الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

المطربة المغربية عائشة الوعد لـ"البوابة": مصر وحشتني.. وشعبها لا يُعلى عليه.. غبت عن الساحة لظروف خاصة.. وتزوجت من شخصيات بمناصب حساسة.. وأنتجت أغنية إنجليزية في مصر

المطربة المغربية
المطربة المغربية عائشة الوعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صوت عربي فريد ومتميز ينتقي دائما ما يغنيه، فاختارت أن تطرب جمهورها بأغانٍ يخلدها الزمن، فكانت تلميذة مجتهدة لجيل العظماء، حيث اكتشفها الموسيقار بليغ حمدي، وغنت في بدايتها كلاسيكيات أم كلثوم بالإذاعة المصرية، لذلك فهى عاشقة لمصر وتدين لها كثيرا، وبجانب موهبتها الغنائية فهي فنانة مثقفة، تتكلم 5 لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية، وتغنت أيضا بعدد من هذه اللغات.
هى الفنانة المغربية صاحبة الصوت الرصين عائشة الوعد والتى تحدثنا خلال حوارها مع "البوابة" عن سبب غيابها عن الساحة الغنائية لسنوات عدة رغم بداياتها الصاروخية، وكذلك كواليس العودة للغناء مجددا، ولمن من جيل العظماء تدين، وبمن منهم تقتدى، وغيرها من المواضيع.
فإلى نص الحوار..

■ لماذا تغيبتِ عن جمهورك الفترة الماضية، رغم أنك من الأصوات الجميلة ولكِ كم كبير من الأغاني الناجحة ؟
- سبب الغياب هو ظروف حدثت في حياتي الخاصة، فالزواج عطل مسيرتي الفنية بعض الوقت، خاصة أننى تزوجت شخصيات بمناصب حساسة، فالزيجة الأولى كانت من وزير إسباني لمدة سنتين، واضطررت للتهاون شيء ما في عملي لكى أكون متواجدة معه في كل مناسباته وسفرياته.
وبعد الطلاق أمضيت عامًا ثم تعرفت على زوجي الحالى، وهو رجل أعمال إيطالي ومتزوجين منذ ١٨ سنة، فسافرت معه إلى السعودية وعشت بها أكثر من ١٥ عامًا، وهذا سبب رئيسى في بعدى عن الغناء، حيث كنت أحترم أننى أعيش في منطقة الفن بها ليس في الدرجة الأولى.
ولكن شاركت خلالها في مهرجانات مثل موازين ثلاث مرات وجرش بالأردن ومهرجان واليلي وغيرها، ونفذت بعض الأعمال الغنائية البسيطة خلال هذه المدة، أيضا سنة ٢٠١١ عطلت ناس كتير مش أنا بس بسبب الثورات العربية، فكل هذه العوامل جعلتنى أتراجع بعض السنوات بعد أن بدأت بسرعة الصاروخ، فأعتبره شبه غياب، وحاليا رجعت بشكل ما لأن مهام زوجي انتهت بالسعودية منذ ٢٠١٨، وأصبحنا نتنقل بس بين أوروبا والمغرب ومصر فكثفت عملي أكثر الآن.
■ وما رأيك في سوق الغناء بالعالم العربي؟ 
- أرى مطربين وفنانين عاملين مجهود كبير ولهم أعمال جميلة جدا، وأيضا فيه بعض الأشياء دون المستوى، لكن في كل السنين بيحصل كدا حتى الزمن القديم، ودا بيرجع لكل فنان إزاى عايز يقدم رسالته، ففى من يريد أن يطرب جمهور بفن راقٍ، وهناك من يفكر في الثروات والمال، وأنا شخصيا أفكر في الفن الجميل المخلد.
■ ماذا عن أحدث أغنياتك التى أطلقتها باللغة الإنجليزية؟ 
- ربنا أنعم عليا بالطلاقة والتحدث لأكثر من لغة منها الإنجليزية والإيطالية والفرنسية والإسبانية، لذلك اقترح عليا شاعر الأغنية ومنتجها " كلاوس" أن أغني بالإنجليزية، ونفذتها بالفعل من ألحان الموسيقار مهدى عبده وهو شقيقي، وتم إنتاجها في مصر.
وأري أنها بالنسبة لي خطوة جديدة ومختلفة، وما زلت أفكر في تكرار الفكرة بلغات أخرى خاصة الإسبانية طالما لدى طلاقة في الإلقاء والغناء، خاصة أن الأجيال الجديدة تتحدث كثيرا باللغات، وطبعا بغني باللغة الفرنسية ودا طبيعي لأنى منذ أن ولدت وأن أتحدث بالفرنسي، فالفن رسالة وإحساس يصل بأي لغة.
