الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بهيجة حافظ.. أسطورة فن مصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل محرك البحث الأشهر جوجل، اليوم الثلاثاء، بالمصرية بهيجة حافظ، أول مؤلفة لموسيقى الأفلام وأول مخرجاتها وبطلاتها كذلك، ما جعلها أسطورة مصرية خالصة.
تشربت ابنة ناظر الخاصة السلطانية في عهد السلطان حسن كامل، المولودة عام 1908، الموسيقى منذ طفولتها، فقد كان أبيها هاويًا للموسيقى، فقد كان يعزف على العود والقانون والرق والبيانو، وعشق تأليف الأغانى وتلحينها، بينما كانت والدتها تعزف على الكمان والفيولنسيل، وعلى نفس الوتيرة التي سبقتها إليها أخواتها، بدأت العزف قبل أن يتجاوز عمرها الرابعة وألفت أول مقطوعة موسيقية وهى في التاسعة من عمرها؛ في الوقت الذي تلقت فيه تعليمها ما بين مدرستى الفرنسيسكان الإيطالية والمير دي ديو الفرنسية بالإسكندرية، وصارت تجيد الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية.

واستمرارا لهذا العشق، سافرت بهيجة إلى فرنسا لتدرس الموسيقى، وهناك حصلت على دبلوم الموسيقى، ثم جذبتها تلك اللعبة الجديدة الساحرة "السينما"، والتي كانت لا تزال في بدايتها. هكذا قررت اقتحام هذا المجال وسافرت إلى العاصمة الألمانية برلين لتدرس الإخراج والمونتاج في أكبر معاهدها، لتصير بعدها أول مصرية يتم قبولها في جمعية المؤلفين بباريس.

انطلقت بهيجة في سلسلة إنجازاتها، فصارت أول مصرية تضع موسيقى تصويرية للأفلام، وأول بطلة في تاريخ السينما؛ كما انها صاحبة أول أسطوانه ظهرت في السوق عام 1926، وقد حملت اسمها، ثم أسست شركة للإنتاج السينمائى، وكانت تضع موسيقى الأفلام وكتبت وأخرجت العديد من الأفلام وضممت كثيرًا من ملابس أفلامها؛ كذلك أنشأت أول نقابة للمهن الموسيقية عام 1937.

ظهرت صورة بهيجةعلى غلاف مجلة المستقبل كأول مؤلفة موسيقية مصرية، وبالمصادفة كان المخرج محمد كريم يبحث في ذلك الوقت عن بطلة تلعب يطولة أول أفلامه "زينب" 1930، المأخوذ عن قصة محمد حسين هيكل، وفاتحها في الأمر ورحبت، كما أسندت لهها عمل الموسيقى التصويرية للفيلم، ولم تتقاضى أجرًا عنه إيمانًا يأهمية السينما للنهوض بالوطن، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، محققًا لإيرادات فاقت التكاليف إنتاجه مرتين أو أكثر، للتوالى بعد ذلك أفلامها مثل "الضحايا، الاتهام، ليلى بنت الصحراء، زهرة، وغيرهم.

أنشأت بهيجة حافظ كذلك صالونها الثقافي عام 1959 والذي ارتاده صفوة المجتمع من المثقفين والمفكرين والفنانين والسياسيين، وامتلكت مكتبة كبيرة ونادرة يقدر عدد ما بها من المؤلفات بنحو 50 ألف كتاب، كما كان لديها 3000 مؤلف موسيقى، وأندر النوت الموسيقية للأعمال العالمية، كما كان بيتها متحفًا يضم أندر الآلات الموسيقية واللوحات النادرة. رغم كل هذه الشهرة والمجد رحلت عن عالمنا وحيدة في 13 ديسمبر 1982، واكتشف الجيران رحيلها بعد يومين.