الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العجز المائي وترشيد استهلاك المياه بين خطط الحكومة وتوجيهات السيسي.. "الري" تعلن برنامج الـ10 سنوات لتقليل الهدر في الزراعة.. وخبراء: الفجوة تتجاوز 35 مليار متر مكعب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل التحديات التي تواجهها مصر بسبب أزمة سد النهضة الإثيوبي الأمر الذي من شأنه التأثير على كميات المياه القادمة إلى مصر، تولي الدولة المصرية اهتماما بالغا بوضع خطط لترشيد استهلاك المياه واستحداث نظم جديدة للري.


ولعل الاهتمام مصر بطرق الري يأتي على أعلى المستويات فقبل ساعات وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوطين كافة مكونات تكنولوجيا تحلية المياه،، مع الاستمرار في مزيد من الدراسات والتجارب للوصول إلى أفضل النتائج في هذا المجال بالتوازي مع خطط الدولة الأخرى في ترشيد المياه واستخدام طرق الري الحديثة.
وفي هذا الشأن، كشفت وزارة الموارد المائية والري عن خطة لتطوير أنظمة الري في 6 ملايين فدان في مصر يتم تنفيذها على 3 مراحل، بمدى زمني 10 أعوام، وترتكز خطة الري بالأساليب الحديثة على تطوير الرى في 8 ملايين فدان هى إجمالى مساحة الأراضى الزراعية القديمة خلال 10 أعوام، حيث تم الانتهاء من تطوير مليون فدان في يونيو الماضي.
وتسعى الحكومة للانتقال من نظم الرى بالغمر إلى نظم الرى الحديث، نظرا لوجود عجز مائي يقدر بـ20 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب تصريحات وزير الري، الذي أكد أن التحول للري الحديث سيكون من خلال الرى بالرش أو بالتنقيط والرى تحت السطحى، مشيرا إلى أن نسبة الأراضى التى تروى بالرى الحديث تبلغ نحو مليون فدان، تمثل 10% من إجمالى المساحة.
ويتم تنفيذ البرنامج على 10 سنوات، وستتم على 3 مراحل؛ المرحلة الأولى في مناطق الاستصلاح التي تروى بالغمر بالمخالفة، والمناطق الساخنة التى تعانى من مشكلات مياه الري مثل محافظة الفيوم بزمام يبلغ نحو 400 ألف فدان، ومدة التنفيذ عامان، والمرحلة الثانية مناطق زراعات الأشجار والبساتين بزمام يبلغ نحو 1.6 مليون فدان، ومدة تنفيذها عامان، والثالثة في المحافظات الجنوبية بالوادى والدلتا ومناطق الزراعات الحقلية بزمام يبلغ نحو 4 ملايين فدان، وتنفذ خلال 6 سنوات.

يهدف التحول من أنظمة الرى بالغمر إلى أنظمة الرى الحديث في الأراضى القديمة بالوادى والدلتا، إلى رفع كفاءة استخدام المياه على مستوى الحقل وتقليل فواقد النقل في المساقى والمراوي.
خبراء القطاع الزراعي أكدوا أن طرق الري الحديثة تسهم بلا شك في الحفاظ على المقدرات المائية لمصر، كما تعود بالنفع على المزارع في توفير الكثير من نفقات الزراعة.


وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد فوزي دياب الخبير في مجال الموارد المائية بمعهد بحوث الصحراء، إن التوسع في طرق الري الحديث أصبح ضرورة فملحة في الآونة الأخيرة ولم يعد رفاهية، نتيجة لما تواجهه مصر من مخاطر بسبب العجز المائي الذي يصل إلى 35 مليار متر مكعب.
وأكد "دياب" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن طرق الري الحديثة بدأت تنتشر في الزراعات المصرية حيث تتم بشكل أساسي في المناطق الصحراوية التي يمنع فيها الري بالغمر وكذلك مناطق الوادي ووسط الدلتا يتم الآن ريها بالري المطور.
ولفت دياب إلى أن طرق الري الحديقة تقلل من الاحتياجات المائية من 7000 كتر مكعب إلى 4000 متر مكعب في مناطق الوادي والدلتا، وتزيد في المناطق الصحراوية إلى 3000 متر مكعب أو أكثر من ذلك.
ودعا إلى ضرورة العمل على التوسع في تطبيق طرق الري الحديثة في منطقة "حزام الأرز" وهي مناطق شمال الشرقية وبورسعيد والدقهلية. 


