الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عيد أضحى بشروط «كورونا».. لحوم مُدعمة وإقبال متوسط.. 10 ملايين طن استهلاك المصريين.. شعبة القصابين: 50% تراجعًا في حركة السوق وانخفاض الأسعار بنسبة 10%

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العالم كله من حولنا مازال متأثرًا بجائحة كورونا.. لكن كورونا لا تمنعنا من تبادل التهانى بعيد الأضحى.. حتى موسم الحج سيكون استثنائيًا، ويحسب للمملكة العربية السعودية حرصها على إقامة شعائر الحج مع الأخذ في الاعتبار كل الإجراءات الاحترازية اللازمة، وبعد غد الخميس يقف الحجيج على جبل عرفات بأعداد قليلة لا تزيد على 10 آلاف حاج من المقيمين داخل المملكة.

وفى بلادنا، يحرص المصريون على الاحتفال بالعيد، وقد عملت الحكومة على توفير اللحوم بالمجمعات الاستهلاكية بأسعار مناسبة، رغم أن الإقبال هذا العام متوسط إلى حد ما، فقد انخفضت حركة سوق اللحوم بنسبة 50% مقارنةً بالعام الماضي، رغم أن أسعار اللحوم انخفضت بنسبة 10%. وفى "عيد اللحمة"، فإن البعض يهتم أيضًا بشراء الملابس الجديدة، خاصةً في ظل الأوكازيون الصيفى، بعد أن تأثرت حركة البيع بسبب ظروف فرض حظر التجوال وإغلاق المحلات التجارية في مواعيد محددة، حتى أن نسبة المبيعات لم تزد عن 25% فقط، ولكن قرار رئيس الوزراء بإعادة فتح الأسواق التجارية ساهم في زيادة حركة المبيعات من 40: 50%.. إنه عيد بطعم مختلف لكنه يظل عيدًا يدخل البهجة على الناس أجمعين فكل عام وأنتم يخير.

هل أثرت أزمة جائحة فيروس "كورونا" المستجد على احتفالات وعادات المصريين بعيد الأضحى المبارك؟ سؤال تكرر بطرق مختلفة في أذهان الجميع، والإجابة نعم اختلفت كثيرًا من مظاهر العيد نتيجة الجائحة، ولكن تبقي المظاهر الرئيسية داخل بيوت المصريين، المرتبطة بالأضحية وشراء اللحوم.
قبيل عيد الأضحى المبارك، قامت الحكومة بتجهيز المجازر والمجمعات الاستهلاكية وشودار بيع اللحوم والأضاحي للتيسير على المواطنين، وأعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، تجهيز ٤٩٠ مجزرًا بالمحافظات ورفع حالة الاستعداد القصوى لتأمين سلامة اللحوم بالأسواق.
كما أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن رفع درجة الاستعداد القصوى لجميع الأطباء العاملين بالتفتيش على اللحوم، وعمل غرفة عمليات على مدى الساعة لتلقي أي شكاوى من المواطنين، فضلًا عن التنبيه بضرورة التنسيق مع مباحث التموين والصحة والجهات المعنية الأخرى لتشديد الرقابة على منافذ عرض وبيع اللحوم والدواجن والأسماك.
"البوابة" استطلعت حركة بيع وشراء اللحوم وأسعارها بالمجمعات الاستهلاكية والمحال، والبداية كانت من أحد المجمعات الاستهلاكية بمنطقة "دار السلام"، للتعرف على أسعار اللحوم في عيد الأضحى المبارك، التي طرحتها الحكومة بأسعار ثابتة، وبأنواعها المختلفة سواء الحية أو المجمدة أو المستوردة، حيث وصل سعر كيلو "اللحمة المجمدة" ٦٥ جنيهًا، وكيلو اللحم السوداني بـ ٨٥ جنيهًا، وبلغ سعر كيلو اللحم البرازيلي ١٠٠ جنيه.
يقول المواطن عطية محمد: "اللحمة في الجمعية هنا كويسة جدًا، أسعارها مناسبة لكل الناس، خصوصا في الظروف الصعبة مع انتشار فيروس كورونا، والحكومة وفرت بالفعل اللحمة بأسعار أرخص من الجزارين، علشان كل الناس تقدر تستقبل العيد وتأكل لحمة فيه زي كل سنة"، موضحًا أن الإقبال هذا العام متوسط إلى حد ما، فلم يقبل كثير من المواطنين على الشراء بسبب جائحة فيروس "كورونا" المستجد، والظروف الصعبة التي فرضتها على الجميع بفعل توقف بعض الأعمال منذ بداية الأزمة، متمنيًا أن تنتهي هذه الأزمة قريبًا وأن يحفظ الله بلدنا العزيز.
