الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقفنا.. المستفز التركى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يكاد لا يمر يوم دون أن يواصل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إثارة مشكلة لاستفزاز أوروبا ودول المنطقة، وآخرها تلك التحركات البحرية، والتى تمثل حالة من «التعبئة البحرية فى شرق المتوسط».
ووصف هذه التحركات «جوزيب بوريل» وزير خارجية الاتحاد الأوروبى بأنها «تبعث على القلق الشديد»، وقد اتسعت الاستفزازات بعد توقيع الاتفاق البحرى بين مصر واليونان، وزاد «بوريل» على ذلك قائلًا، بأن هذه التحركات التركية «ستؤدى إلى زيادة الخلاف وانعدام الثقة».
ومن أحدث استفزازات أردوغان، لدول أوروبا والعالم، إعلانه استئناف تركيا عمليات التنقيب عن المحروقات بشرق المتوسط، وهو ما يمثل اعتداءً على موارد النفط والغاز بالبحر المتوسط، الأمر الذى من المتوقع أن يكون رد أوروبا، هو اللجوء إلى أداة العقوبات لردع أطماع الرئيس التركي.
ونصحت أوروبا أردوغان، بكلمات واضحة، ولكن هيهات، فإنه يصم أذانه غارقًا فى أحلامه منفردا، فقد وجه إليه وزير خارجية الاتحاد الأوروبى رسالة قال فيها «إن الحدود البحرية يجب أن تُرسّم عبر الحوار والمفاوضات، وليس عبر التحركات الأحادية وتعبئة القوات البحرية»، كما «يجب حلّ الخلافات وفق القانون الدولي»، وذكره بأن «الاتحاد الأوروبى ملتزم بالمساهمة فى حلّ الخلافات والتباينات فى هذه المنطقة ذات الأهمية الأمنية الحيوية».
وزاد الوزير الأوروبى على ذلك موضحًا أن «المسار الحالى لن يخدم مصالح الاتحاد الأوروبى أو تركيا.. علينا العمل معا من أجل أمن المتوسط».
وترك أردوغان كل هذا ليواصل استفزازاته، قائلًا «استأنفنا عمليات التنقيب وأرسلنا من جديد لهذا الهدف سفينة المسح الزلزالى «بارباروس خير الدين» فى مهمة»، وهو ما اعتبره مراقبون تراجعًا واضحًا وسريعًا، بعدما كانت أنقرة قد أعلنت تعليق عمليات التنقيب فى شرق المتوسط لبدء مفاوضات مع أثينا، وذلك قبل أيام من توقيع مصر واليونان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المشتركة، وسارع رئيس الوزراء اليونانى بعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي.
استفزاز نظام أردوغان لا يترك أحدًا، فعقب توقيع الاتفاقية البحرية بين مصر واليونان والتى يصفها متخصصون بأنها تقطع الطريق أمام أطماع «العثمانلي»، لكونها وسيلة لتنسيق الجهود للاستفادة من موارد منطقة شرق البحر المتوسط، خرجت علينا وزارة الخارجية التركية لتقول « اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المصرية - اليونانية تعتبر «باطلة».
والاستنتاج الذى يراه المراقبون، أن خيبة أمل أردوغان ونظامه، دفعته لمزيد من الاستفزازات والعبث الدبلوماسي.
«البوابة»