الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقفنا.. «الهلال التركي» ولعبة المرتزقة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يجب النظر إلى التحركات التركية فى الإقليم بمعزل عن أهداف الرئيس التركى وحزبه الإخوانى وتطلع أردوغان للعب دور إقليمى برداء دينى بوهم الدولة العظمي!.
أذرع أردوغان امتدت لشمال العراق، وبحجة ضرب حزب العمال الكردستانى أقام «قواعد مؤقتة» على التراب العراقي! وعزز النظام احتلاله للشمال السورى بنفس الحجة وسمى مناطق الاحتلال بـ«الآمنة»!.
ولا يزال هذا النظام يواصل محاولاته للهيمنة الكاملة على ليبيا، وثبت مؤخرا تورطه فى الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، ومنذ أيام وقع وزير الحرب التركى اتفاقا عسكريا مع النيجر التى تتشارك فى حدودها الشمالية مع ليبيا والجزائر، وسبق ذلك توقيع عدة اتفاقيات مشابهة مع العديد من دول القارة السمراء كان أبرزها مع الصومال!.
ومن الواضح أن التمدد التركى فى العالم العربى والقارة الأفريقية يسعى للوصول لدول المغرب العربى، مرورًا بتعزيز النفوذ التركى فى دول البلقان والسيطرة على شرق البحر المتوسط بهدف إقامة (الهلال التركي) الذى يشمل منطقة الشرق الأوسط مع مناطق النفوذ لإمبراطورية الخلافة العثمانية القديمة.
والقراءة الدقيقة لهذا السباق المسعور لا يمكن فصلها عما تفعله تركيا فى ليبيا، فالامتداد الجغرافى لخريطة التوسع التركى، يحتاج لنقاط ارتكاز، ولهذا كان اختيار ليبيا لتحويلها لمركز عمليات وحشد لعناصر الميليشيات والمرتزقة، مستغلة سيطرتها على الشمال السورى، ومستعينة ببعض الأقليات العرقية التركمانية التى باعت ولاءها الوطنى، فى تأسيس فرق وعصابات تتمركز فى الأراضى الليبية كقواعد إرهابية تنطلق ضد دول الجوار.
بفعل هذا المخطط تحولت ليبيا إلى (بيشاور) جديدة، تلك المدينة الباكستانية المتاخمة للحدود الأفغانية، والتى تحولت لمعقل وقاعدة للتنظيمات الإرهابية تحت مسميات المجاهدين، وطالبان، والقاعدة. وصدرت إرهابها لكل دول العالم.
وتقول التقارير: إن عشرات الآلاف من المرتزقة من دول المنطقة والعالم تم شحنهم إلى ليبيا بإشراف مباشر من النظام التركى الذى دربهم عسكريًا وأغدق عليهم بالأموال مع وعود بمنحهم الجنسية وحمايتهم. وأن كميات ضخمة من العتاد الحربى يتم نقلها يوميا لصالح ما يسمى «حكومة الوفاق» التى رهنت مصيرها لمخطط الهلال التركى وأدواته من عناصر المرتزقة والميليشيات.
لقد أصبح الوضع الليبى، مع الصمت وربما الرضا، من بعض الأطراف الإقليمية والدولية ينذر بالخطر، ليس فقط على ليبيا وشعبها، ولا على دول الجوار المباشر لها، بل على الإقليم والمنطقة والعالم.. وعلى الجميع ألا يكرر جريمة ما حدث فى أفغانستان، وتداعياتها التى هددت أمن وسلامة شعوب العالم.
«البوابة نيوز»