وأكد "دياب" أن أفضل طرق إلى الحديثة هو الري الذكي الذي يتم إدارته بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتعرف على احتياج الأراضي للمياه والأسمدة ليقوم بضخ الكميات المناسبة من المياه ووقفها في حالة التشبع والوصول للنسب المناسبة، لافتا غلى أن هذا النظام يحتاج لمساحات كبيرة لتطبيقه تزيد عن 5 آلاف فدان.
وأشار الخبير إلى أن أفضل الطرق بالنسبة للحالة المصرية والمساحات الصغيرة هي طريقة الري بالتحكم الإلكتروني، والذي يعتمد على ري الأراضي وتسميدها بواسطة التحكم عن بعد، ويتبع نظم متطورة لمراقبة نمو النبات.


تقليل التكلفة

وبالحديث عن تكلفة الإنتاج، قال الخبير بمعهد بحوث الصحراء، إن الري بالغمر يكلف الفلاح من 50 إلى 70 جنيه للفدان، إلا أن الطرق الحديثة تخفض من ساعات الري بالتالي تخفض من التكلفة.
كما أن الري بالغمر يتسبب في إهدار كميات كبيرة من الأسمدة التي تنجرف مع مياه الصرف الزراعي أو تتخلل للخزان الجوفي وبالتالي لا يستفد منها النبات إلى أن الري الحديث يقلل الكيات المستهلكة من السماد، كما أنه يحافظ على المجاري المائية وقنوات اري من التلوث بالأسمدة.


عقبات على الطريق
ويردف "دياب" قائلا: "إلا أن العقبة الرئيسة في الري الحديث هي تكلفة إنشاء نظم الري الحديثة مرتفعة الثمن، حيث يحتاج إلى مواتير ومستلزمات من طراز خاص مرتفعة الأسعار، وهنا ندعو لضرورة العمل على دعم الفلاحين بقروض ميسرة السداد أو بفائدة متناقصة لتركيب نظم الري الحديثة التي تعود بالنفع على الفلاح أولا، وعلى الدولة، وعلى المواطن من خلال تقلل استهلاك المياه.
واختتم دياب تصريحاته قائلا: "نحن في أزمة مياه بعيدا عن أزمة سد النهضة، حيث تبلغ نسب العجر المائي نحو 35 مليار متر مكعب، وفي المستقبل القريب سترتفع من 40: 60 مليار متر مكعب، الأمر الذي يستوجب التوسع في طرق الري الحديثة ومعالجة مياه الصرف بالإضافة للتويع في تحلية مياه البحر".
أما حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، فقال إن الطرق الحديثة للري لها العديد من الأشكال ولعل أبرزها الري بالتنقيط والتقطير والري بالرش، وكذلك الري بالفقاعات أو "الببلر"، ومؤخرا كان لمصر تجربة الري بالأمطار الصناعية. 

سلبيات الطرق التقليدية

وأضاف نقيب الفلاحين في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن الطرق الحديثة للري بالإضافة إلى دورها في الحفاظ على المياه وتقليل معدلات الهدر في المياه، إلا أنها تعود على الفلاح بالنفع من خلال العمل على تقليل نفقات الإنتاج من مستلزمات تتسبب طرق الري التقليدية في إهدارها مثل الأسمدة والمبيدات بنسب قد تصل إلى 40 %.
كما دعا أبو صدام إلى ضرورة العمل على رفع كفاءة المجاري المائية وقنوات الري المختلفة على مستوى الجمهورية لتقليل عمليات إهدار المياه مقترحا القيام بعمليات "تبطين الترع والمصارف"، والاستفادة من مياه الصرف عن طريق التوسع في محطات المعالجة لإعادة استخدام المياه، وكذلك محطات تحلية مياه البحر.