الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"لن نتخلى عن إعادة المحلة إلى مكانتها".. السيسي يعيد الحياة لصناعة الغزل والنسيج.. إنشاء 6 مصانع لمراحل الإنتاج المختلفة.. وخبراء: القطاع عانى من الإهمال والحل في زيادة الإنتاج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مصانع الغزل والنسيج بمدينة الروبيكي، ضمن فعاليات افتتاح المنطقة الصناعية، أعلن أن الدولة لديها خطة طموحة للغزل والنسيج في المحلة الكبرى، وشدد قائلا: "لن نتخلى عن إعادة المحلة إلى مكانتها مرة أخرى".
وقال الرئيس إن صناعة القطن بدأت منذ 200 سنة لكنها تعرضت خلال السنوات الماضية لمشكلة كبيرة، نتيجة لسوء الإدارة، لافتًا إلى أهمية التواصل المستمر مع العمالة في هذه المصانع، لأن هذا التواصل جزء من النجاح.
وفي خطوة لإحياء صناعة الغزل والنسيج المصرية، شيدت الشركة الوطنية للتطوير والتنمية الصناعية أول مجمع لصناعة الغزل والنسيج بمدينة الروبيكي، والذي يشمل إنتاج الغزل والنسيج بكل مراحله؛ شاملة الصباغة والتجهيز، حيث يضم المشروع 6 مصانع: "الغزل الرفيع والغزل السميك، ومصنعَين للنسيج الدائري والمستطيل، وآخر للصباغة والطباعة"، وذلك في المرحلة الأولى له، والتي أُقيمت على مساحة ٤٦٩ فدانًا؛ حيث تم استغلال ٥٠٪ منها فقط حتى الآن، على أن يتم افتتاح ٣ مصانع أخرى نهاية العام الجاري.



من جهته أكد اللواء مصطفى أمين، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أن "صناعة الغزل والنسيج والملبوسات من الصناعات الإستراتيجية القادرة على تحقيق النمو المستدام، حيث يتزايد الطلب على منتجاتها بالتزامن مع الزيادة السكانية".
وأضاف "أمين" أن الغزل والنسيج من أكثر الصناعات التي تجذب العمالة، حيث يبلغ حجم العمالة المباشرة بها نحو 1.2 مليون فرد، وتستحوذ على 27% من حجم العاملين بالقطاع الصناعي.
تصريحات الرئيس حول إعادة إحياء صناعة الغزل والنسيج المصرية، لاقت ردود فعل واسعة لدى قطاع كبير من المختصين في صناعة النسيج وخبراء الاقتصاد، الذين أكدوا أن هذه الصناعة عانت منذ سنوات من الإهمال وتسببت العديد من العوامل في انهيارها.



وفي هذا السياق، أكد محمد المرشدي، النائب البرلماني، ورئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، إن الدولة تسعى بكل جهد لإعادة إحياء صناعة عانت كثيرا من الإهمال وتوارثت مشكلات متلاحقة على مدى الـ20 عاما الماضية.
وعن خطط تطوير مصانع الغزل والنسيج الكبرى، أكد المرشدي في تصريحاته لـ"البوابة" أن خطط الدولة لإحياء الغزل والنسيج تتم على محورين الأول يكمن في تطوير المصانع الحالية والتي عانت من الإهمال وتراكمت عليها الخسائر، والثاني يتمثل في إنشاء مدن جديدة تقوم على صناعة الغزل والنسيج، داعيا إلى ضرورة مكافحة كل العوامل التي أدت لضعف هذا الصناعة التي تشكل 25 % من الإنتاج الصناعي في مصر، وكما تستحوذ على أكثر من 27% من حجم العمالة.
وشدد المرشدي على أن هناك العديد من العوامل التي أسهمت في تراجع صناعة النسيج في مصر بشكل حاد، منها الإهمال، إلا أن هناك مشكلة رئيسة تسببت في انهيار صناعة العزل والنسيج وهي التهريب، وهو الأمر الذي عاد بالسلب على القطاع بأكمله فتراجعت الاستثمارات الموجهة لمصانع الغزل والنسيج وانخفضت الصادرات، إلا أن الدولة عملت على مكافحة التهريب من خلال التشريعات.
وأشار المرشدي إلى أن بداية إصلاح قطاع النسيج يبدأ من الإنتاج وسد الفجرة بين الإنتاج والاستهلاك والتي تزيد على 50 مليار جنيه، وتوفير احتياجات السوق المحلية وبالتالي تخفيض فاتورة الاستيراد وزيادة صادرات القطاع مما يعود بالنفع على الاقتصاد القومي، وهو التوجه الذي ترعاه القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي اهتماما كبيرا بحل مشكلات المصانع المتعثرة وتطويرها لتعود إلى الإنتاج من جديد.



ويرى الدكتور أحمد خزيم، الخبير الاقتصادي، أن النهوض بقطاع الغزل والنسيج في مصر، يجب أن تستند على طرح برامج استثمارية خاصة لتشجيع رؤوس الأموال على الدخول للقطاع وضخ أموالها فيه، وعدم الاتجاه للبيع أو الخصخصة.
وأضاف "خزيم" في تصريحاته لـ"البوابة" أنه من المتعارف عليه أن صناعة الغزل والنسيج من الصناعات كثيفة العمالة وبالتالي على الدولة تشجيع المستثمرين المصريين والأجانب على دعم خطط إعادة إحياء مئات المصانع المتعثرة.
وأكد خزيم أن أي خطط لإعادة إحياء صناعة الغزل والنسيج لا بد ألا تغفل على دعم كافة المحاور المتعلقة بها من توسيع الرقعة الزراعية للقطن، واستحداث الآلات والماكينات في المصانع المختلفة، بالإضافة إلى الاهتمام بالمحالج وإعادتها لعجلة الإنتاج من جديد.