الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عندما يكون الطب رسالة لا مهنة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المجتمع المصري مجتمع واع يرصد ما يدور فيه بدقة متناهية، والرأي العام لا يكذب في تحليله للأحداث، ولقد فجعت مصر بوفاة الإنسان الطبيب الدكتور محمد مشالي الذي عاش حياته في خدمة الفقراء والمساكين، وكان ممن استغلوا خبرتهم في تضميد جراح الثكالى والمتعبين. 
كان يمتلك بين جوانحه نعمة السلام النفسي.. كتب الله له أن يعيش على الكفاف ويرضى بالقليل ، وجعل الدنيا خلف ظهره ، ولم يلتفت لمالٍ ولا جاهٍ في وقت يجري أغلب الناس في مهنته، وغير مهنته لجمع ما يقدر عليه من حطام الدنيا
مفتاح السر في شخصية الدكتور محمد مشالي رحمة الله عليه كانت في نعمة السلام النفسي 
تلك النعمة التي يفتقدها أغلب الناس في سعيه وراء جمع المال،والواقع يقول بأن أغلب الناس لا يرضيه ما هو فيه، غير قانع بمارزقه الله، يتطلع لأن يكون بجوار المليون مليونا آخر، وبجوار القصر قصرًا آخر، لايهنأ بعيش ولا يقنع بكسب بالرغم أن حالته الميسورة جدًا هي مطمع لكل من هو دونه 
يعيش في جوٍ من الاضطراب والقلق والاكتئاب 
أما أمثال الدكتور محمد مشالي عليه رحمة الله فعيشون حياة الزهد والراحة والسكينة و القناعة بما في اليد
سمعته يقول(أنا مش عايز حاجة سندويتش فول وطعمية يكفيني)
كلمة توضح المعدن النبيل لقليل ممن رزقهم الله نعمة الرضا ، يرى نفسه غنياً إن أكل اليسير دون النظر لأحد، كان يستطيع ان يأكل أشهى الطعام ويلبس أفخر الثياب من كسبه الحلال ولكنه وجد سعادته في إسعاد الناس والتخفيف من آلامهم بلامقابل مادي يذكر
ومرة أخرى يقول(أبويا وصاني وهو على فراش الموت وقاللي اوعى يا محمد تاخد من فقير او محتاج)
كلمة أخرى يستشف منها الإنسان معنى برالوالدين وتنفيذ وصية والد متوفى كان يرى أن مهمة الطبيب هي التخفيف عن الناس وتبديد آلامهم ، وليس نهب أموالهم 
كم من الأطباء أصبحت مهنة الطب في نظره سلعة لاتباع إلا لمن يدفع الثمن ، حجتهم في ذلك أنهم تعلموا وأنفقوا وسهروا ...الخ 
يا سادة المجتمع في حاجة لأمثال الدكتور محمد مشالي "طبيب الغلابة"
مصر ولادة وبها الكثير من النماذج المشرفة ممن يبعثون في المجتمع المصري عامة وفي الأطباء خاصة نعم الرضا والقناعة وجبر الخواطر 
رحم الله الدكتور محمد مشالي الذي عمل لخدمة وطنه ولم ينس وصية والده بل نفذها بحذافيرها، يكفيه دعوات المرضى والمحتاجين ممن كان لهم أباً رحيما وطبيباً حانياً 
رحم الله من رحم الناس وخفف عن آلامهم وساعدهم ولم ينتظر من أحد جزاءاً ولا شكورا
رسالة موجهة من القلب لكل طبيب تقول
صنائع المعروف تقي مصارع السوء
ومن سار بين الناس جبرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر
لكل طبيب يأتي الحديث
الطب رسالة ومهنة سامية ، وليس ماكينة لتحصيل النقود ، ويكفيكم أن تراعوا حاجة الناس وتخففوا عن المسكين والمحتاج