وترى "نور حسن"، ربة منزل، أن أجواء عيد الأضحى المبارك هذا العام لم تكن مثل أجوائه في كل عام، وذلك بسبب أزمة فيروس "كورونا" المستجد، الذي أثر على كل مناحي الحياة والعمل أيضًا، قائلة: "الناس لسه خايفة تنزل وتتعامل مع أي حد بسبب كورونا، والعيد السنة دى ملهوش طعم، رغم أن الأسعار قلت في سلع كثيرة، ومن ضمنها اللحمة في منافذ المجمعات الاستهلاكية وفي المحلات، بس الإقبال مش زي كل سنة، مبقناش نشوف الزحمة اللي بتحصل كل سنة قدام محلات اللحوم والملابس والزحمة في الشوارع، ربنا يعدي الأزمة على خير".

محلات الجزارة
توضح "آلاء السني"، جزارة بمحافظة الشرقية، لـ"البوابة"، أن إقبال المواطنين على شراء اللحوم تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك انخفض بشكل كبير، بسبب جائحة فيروس "كورونا"، والتي كبدت المجتمع خسائر فادحة في مختلف القطاعات والمجالات، وأثرت على دخل المواطنين وقدرتهم على الشراء، على الرغم من انخفاض أسعار اللحوم مقارنةً بالعام الماضي في هذا التوقيت، لافتة إلى أن أسعار اللحوم ما بين ١١٠ إلى ١٣٠ جنيهًا، والضاني ١٣٠ جنيهًا، وسعر اللحم المفروم ١١٠ جنيهات، مضيفة أن أنواع اللحوم الأخرى جاءت أسعارها كالتالي: "سعر السجق البلدي ١٠٠ جنيه، البرجر البلدي سعره ١١٠ جنيهات، وسعر الستيك ١٣٠ جنيهًا، والكبدة البلدي سعرها ١٣٠ جنيهًا، ويتراوح سعر البفتيك ما بين ١٣٠ إلى ١٤٠ جنيهًا".
وتابعت "آلاء": بعض المواطنين يقبلون على شراء كفتة الأرز باللحمة الجملي، والتي تنقسم إلى: "كيلو لحمة جملي يضاف إليه كيلو أرز بـ ١٣٥ جنيهًا، كيلو لحمة يضاف إليه نصف كيلو أرز يكون سعرها ١٢٠ جنيهًا"، موضحة أن أسعار اللحوم الضأن ما بين ١٣٠- ١٦٠ جنيهًا للكيلو، وكيلو اللحم الجملي يتراوح ما بين ٩٠-١٢٠ جنيهًا، ويصل سعر الممبار ٦٠ جنيهًا، والكرشة ٣٥ جنيهًا. 
وأشارت إلى أن سعر الجدي يبدأ من ٢٠٠٠ جنيه فأكثر، وسعر الماعز يبلغ نحو ٢٥٠٠ جنيه، ووصل سعر الخروف ٣ آلاف جنيه فأكثر، والعجل البلدي يبدأ سعره من ١٥ ألفًا إلى ٣٠ ألف جنيه، مشيرة إلى أن سعر كيلو الماعز في الأضحية ٦٥ جنيهًا، وسعر الكيلو في الجدى ٦٠ جنيهًا، وسعر كيلو لحم الخروف ٥٠ جنيهًا، وسعر كيلو لحم العجل ٥٥ جنيهًا في الأضحية، كما توجد إمكانية الشراكة لـ ٤ أشخاص في عجل، تُقسم على كل فرد حسب وزن العجل ما يتراوح مبلغ ٤ آلاف جنيه فأكثر.

تراجع الإقبال بنسبة ٥٠٪
أكد محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية، أن حركة سوق اللحوم والإقبال على الشراء خلال هذه الفترة تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك في ظل أزمة "كورونا" انخفض بنسبة ٥٠٪ مقارنةً بالعام الماضي، لافتًا إلى أن أسعار اللحوم انخفضت بقيمة ٥ جنيهات أي بنسبة ١٠٪ العام الجاري.
