الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الكويت.. صوت العقل ينتصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل تنضم الكويت لمعسكر ما وراء الخط الأحمر في ليبيا؟.. سؤال مباغت بادرني به أحد الأصدقاء، على خلفية قرار هيئة الطيران المدني الكويتية بحظر السفر إلى ٣١ دولة بينها مصر، لاسيما وأن القرار جاء في إطار سلسلة من الأزمات المفتعلة بين البلدين طوال الشهور الماضية، ما جعل منه وقودًا جديدا لمعركة مشتعلة على مواقع التواصل الاجتماعي بين المصريين والكويتيين، في إطار الحرب الافتراضية المستعرة التي تغذيها كتائب الإخوان وذبابها الإلكتروني في قطر وتركيا منذ فترة، لسلخ الكويت عن أمتها العربية.
ولذلك يعمل الإخوان بكل جهد وفق المخطط التركي على استمرار الحرب المفتعلة التي ما تكاد تخمد حتى يصب عليها شياطين الإنس في أنقرة والدوحة مداد الفتنة من جديد لإحداث الوقيعة بين الشعبين الشقيقين، إلا أن القاعدة العريضة في البلدين تعرف جيدا أبعاد المخطط وأهدافه.
وجاء اتصال وزير الخارجية سامح شكري، منذ يومين، مع وزير خارجية الكويت الشيخ د. أحمد ناصر المحمد الصباح، ليضع النقاط فوق الحروف، بعد أن أكدت الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن "وزير الخارجية ناقش مع نظيره الكويتي الترتيبات الخاصة بأوضاع الجاليتين المصرية والكويتية في إطار الحرص على التواصل بين البلدين ضمن العلاقات المُميزة القائمة بينهما".
ونعلم أن الكويت لا ينقصها صوت العقل، ففي إحدي محاولات الوقيعة قدمت الشيخة إقبال الصباح،بحسها الوطني والعروبي، اعتذارا عن إهانة العمالة المصرية بالكويت قبل شهور.
الشيخة إقبال الصباح لا تقف وحدها في مواجهة المد الإخواني في بلادها والذي يحاول بكل قوة الدفع بالكويت في مواجهة مباشرة مع مصر ودول الخليج العربي لصالح تركيا وذيولها في المنطقة، وجرها إلى معسكر ما وراء الخط الأحمر.
ورغم أن الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، طالب من قبل هذه الفئات بالتوقف عن إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الأكاذيب والادعاءات سواء فيما يتعلق بالكويت أو محاولة إفساد علاقاتها بالآخرين، فإن المخطط الإخواني لم يتوقف.
مئات المثقفين الكويتيين ومن خلفهم نحو أربعة ملايين كويتي يعرفون جيدا حجم ومكانة مصر، ويقفون ضد محاولات زرع بذور الكراهية، ونشر الفتنة.
هذه الحقيقة عبر عنها الكاتب الصحفي أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية، الذي ثمن بيان وزارة الخارجية المصرية حول علاقات البلدين، في الأزمة الأخيرة.
التحية كما قصدها "الجارالله" كانت تأكيد وزارة الخارجية المصرية على قوة العلاقات الأخوية بين مصر والكويت شعبًا ودولة، والتي ذكرت الجميع باشتراك مواطني البلدين في نضالات امتزجت فيها دماؤهم الذكية تضامنًا مع بعضهما بعضا، في حربي أكتوبر وتحرير الكويت.
الكاتب الكويتي المخضرم راح يشرح لمتابعيه كيف عاشت العلاقات المصرية الكويتية حالة توتر قادها أشرار التواصل الاجتماعي، لافتا إلى حقيقة أن الكثير منهم مجهولو الهوية على الجانبين.. لكن الاهداف واضحة.
لم يكتف "الجارالله" بذلك وإنما طالب السلطات الأمنية في مصر بالإفراج عن الشاب الذي دعا لحرق العلم الكويتي، لأنه أثبت أمام العالم أن شعب مصر محب لشعب الكويت وأن الشاب لم يرتكب جرما يحاسب عليه، قائلا: "اتركوه إنه لم يفعل منكر أنا كويتي ولم أجد ما فعله جريمة لقد أراد خيرا ولم يرد شرا، سأل المارة وأغراهم بالمال وأثبت أن مشاعر أهل مصر لاتشتري.. فليخرص أشرار التواصل الاجتماعي".
يعرف كل من تجري في عروقهم دماء عربية أن الحملة ضد مصر ليست بريئة، تستهدف تمزيق ما تبقي من الأمة التي تصارع الإرهاب على كل الجبهات.
جملة القول في الإجابة عن سؤال صديقي، تتلخص في أن العدو واضح للجميع، ولن تفلح محاولات إخوان الكويت في جرها لمعسكر ما وراء الخط الأحمر، طالما تمسك الكويتيون بثوابتهم العربية.