الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

آمال حول تعافى السياحة بمصر بعد «كورونا».. اهتمام حكومى وبشائر بين السياحيين بعد تجديدات البارون والتحرير وأسوان.. وجهود الوزارة ترفع نسب السياحة الداخلية بـشرم الشيخ وطابا ونويبع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعانى السياحة في مصر كحال معظم الدول السياحية، من تداعيات فيروس كورونا، فبالرغم من امتلاك الكثير من المقومات السياحية المتمثلة في الطبيعة الخلابة والأماكن التى تحمل عبق التاريخ، إلا أنه لا تزال الأماكن السياحية تعانى من العديد من التحديات، التى تتمثل في محدودية الإقبال السياحى في ظل تفشى وباء كورونا العالمى.

برغم الأوضاع الصعبة والتحديات التى تقف أمام القطاع السياحى إلا أنه توجد العديد من البشائر التى تؤكد عودة السياحة الداخلية، بل والخارجية أيضًا بقوة، وتؤكد الاهتمام بها من قبل الحكومة.
حيث افتتحت مصر العديد من الأماكن التى تخدم السياحة خلال الفترة الأخيرة، وتستعرض «البوابة» في التقرير التالى، المشروعات التى تم افتتاحها مؤخرا، والتى تساهم في الارتقاء بالسياحة الداخلية والخارجية.
«قصر البارون»:
يعد أعرق القصور التى تم تشييدها في مصر بالقرن التاسع عشر، حيث شيده المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان، والذى جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر، بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس.
جرت عمليات تطوير القصر منذ عام ٢٠١٥ من خلال شركة المقاولين العرب وبإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ليخرج القصر في حلته الجديدة ويفتح الباب للجمهور، وهو الأمر الذى ساهم في زيادة الإقبال الجماهيرى على القصر بصورة كبيرة منذ افتتاح القصر في يونيو الماضى، بالرغم من فيروس كورونا.
يحكى القصر قصة بناء حى مصر الجديدة، واستلهم مشيد القصر بناءه من معبد «أنكور وات» في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، فشرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل الفيلة الهندية والعاج ينتشر في الداخل والخارج، والنوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية، أما داخل القصر فعبارة عن متحف يضم تحف وتماثيل من الذهب والبلاتين.
«ميدان التحرير»:
يعد من أهم الميادين بمصر، حيث تم تطويره ليكون وجهة سياحية وحضارية متميزة، وبدأ العمل على تطويره منذ العام الماضى.
تضمنت أعمال التطوير إقامة ٤ قواعد لتماثيل فرعونية محاطة بالمسلة الفرعونية التى تم نقلها للميدان، بالإضافة إلى تركيب نافورة مياه، كذلك تم تطوير شكل الميدان بما يتعلق بأعمال الرصف والإنارة، وتنسيق الموقع العام، كذلك تم تنفيذ مشايات بطول ٢١ ألف متر طولى مكونة من بلاطات خرسانية ممشطة وعلى جانبيها زراعة ونخيل، وعمل أماكن للجلوس عبارة عن بلوكات خرسانية وبعض المقاعد الرخامية، بالإضافة إلى تركيب إنترلوك للأرصفة وأعمال دهانات الأسوار وأعمدة الإنارة وإشارات المرور.
«تطوير محافظة أسوان»
تشهد محافظة أسوان حاليا العديد من الأعمال لتطوير واجهة المحافظة السياحية، حيث تشمل خطة التطوير العديد من المناطق، والتى تشمل ميدان المحطة أحد أهم الميادين بالمحافظة، والسوق السياحية، لتكون تلك المناطق جاهزة لاستقبال الجمهور المصرى بجانب السياح الأجانب بالتزامن مع عودة السياحة المنتظرة خلال الفترة المقبلة. وحول السياحة الداخلية وواقع تطويرها، قال أحمد جوهر، عضو لجنة السياحة بالاتحاد الدولى للتعاون الاقتصادى والدبلوماسي: إن السياحة في مصر أحد أهم مصادر الدخل القومى بما توفره من عائدات دولارية سنوية، وعوائد العملة الأجنبية التى مكنتها من المشاركة بشكل كبير بالناتج الإجمالى المحلى، ومكافحة البطالة، عن طريق توظيف شريحة واسعة من القوى العاملة في مصر.