وتابع وهبة، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن تراجع الإقبال على شراء اللحوم والأضاحي هذا العام يأتي نتيجة انتشار "كورونا"، وتراجع دخل المواطنين بسبب حالة التوقف في مختلف القطاعات والمجالات، التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية. وعن شروط اختيار الأضحية السليمة والتعرف على مدى جودة وسلامة اللحوم، يوضح الدكتور فهيم عزيز شلتوت، أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم، عضو مجلس قسم مراقبة الأغذية كلية الطب البيطري جامعة بنها، أن شراء الأضحية يتطلب الذهاب إلى مصدر موثوق منه، ويعرف نوعية التغذية الخاصة بالأضحية، فضلًا عن فحص "علامة الصحة" وشكل الحيوان العام وشكل العين والأنف والفم والشعر أيضًا، الذي يعد دليلًا على التغذية السليمة للأضحية، وعدم إصابته بالطفيليات، كما أن ذبح الحيوان يتطلب ذكر الله "بسم الله.. الله أكبر" ثم يتم ترك الحيوان ينزف لمدة ما بين ٥: ١٠ دقائق، ثم يتم سلخ الحيوان وإزالة الأحشاء منه.
ويستكمل شلتوت، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن ذبح الأضحية لا بد أن يكون داخل المجازر، حيث يتم الفحص البيطري لكل الأضاحي قبل ذبحها والتأكد من سلامتها وإعدام الحيوان المريض ومنع وصوله إلى المستهلكين، حيث إن الذبح في الشوارع يلوث البيئة، فضلًا عن احتمالية وصول حيوانات مريضة أو مصابة للمواطنين دون فحص طبي، مما يشكل خطورة على صحة المستهلك، مشيرًا إلى أن لحوم الأضحية بعد الذبح تحتاج إلى تخزين مؤقت في الثلاجة، لأن درجة حرارة الحيوان قبل الذبح ٣٧ درجة مئوية ولابد من وصول درجة حرارة اللحوم لـ ١ درجة مئوية.
ويضيف: في حالة شراء اللحوم من محال الجزارة لا بد من التعامل مع جزار موثوق، والتأكد من وجود الختم على اللحمة كدليل على ذبحها في المجزر، وتم الكشف البيطري عليها، وأنها صالحة للاستهلاك الآدمي، ولابد أن يكون لون اللحمة "وردي لامع" وليس " قاتم"، ومن الممكن اختبارها من خلال وضعها في "كوب ماء" فإذا تحول لون المياه إلى أحمر مدمم تكون هذه اللحمة فاسدة، وإذا كان لون المياه "قرمزي" تكون هذه اللحمة صالحة وسليمة.

اختلفت عادات المصريين عبر التاريخ، وتنوعت مظاهر الاحتفال بالأعياد، فيما ظلت طقوس عيد الأضحي المبارك ثابتة على مر العصور.
يرى أحمد عامر، الباحث الأثري، أن الحج كان معروفًا لدى القدماء المصريين، فكانت لهم بعض المناسك المشابهة لما يقوم به الحجاج المسلمون حاليًا، موضحًا أن رحلة الحج التي كان يقوم بها القدماء المصريون تتم في منطقة "العرابة" في محافظة سوهاج، نظرًا لوجود معبد "خنتى أمنيتى"، والذي يقع على الطريق المؤدى لمقابر الملوك وقبر "أوزوريس".
وتابع عامر، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن الكتابة المصرية القديمة لم تعرف كلمة محددة لمفهوم الحج، إلا أن المصري قديمًا كان يهتم بيوم الدفن، فلا توجد مدة محددة تفصل بين الوفاة ويوم تشييع الجنازة، والذى كان يتأخر بسبب رحلة الحج لأبيدوس، حيث كان يوضع تابوته في وسط قارب مزين وبجواره نسوة من أقاربه يندبن ويولولن، ويقف كاهن ليقدم له القرابين ويحرق البخور أمام المومياء، وأمام ذلك قارب آخر به عدد من النساء يولولن في اتجاه الجثة وقارب آخر للرجال ورابع لزملائه وأقاربه.
