كتب الصحفي الويلزي والمتخصص في شأن الشرق الأوسط بـ"بي بي سي" جيريمي بوين، أنه في الوقت الذي انشغل فيه لبنان الرسمي والشعبي بمواجهة تداعيات موجات الانهيار المالي والاقتصادي الذي يثقل كاهل الدولة، جاء كوفيد-19 ليضيف أزمة صحية دفعت باللبنانيين بالعودة إلى بيوتهم، بعد أن كان الشارع في المدن اللبنانية مسرحا لتظاهرات مستمرة ضد الحكومة، والفساد الإداري والمالي.
لكن كارثة مرفأ بيروت، لخصت تجليات الأزمات المستعصية في البلاد، فانفجار بيروت، كما يقول الكثير من اللبنانيين، هو نتيجة انهيار النظام السياسي الفاسد ويطرح، العديد من الأسئلة الملحة التي تنتظر إجابات واضحة.
وتسأل بوين حول ما هي الجهات التي كانت على علم بوجود نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت ولماذا تم تخزينها هناك؟
وأضاف هل هو ببساطة نتيجة إهمال مروع أم ربما أنه شيء أكثر شرا؟ من كان يعلم بوجود هذه المواد؟ هل هو شخص أو كيان ما كان يحتفظ بها لحين موعد استخدامها؟
وأوضح أن هذه الأسئلة تحتاج إلى أجوبة، وقال: "لا أعتقد أن هناك الكثير من الثقة بين العديد من اللبنانيين حول ما إذا كانوا سيحصلون على إجابات مباشرة، فحالة انعدام الثقة بحد ذاتها تترتب عليها عواقب كثيرة لأن هناك حدًا للمقدار الذي يمكن أن تتحمله البلاد، قبل أن يعود اللبنانيون إلى الشارع مرة أخرى، للمطالبة بالتغيير."