ولفت إلى أن مصر تعد من أبرز الدول السياحية في العالم، بما تستحوذ عليه من أعداد السائحين الوافدين، وهو ما يأتى كنتاج لتميزها بالكثير من المزارات السياحية وانتشار الآثار الفرعونية القديمة والتى تعد وجهة لمحبى معرفة التاريخ ومشاهدة عظمة مصر الفرعونية، بما يوجد بها من تميز بوفرة وانتشار المعابد والمتاحف والآثار والمبانى التاريخية والفنية والحدائق الشاسعة على أرضها.
وامتلاكها لبنية تحتية قوية تقوم على خدمة قطاع السياحة بما في ذلك الغرف الفندقية والقرى والمنتجعات السياحية وشركات السياحة ومكاتب الطيران، وهو الأمر الذى يخدم كل من السائح الوافد من دول أخرى، بجانب أنه يدعم أيضًا السياحة الداخلية، من خلال توافد الكثير من الشباب والزائرين الراغبين في مشاهدة ومعرفة تاريخ بلدهم والاعتزاز به، عوضًا عن قضاء وقت رائع خلال الإجازات السنوية والدورية بالعديد من المحافظات.
وأوضح «جوهر» أن أبرز مناطق الجذب للسياحة الداخلية، توجد بمحافظات الأقصر وأسوان والقاهرة والإسكندرية والساحل الشمالى وجنوب سيناء، إذ توجد منتجعات شرم والغردقة وطابا والسخنة وغيرها من الأماكن المصنفة عالميا بجمالها الطبيعى، مشيرا إلى أنه يعود تاريخ السياحة في مصر إلى المصريين القدماء واستمرت كوجهة ومقصد سياحى مرغوب على مدى القرون الماضية وخلال التاريخ المعاصر.
وأشار إلى أنه بعد توقف دائم لفترة للسياحة الداخلية في مصر، بسبب فيروس كورونا، وعدم الذهاب أو السفر لأى من الأماكن، فمن المنتظر أن تعود السياحة لسابق عهدها خلال الفترة المقبلة، خاصة مع فتح الباب الجزئى للفنادق والمنشآت السياحية، ومع اتجاه مصر لتطوير العديد من الأماكن السياحية وتجميل القاهرة، مثل تطوير قصر البارون وميدان التحرير وإنشاء المتحف المصرى الكبير المتوقع افتتاحه خلال الفترة المقبلة.
ويرى أحمد جاد، الخبير السياحى، إن مصر يوجد بها العديد من الأماكن التى يمكن الذهاب إليها والتى تعمل على التخلص من ضغوط وهموم الحياة، خاصة داخل المحافظات المختلفة، التى يمكن الاتجاه لها على غرار محافظة جنوب سيناء، التى تزخر بالأماكن الساحرة والتى تحتاج إلى زيارة خاصة لما تحتويه من عوامل جذب، تجعل الإنسان يفرغ نفسه من الطاقة السلبية والمشاغل التى اكتنفته خلال فترة كبيرة من الحياة داخل المدينة.
وأشار إلى أن أبرز تلك الأماكن ذات طبيعية خلابة وهادئة، مثل جبل سانت كاترين، ومنطقة رأس شيطان وجبل الطويلات، وغيرها من الأماكن الساحرة.
وحول واقع السياحة الخارجية تتفاءل وزارة السياحة من اتجاه القطاع للتعافى مع فتح الباب أمام الرحلات السياحية، وقدوم العديد من الرحلات السياحية خلال الفترة الأخيرة إلى محافظات مصر الساحلية، مثل مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ، ففى يوم واحد خلال الشهر الجارى، استقبل مطار الغردقة نحو ٩٠٠ سائح قادمين من سويسرا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وهو ما اعتبرته سها بهجت، المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار مؤشرا لعودة السياحة لطاقتها مجددا.
حول هذا الصدد، أشاد باسم حلقة، نقيب السياحيين، بعودة السياحة الأجنبية لمصر بعد وقفها لفترة طويلة بدأت من شهر أبريل الماضى، وهو ما أدى إلى تضرر الكثير من العاملين بالقطاع السياحى من شباب إلى أصحاب فنادق.
ولفت «حلقة» إلى أن مصر بها مقومات رائعة تجعل منها مصيف ومشتى يتجه له الكثير من السائحين حول العالم لقضاء إجازاتهم، خاصة مع العروض المميزة والبرامج الترفيهية الرائعة التى تتيحها الفنادق المصرية بالنسبة للسائحين الأجانب، مؤكدا أن تعافى القطاع السياحى بالكامل مسألة وقت وترتبط بصورة أكبر بفيروس كورونا وتعافى الدول الأخرى منه، وعودة السياح إلى مصر مجددا، وهو ما سيتحقق قريبا.