الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مسكون بتحقيق أطماعه الاستعمارية، والسطو على ثروات وأراضى الآخرين، تحت زعم العثمانية الجديدة أو الميثاق الملي، وفى سبيل ذلك يسعى للتواصل مع الدول التى كانت يوما تابعة للعثمانيين، ما يؤدى إلى توتر المشهد السياسى بين دول الجوار، كما حدث في الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة توفوز الحدودية، بسبب اتفاقيات التسليح التى تعقدها أنقرة مع الأولى في محاولة لاستكمال انتقامهم من الأرمن الذى بدأ في خلال الحرب العالمية الأولى.
وأعلن الرئيس التركى استعداد بلاده لدعم أذربيجان والتصدى لهجوم أرمينيا على الأراضى الأذرية، وقال رئيس الصناعات الدفاعية التركى إسماعيل دمير إن الصناعات الدفاعية التركية بما فيها الطائرات المسيرة المسلحة والصواريخ وأنظمة الحرب الإلكترونية وكل الخبرات التركية في خدمة أذربيجان.
العلاقات العسكرية الثنائية بين تركيا وأذربيجان تعمقت في السنوات الأخيرة، إذ وافقت لجنة الشئون الخارجية في البرلمان التركى على اتفاقية للتعاون المشترك في مجال الدفاع في نوفمبر ٢٠١٩، وتحاول تركيا لعب دور حيوى بتوفير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لأذربيجان، التى أنفقت نحو ٢ مليار دولار على صناعة الدفاع في عام ٢٠١٩ ستعزز الآلية الجديدة علاقاتها العسكرية الوثيقة بالفعل وتعزز صادرات الدفاع التركية إلى أذربيجان. وينص الاتفاق على تحسين قدرات صناعة الدفاع من خلال تعاون أكثر فعالية في مجالات التطوير والإنتاج والمشتريات وصيانة المعدات العسكرية والدفاعية بالإضافة إلى الدعم الفنى واللوجستي، مشاركة المعلومات والبحث في هذا المجال. وتعد أذربيجان سوقا مهمة لموردى الدفاع الأتراك، وتعتبر الحكومة التركية التعاون في صناعة الدفاع عنصرًا أساسيًا لإطار تجارى أكبر، في عام ٢٠١٩، بلغ حجم التجارة بين تركيا وأذربيجان نحو ٤.٥ مليار دولار، وهدفهما زيادته إلى ١٥ مليار دولار بحلول عام ٢٠٢٣.
كما أعلن وزير الدفاع الأذربيجانى ذاكر حسنوف أن باكو على استعداد لشراء طائرات بدون طيار من تركيا، مؤكدا أن الحكومة التركية ستقدم دعمًا ماليا للشراء وتشمل ترسانة الجيش الأذربيجانى أسلحة يتم إنتاجها محليا وشراؤها من الأسواق الأجنبية وعلى رأسها تركيا إذ بات كبار صناعة الدفاع التركية يسعون لشراكات جديدة للاستفادة من الإنفاق العسكرى المتزايد لأذربيجان.
كما اتفقت تركيا وجورجيا وأذربيجان على التعاون في إنشاء قوات عسكرية وأنظمة دفاعية تتماشى مع معايير حلف شمال الأطلسى وتدريب الأفراد العسكريين والمدنيين، وفقًا لمذكرة تفاهم تم التوقيع عليها والموافقة عليها من قبل الأطراف الثلاثة.
وبحسب مذكرة التفاهم، ستتعاون الدول الثلاث أيضا في تنفيذ التدريبات العسكرية المشتركة والمشاركة في مثل هذه الأنشطة، تقترح مجالات التعاون، في صناعة الدفاع والتكنولوجيا والبحوث والمشتريات واللوجستيات والأمن السيبرانى ورسم الخرائط العسكرية والحرب الإلكترونية.
دخلت الاتفاقية التى تحمل عنوانا رسميا "مذكرة تفاهم بين حكومة جمهورية أذربيجان وحكومة جورجيا وحكومة جمهورية تركيا بشأن التعاون في مجال الدفاع" حيز التنفيذ في تركيا في يونيو ٢٠١٩ كما وضعت مذكرة التفاهم آليات لتنفيذ خطط التعاون عبر إنشاء نقاط اتصال مباشرة بين الوحدات والموظفين والوكالات ذات الصلة لتحقيق الأهداف التى حددتها الحكومات الثلاث، ويتوخى تبادل الأفراد العسكريين، والتدريب المشترك والتمارين المشتركة، فضلا عن تبادل المعارف والخبرات.
كما أبرمت تركيا وكازاخستان اتفاقية تعاون عسكرى تشمل صناعة الدفاع وتقاسم الاستخبارات العسكرية والتمارين المشتركة وأنظمة المعلومات والدفاع السيبراني، كما سيتعاون الجانبان في عمليات حفظ السلام والتدريب العسكري. وتحدد الصفقة أشكال التعاون مثل تقديم الدعم اللوجستى المتبادل وتبادل الذخائر والمواد والخدمات والقيام بتدريبات عسكرية مشتركة.