■ لمن تدين عائشة الوعد في مسارها الفني ؟ ومن أكثر المطربين العرب الذين تأثرت بهم؟ 
- أدين لثلاثة أشخاص أولهم شقيقي الموسيقار المهدى عبده، لانه هو الذي تربي معي واحنا صغار ونحن نعيش بهذا الوسط ونفكر سويا في أحلامنا الفنية، وكذلك مدير أعمالي الأستاذ جميل عواد الله يرحمه، وهو لبناني قدمنى للساحة العربية وخاصة المصرية، ثم أيضا الفضل الأول والأخير للموسيقار بليغ حمدي الذي وجهنى توجيه صح في توجيه وثقل وتهذيب الصوت والدراسة والألحان وغيرها.
تأثرت كثيرا بمدرسة السيدة أم كلثوم في الأداء والغناء المتقن، وتأثرت كذلك بأسمهان ذاك الصوت الأوبرالي الكريستالي والتى تتمتع بأسلوب خاص بها بالغناء، وكذلك سعاد محمد والأستاذ عبدالوهاب طبعا، فهؤلاء كلهم بالنسبة لي مدرسة كبيرة، ومدرستى الحقيقية اللى تعلمت منها، فلولاهم ما كنت غنيت.
■ لماذا أعمالك الغنائية ليست بالكثيرة رغم نجاحك وتميزك؟ 
- أنا بعترف بشيء اسمه الكاريزما، وهذا كان يقوله لي بليغ حمدي، فهناك من يعمل أغنية واحدة ويعلم مع الناس وتفضل تحبه، وفيه ال بيعمل عشرات الأغاني وكأنه لم يفعل شيئا، وأنا دائما بختار الكيف وليس الكم، وكذلك الفنان الصادق دائما ليترك أثر عند الناس، وعندما بدأت مشواري غنيت بعض الكلاسيكيات لأم كلثوم، وأذيعت بالبرنامج العام، وقال لي وجدى الحكيم الله يرحمه أجازوكي بامتياز، وعمري ما أنسي هذه الكلمات، لذلك بشكر مصر والتليفزيون المصري والمشرفين عليه، فأثبتولي أن الفن للفن، فربنا وفقنى أن أنتقي أعمالي، أيضا عملت أغنية اسمها لحظة سكوت عام ٩٥ وأخذت فيها الجائزة الأولى.
■ وماذا عن تجاربك السينمائية الماضية، وهل هناك جديد، وهل كانت مشاركتك خلالها بالغناء فقط أم بالتمثيل أيضا؟ 
- الفنان غالبا ما يكون متعدد المواهب، وكان هدفي عندما وصلت مصر كما وجهنى مدير أعمالي أنا أركز فقط في الغناء، وأكون فنانة على مستوى مطربة، لذلك لما جالي عروض في التمثيل رفضتها، ولكن قدمت أغاني ببعض الأفلام، فقدمت أغنية للموسيقار بليغ حمدي وكلمات سيد مرسي اسمها إحنا بقى نسينا في فيلم سيدة القاهرة بطولة يسرا وجميل راتب، وأيضا قدمت أغنية "مابنسكش أبدا" من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان الموسيقار محمد الموجي، بفيلم وتضحك الأقدار مع ليلي علوي ووحيد سيف.
■ ماذا تقولين عن مصر وبماذا تصفيها وأيضًا عن الفن المصري؟
- عن مصر مهما اتكلمت أو عبرت عن شعوري، مش هقدر أصف شعوري ناحية مصر العظيمة اللي بحبها من كل قلبي، وشعبها الجميل اللى عشت واتربيت معاهم ووسطهم عمر ماحسيت بغربة أبدا، فهو شعب لا يُعلى عليه، وأنا مصر وحشتنى جدا، ومن حبي في مصر اشتريت بيت بها لأنى عارفة إنى مش هقدر أستغنى عنها، فمصر مدرسة الفن للدولة العربية، لأن مافيش فنان أو نجم عربي معداش على مصر، فلي مارحش مصر مش هيشتهر ومش هيكون آخد دراسة عن جدارة وأعرف أصول المهنة، فمصر يعنى الشعراء والأدباء والمفكرين والمثقفين والملحنين عازفين موزعين، وأسلوبها وحضارتها واحتضانها للناس، فأنا عاشقة لمصر، وعملت لها أغنية خصيصا اسمها (من حبي فيكى) وهى من كلمات الشاعر اللبناني نبيل أفيوني، ألحان الموسيقار المهدى عبده، ونفذت بمصر.