وأضاف، أن موعد رحلة الحج كان يوم ٨ من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت احتفالات "أوزير" تجرى في الشهر الأول من الفيضان، ويتواكب مع عيد "أوزير"، الذى يستمر من الثامن من الشهر الأول للفيضان حتى يوم السادس والعشرين من الشهر ذاته، والليلة الكبيرة في يوم ٢٢ من الشهر نفسه، موضحًا أن الملابس المستخدمة في الحج الإسلامي والفرعونى تعتبر جزءًا مهمًا من المناسك الإسلامية، وهي ذات اللون الأبيض وهي نفس الملابس المستخدمة في مناظر الحج الفرعوني إلى منطقة أبيدوس، ومدون الكثير من هذه المناظر على جدران المقابر سواء الأفراد أو النبلاء، حيث اعتبرت مناظر رحلة الحج شيئًا حرص المصري على تسجيل مناظرها على جدران مقبرته.
وأوضح، أن اللون الأبيض يمثل الصفاء والتسامح والتقوى والورع والسمو والغفران من الذنوب، والأبيض في الهروغليفية (حدج) في حين كلمة الحجاز مكونة من( حدج آذ)، وكلمة "آذ" تعني خطوة أو الضياء والنور، مشيرًا إلى أنه هناك العديد من المناظر صورت مناظر الحج الفرعونية، حيث تظهر تغطية الحجاج الكتف اليسرى دون الكتف اليمنى، وربما لما يحمله اللون الأبيض من قيم عالية، وأن الجانب اﻷيسر من الجسد الذي يغطيه الحاج يحتوي على القلب، واعتبر المصريون القدماء أن القلب هو أهم ما يزين الإنسان ويجمله، ويدخل في أسماء الملوك ويأخذ صفات من الجمال وسمى "أيب"، وكانوا يصفون شخصًا بأنه طيب القلب أو ذو قلب طيب، وكلمة طيب أو طيبة هى "نفر"، وتعني الجمال أو الناضجين، ولمكانة القلب كان يحنط وكان يركن له ويعتبر حجة على صاحبه أثناء محاكمة الموتى الفرعونية.

بينما يقول الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، إن طقوس وعادات وتقاليد المصريين في عيد الأضحى المبارك لم تختلف كثيرًا عما كانت عليه قديمًا، حيث إنه من الممكن أن تكون اختلفت في المجتمعات الحضرية مثل القاهرة، موضحًا أنه في الأرياف تظل الطقوس كما هي دون اختلاف، والتي تكمن في تجمع العائلات والأسر مع بعضهم البعض، وذبح الأضحية أمام المنازل، وعمل الأكلة الرئيسية وهي "الفتة باللحمة" والذهاب إلى الزيارات للأقارب والأصدقاء لتبادل التهاني بالعيد.
وأضاف عبداللطيف، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن الأوضاع في العواصم مثل القاهرة والإسكندرية اختلفت إلى حد ما، حيث إن الأسر أصبحت مفككة بشكل كبير، فلم تتواجد الزيارات المتعارف عليها في المنازل، بل تكتفي الأسرة بالجلوس في المنزل مع الأولاد، وتبادل التهاني في بعض الأحيان مع الأقارب بالتليفون فقط، وبالتالي فإن الترابط الموجود في الأرياف اختفى في الحضر، لافتًا إلى أنه ليس جميع المسلمين يقومون بذبح الأضخية نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي قد يمرون بها، ويكتفون بشراء اللحمة من الجزار.
كما يؤكد الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع، أن بعض الأمور المحيطة بالمصريين في عيد الأضحى المبارك اختلفت قليلًا مثل تبادل الزيارات بين الأقارب في العيد، والتي حدث بها تقليل نتيجة وجود التطوير المعروف وهي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً في ظل انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
وأضاف أبو حسين، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن هذه العادات مرتبطة بالشريعة الإسلامية مثل الذبح وأداء مناسك الحج والصلاة ومساعدة الفقراء، وإن اختلفت هذا العام بسبب الفيروس، موضحًا أنه من بين الظواهر المستحدثة في الشوارع هي وجود "شوادر الأضاحي" منذ نحو ١٠ سنوات، والتي تأتي مباشرةً من الريف، لتحقيق الربح وتحريك البيع والشراء، ولكنها تنتهي بانتهاء مناسبة عيد الأضحى المبارك.
