كبيرة على حياة المواطنين في مختلف المحافظات، حيث إنه تم الحديث عن هذا الأمر على مدى سنوات ماضية.
واستكمل، أن تكلفة عمل الكباري قد تكون مرتفعة إلى حد كبير، إلا أنه لا بد من عمل دراسة جدوى اقتصادية تحدد مدى احتياج المكان للمعدية أو عمل كوبري خاص.



ويوضح الدكتور أسامة عقيل، أستاذ هندسة الطرق والكباري بجامعة عين شمس، أن مشكلة المعديات في مصر أنها تتبع المحليات أو مجلس المدينة أو المحافظة الموجودة بها، فمن المفترض أن تحصل المعديات على ترخيص رسمي للعمل، إلا أنه هناك حالة من تيسير الأمور بشكل ودي، فضلًا عن غياب الرقابة وانتشار الفساد، مشيرًا إلى أنه ليس هناك علاج فني، مطالبًا بتطبيق القواعد وعدم الحصول على التراخيص من قبل المحليات.

وطالب عقيل، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، بضرورة تأسيس جهة معنية بمراقبة المعديات وإصدار تراخيص عملها والسيطرة عليها للحد من وقوع الحوادث، لافتًا إلى أنه هناك شروط عديدة للمعديات وضمان سلامتها واشتراطات الأمن، ولكن في الوقت الراهن لم يتم تطبيق هذه الأمور، فإن الأزمة حاليًا ليست فنية ولكن هناك حاجة للتنظيم من قبل جهة مسئولة، مقترحًا إنشاء الكباري في المحافظات وإلغاء المعديات، ولكن بعد أن يتم عمل دراسة جدوى تقرر احتياج المنطقة للكوبري أو معدية، ففي الصعيد يتم عمل كباري بشكل كبير وموسع، الأمر الذي لم يطبق في محافظات أخرى، خاصةً أن معظم السكان من الدلتا، وهناك محافظات بها عدد كبير من السكان، مشددًا على ضرورة عمل معديات ينطبق عليها اشتراطات السلامة، خصوصًا في ظل عدم وجود تأمين على حياة المواطنين ضد الحوادث.

وأشار إلى أن مشكلة المعديات في مصر لا تحتاج إلى خبراء، ولكنها تحتاج إلى تطبيق اشتراطات السلامة والأمن، ودراسة شاملة لاحتياجات المحافظات والقرى للمعديات أو الكباري.