■ وما الجديد لديك الفترة المقبلة؟
- نزلت مؤخرا لي أغنية اجتماعية لي منذ ٣ أشهر وأنا أعتز بها جدا اسمها الضمير، الكلمات لنبيل أفيوني، وألحان المهدى عبده، والتوزيع لمحمد يسري، وتم تصويرها بالمغرب.
أما الجديد فهو تصوير لكليب أغنية بعنوان "لو فاكر" ستري النور قريبا بعد انتهاء وباء كورونا في وقت مناسب، تم تسجيلها في مصر وتصويرها في الرباط، من كلمات أحمد عادل ألحان المهدى عبده وتوزيع محمد يسري.
وأيضا لدي مشروع جديد عبارة عن ديو جديد مع شقيقي المهدى عبده حيث يشاركني غناؤه وسيكون العنوان مفاجأة، ومن قبل اشتركنا سويا في غناء أكثر من ديو فغنينا من قبل أغنية لفريد الأطرش وأسمهان أغنية الشمس غابت، وهو لحن أيضا أغنية يعجبني القمر وقمنا بغنائها سويا وحققت صدى واسعًا بالمغرب.
■ تعاملتِ مع الكثير من الملحنين من الأسماء الكبيرة هل هناك أحد منهم حبيتي العمل معه؟
- تعاملت مع الكثير من عملاقة الفن في مصر، بليغ حمدي، محمد الموجي، حلمى بكر، فاروق الشرنوبي، وفاروق سلامة، وكل منهم له طابع ولون خاص، لذلك فكل واحد منهم تعلمت منهم حاجة جميلة، وأيضا تعاملت مع مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين بالمغرب، ولكن بليغ حمدي كان له بصمته الخاصة في حياتي فهو من اكتشفنى ووجهني.
■ هل أحيانا تشعرين بالضيق لفترة غيابك عن الغناء؟
- كنت أشعر شيئا ما بالضيق عندما كنت مقلة بالغناء، وكنت أعزي نفسي بالمشاركة في المهرجانات، لأنى لم أتركها وكنت من حين لآخر أطل بالبرامج التليفزيونية، لكن كان يوحشنى الشغل وسهراته والاستديوهات والنغمات، لأنى عشت حياة دبلوماسية في زواجي الأول ثم عشت مع رجل أعمال فاختلفت حياتي، فكانت نقلات في حياتي كبيرة ومختلفة تماما، فمن حين لآخر كنت أشعر ببعض الضيق، ولكن خلال هذه الفترة كان لي متنفس جميل، وهو أننى ألفت ثلاثة مؤلفات وهي رواية اسمها فطومة، وخواطر لحظة سكوت، وكذلك تأملات، وذلك لأننى أعشق الأدب العربي، وبحكم أننى عاشرت الأساتذة يوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس وموسى صبري وغيرهم.
■ أكثر أغنية قربا إلى قلبك؟ وما منها تعتبرينها محطة فارقة؟
- بحبك جدا "مطر في الشوارع "، وأحب قصيدة "مالى فتنت" التى أعدتها بصوتى للسيدة أم كلثوم، والآن الأغنية التى أعشقها هى الضمير التى غنتها مؤخرا، وأعتبر مطر في الشوارع هي المحطة الفارقة لأنى أخذت عنها الجائزة الاولى عام ١٩٩٥ من وسط فنانين كثيرين من أم بي سي في لندن، وكنت كل دولة أزورها يحدثوننى عنها.
■ هل هناك لهجات معينة يتغنى بها أو تخططي للغناء بها قريبًا سواء مصري أو خليجى أو لبناني أو حتى مغربي؟ 
- سبق وان غنيت خليجى كتير جدا مع كبار الملحنين منها على سبيل المثال تماديت، نجم السعد وغيرهم، وأحضر كما أشرت لدويتو جديد مع شقيقي الفنان المهدى عبده سيظهر قريبا.
■ وماذا تقولين عن الشائعات التى طالت علاقتك بشقيقك الفنان المهدي عبده؟
- شائعات، فمهدى هو شقيقي وأبي الحنون، ورفيق الدرب، فطبيعي في العمل لازم وطبيعي نختلف لكن في الأخوة لا نختلف، فأنا أحب شقيقي وأحترمه وأحب أولاده، فهذه شائعة سخيفة ولا أحب أسمعها أو أتحدث عنها.