وأشار إلى أنه بغض النظر عن أزمة فيروس "كورونا" وغلق الحدائق والمنتزهات، فهناك تراجع في إقبال المواطنين على الذهاب إلى الحدائق والمتنزهات مقارنةً بما كان عليه الوضع قديمًا، حيث إن الذهاب إلى الحدائق يكلف الأسرة تكاليف إضافية قد لا تتحملها في ظل مصاعب الحياة، مما يجعل الأسرة مجبرة على تلبية الاحتياجات الأساسية من شراء الطعام والشراب بدلًا من الذهاب إلى الحدائق، والتي لا ترتبط بإحداث البهجة بالعيد في نفوس المواطنين، بل استعادة الذكريات وصلة الأرحام يُحدث البهجة الحقيقية بالعيد.
الاكتفاء الذاتي من الألبان.
قبل عيد الأضحى المبارك، أعلن الدكتور على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، بدء التصفيات الموسمية الثانية لعام ٢٠٢٠ "الأوكازيون الصيفي"، وهو ما اعتبره التجار طوق النجاة لهم من الإفلاس، لاسيما مع تراجع المبيعات طوال الفترة الماضية.
وفي جولة ميدانية لـ"البوابة"، رصدنا مدى الإقبال وعمليات البيع والشراء للملابس الجاهزة، والتي يعتبرها البعض جزءًا من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث يقوم الأهالى بشراء ملابس جديدة لأطفالهم احتفالًا بالعيد، وكذلك للاستفادة من "الأوكازيون الصيفي" خلال هذه الفترة.
يقول "أحمد شاكر"، صاحب أحد محلات بيع الملابس الجاهزة، إن سوق الملابس الجاهزة منذ بداية أزمة فيروس "كورونا" المستجد تعاني من حالة ركود شديد في عمليات البيع والشراء، وذلك على الرغم من إعلان بدء الأوكازيون الصيفي قبل عيد الأضحى، لافتًا إلى أن توقف حركة العمل بالأسواق في مختلف القطاعات بسبب الفيروس أثر بشكل كبير على الاقتصاد، ودخل كثير من المواطنين، وبالتالي أصبحت هناك احتياجات أساسية لا بد من تلبيتها في العيد أصبحت أهم من شراء الملابس الجديدة في العيد.
وتابع "شاكر"، لـ"البوابة": "منقدرش نقول أنه مفيش بيع خالص، ولكن مش زي الأول، بعض الناس ممكن تستفيد من خصومات الأوكازيون بنسب معقولة مش كبيرة زي ما كانت قبل "كورونا"، متمنيًا أن تعود الأوضاع وحركة الأسواق والعمل والإنتاج في البلاد كما كان الوضع قبل جائحة فيروس "كورونا" المستجد.
يقول عمرو حسن، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن جائحة "كورونا" أوقفت حركة قطاع الملابس بالكامل في بداية الموسم الصيفي، بسبب ظروف فرض حظر التجوال وإغلاق كل المحلات التجارية في مواعيد محددة، مضيفًا أن هذا الأمر جعل نسبة المبيعات تصل إلى نحو ٢٥٪ فقط، ولكن بعد قرار رئيس الوزراء بإعادة فتح الأسواق التجارية واستعادة بعض الأنشطة الاقتصادية ساهم في زيادة حركة المبيعات من ٤٠: ٥٠٪.
وأكد حسن، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن سوق الملابس الجاهزة في عيد الفطر المبارك لم تشهد رواجا سوى لـ "ملابس الأطفال والملابس المنزلية" فقط بسبب مواعيد حظر التجوال، موضحًا أن وزارة التموين أعلنت عن الأوكازيون الصيفي قبل عيد الأضحى المبارك، متمنيًا الخروج بالبضائع المكدسة في المحلات، متوقعًا رواجا مقبولا في حركة البيع والشراء، وإن لم يكن رواجا كليا، حيث إن الملابس حاليًا لم تعد أساسية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
ولفت إلى أن الأوكازيون هذا العام جاء في توقيت مناسب تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك، مؤكدًا أن شعبة الملابس تدعم الأسعار المناسبة للمستهلك للتخفيف عن كاهل المواطن، وفي الوقت ذاته بيع البضائع المكدسة في المخازن لفترة طويلة، متوقعًا زيادة نسب الشراء إلى ٦٠: ٧٠٪ خلال هذه الفترة، بالتزامن مع الإعلان عن العروض المميزة مثل: "شراء قطعة بالإضافة لقطعة مجانية".